تصاعد التوتر بين اسرائيل والامم المتحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: افاد عدة دبلوماسيين اليوم الاربعاء ان مجلس الامن الدولي سيدين الهجوم الاسرائيلي مساء الثلاثاء على موقع الامم المتحدة في لبنان. وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير الذي يرأس مجلس الامن خلال الشهر الحالي ان "اعضاء مجلس الامن اتفقوا على اعتماد بيان رئاسي" حول هذه المسالة. ويتطلب اصدار بيان رئاسي اجماع الدول الاعضاء ال15 في مجلس الامن لكي يتم اعتماده لكن ليس له طابع الزامي مثل القرار. واقترحت الصين اصدار هذا البيان وقال سفيرها وانغ غوانغيا "نحن ندين هذا الهجوم" مضيفا ان "كل هجوم على موقع للامم المتحدة والعاملين لديها غير مقبول ولا يمكن تبريره".
وادت الحادثة الى تصعيد التوتر مجددا في العلاقات بين الدولة العبرية والامم المتحدة والتي هي اصلا متوترة. وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم الاربعاء عن "اسفه العميق" وامر باجراء تحقيق حول هذا القصف الذي قالت اسرائيل انه "عرضي" وكان يستهدف موقعا لمقاتلي حزب الله.
وقتل المراقبون الاربعة الذين قالت مصادر لبنانية انهم نمساوي وكندي وصيني وفنلندي، في قصف جوي على موقعهم في الخيام قرب الحدود الاسرائيلية اللبنانية. وحتى عصر اليوم الاربعاء لم تتضح ظروف هذه المأساة. واكتفى ناطق باسم الجيش الاسرائيلي بالقول "كان ثمة اطلاق نار في تلك المنطقة، انه خطأ وناسف له. ان التحقيق في هذا الموضوع سيتم بالتعاون مع الامم المتحدة". وسرعان ما اندلع جدل بعد مقتل المراقبين وتصريحات كوفي انان.
وافاد بيان صادر عن مكتب اولمرت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعلن في اتصال هاتفي مع انان انه "من غير المقبول ان تصف الامم المتحدة الخطأ الذي حصل بانه عمل متعمد على ما يبدو". وادلى انان بهذه التصريحات بعد اقل من ساعة من صدور المعلومات الاولى حول هذا الحادث. واعتبر سفير اسرائيل في الامم المتحدة داني غيلرمان من جهته ان هذه التصريحات "مؤسفة" لا سيما انها تصدر "قبل التحقيق" في هذه القضية. وعلق جيرالد شتاينبرغ الخبير في العلاقات الدولية في جامعة بار-ايلان في تل ابيب "على كل حال ان العلاقات مع الامم المتحدة سيئة اصلا". وقال ان اسرائيل "تعتبر الامم المتحدة عاجزة".
ولكن روني يار المسؤول عن دائرة شؤون الامم المتحدة في وزارة الخارجية الاسرائيلية لم يشاطره الراي حيث اعتبر ان "قصف الثلاثاء مؤسف جدا لكنه لا يطال علاقات اسرائيل الجيدة المقبلة مع الامم المتحدة". حتى انه شدد على ان هذه العلاقات "تحسنت كثيرا" خلال السنوات الماضية.
واشار يار الى ان الجمعية العامة للامم المتحدة تبنت لاول مرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2005 قرارا اقترحته اسرائيل يحدد السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير كيوم عالمي لذكرى المحرقة. كما المح الى ان غيلرمان تولى مهام نائب رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة في سابقة بالنسبة لاسرائيل وان الخبراء الاسرائيليين شاركوا لاول مرة في اشغال لجان متخصصة في الامم المتحدة لا سيما اليونسكو.
وتامل اسرائيل المتحمسة بهذا التقدم في ان تكون بين الاعضاء العشرة غير الدائمي العضوية في مجلس الامن الدولي. وتستمد الدولة العبرية شرعيتها من قرار صادقت عليه الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947 حول تقسيم فلسطين لكن علاقاتها مع الامم المتحدة تدهورت بسرعة.
وادينت اسرائيل بانتظام في الجمعية العامة وفي المؤسسات المتخصصة للامم المتحدة بسبب "الاغلبية الالية" التي تشكلها الدول العربية المدعومة بمنظمة عدم الانحياز والمعسكر الشرقي الشيوعي سابقا. وكان مؤسس اسرائيل ديفيد بن غوريون اعرب عن احتقاره لهذه الادانات المنهجية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1974 تخطت الجمعية العامة للامم المتحدة خطوة اضافية في عداوتها لاسرائيل عندما صادقت على قرار يقول ان "الصهيونية شكل من اشكال العنصرية" قبل ان تلغيه لاحقا.
من جهته وصف البيت الابيض اليوم الاربعاء مقتل اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة في غارة اسرائيلية في جنوب لبنان بالامر "المروع"، الا انه راى ان لا اسباب تدعو الى الاعتقاد بان العمل متعمد. ورحب المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو بتعهد الحكومة الاسرائيلية اجراء تحقيق في اسباب مقتل المراقبين الدوليين الاربعة. وقال سنو للصحافيين "انه امر مروع وهذا الامر يصح بالنسبة الى كل ضحية بريئة من اعمال العنف، سواء كانت في اسرائيل او لبنان، وسواء كانت تعمل للامم المتحدة او لاي منظمة دولية اخرى". الا انه اضاف "لا يوجد اي سبب يدعو الى الاعتقاد" ان الجيش الاسرائيلي استهدف عمدا مركز المراقبين الدوليين في الخيام مساء الثلاثاء، كما قال انان.
واعلن مساعد الناطق باسم الحكومة الالمانية توماس ستيغ اليوم ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عبرت عن "اسفها الشديد" لمقتل اربعة مراقبين تابعين للامم المتحدة في غارة اسرائيلية على جنوب لبنان مساء الثلاثاء. وقال في ختام جلسة الحكومة صباح اليوم الاربعاء ان "المستشارة عبرت عن اسفها الشديد ازاء الحادث المأساوي الذي قتل خلاله اربعة مراقبين من الامم المتحدة".
واضاف ان "المستشارة اشادت بتحرك الحكومة الاسرائيلية بسرعة بعدما اعلنت بوضوح ان اسرائيل ستحقق في الحادث". وهذا الموقف يبدو معتدلا جدا مقارنة مع موقف الاتحاد الاوروبي الذي اعلن عبر الرئاسة الفنلندية انه "صدم" ازاء الغارة التي ادت الى مقتل اربعة مراقبين دوليين في القصف الجوي الاسرائيلي على موقعهم في الخيام قرب الحدود الاسرائيلية-اللبنانية.
هذا ودانت الصين "بحزم" القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان الذي اودى بحياة اربعة من مراقبي الامم المتحدة احدهم صيني واستدعت سفير اسرائيل صباح اليوم الاربعاء لتطلب "اعتذارات". واعلنت وزارة الخارجية في بيان ان "الجانب الصيني اصيب بصدمة عميقة ويدين بحزم" القصف الذي قامت به اسرائيل على موقع تابع لقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان واسفر عن "مقتل عدة ابرياء احدهم صيني". وعقد نائب وزير الخارجية الصيني جاي جوان صباح اليوم الاربعاء "اجتماعا طارئا" مع سفير اسرائيل في بكين يهويادا حاييم وابلغه "رسميا" الموقف الصيني. واكد له جاي جوان ان بكين تطلب من "الجانب الاسرائيلي فتح تحقيق معمق وتقديم اعتذارات للطرف الصيني وعائلة الضحية" على ما جاء في البيان.
وكان وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ اليوم "الاعتداء الاسرائيلي الهمجي والمتعمد" على مركز لمراقبي الامم المتحدة في جنوب لبنان الثلاثاء ما ادى الى مقتل اربعة مراقبين. وقال الوزير صلوخ في تصريح صحافي انه يدين "الاعتداء الهمجي والمتعمد الذي قامت به اسرائيل على قاعدة لمجموعة المراقبة التابعة للامم المتحدة في بلدة الخيام. واضاف صلوخ "ان هذا العدوان دليل جديد على العدوانية الاسرائيلية التي لا تميز بين طفل وامراة او مستشفى او مقر اممي مهمته حفظ الامن والسلام اللذين تنتهكهما اسرائيل".
ورفض الوزير اللبناني التاكيد الاسرائيلي بان قصف هذا المقر لم يكن متعمدا وقال ان اسرائيل "تلجأ الى معزوفة الخطأ في الاستهداف وهي ذريعة اقبح من ذنب ولا تنطلي على احد والحقيقة ان اسرائيل تضيق ذرعا بكل وجود للامم المتحدة لانه شاهد مؤكد على جرائمها". واضاف داعيا مجلس الامن الى التدخل "ان مجلس الامن المناط به اصلا التعامل مع مثل هذه الهمجية الاسرائيلية مدعو وبشكل فوري لان ياخذ الامر بيديه وقفا للنار واحقاقا للحق وصيانة للامن والسلم الدوليين". كما دان رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود في وقت لاحق مقتل المراقبين الدوليين.
وجاء في برقية وجهها رئيس الجمهورية الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان "ان هذا العدوان الاجرامي الذي يضاف الى سلسلة المجازر الدموية التي تنزلها اسرائيل بعدوانها بحق لبنان يجب ان يشكل رادعا لكل من لا زالت نفسه تتوسل العنف طريقا لفرض غاياته ومآربه".
اسرائيل تلقت تنبيها عدة مرات من وجود الامم المتحدة في الخيام
بدوره أعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم ان العسكريين الاسرائيليين تلقوا تنبيها عدة مرات من وجود عاملين للامم المتحدة في منطقة تتعرض للقصف في جنوب لبنان حيث قتل اربعة مراقبين دوليين الثلاثاء في الخيام. وقال انان ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت "عبر لنا عن اسفه الشديد لما حصل ونحن نقبل ذلك". واضاف "لكن يجب فعلا معرفة ما حصل بالامس". وتابع انان ان "قصف موقع الامم المتحدة الذي اقيم منذ فترة طويلة ومعروف بشكل واضح، بدأ في وقت مبكر صباحا واستمر الى ما بعد الساعة 19:00". وقال "ان العاملين لدينا على الارض كانوا على اتصال مع الجيش الاسرائيلي في محاولة لتنبيهم والقول لهم +تنبهوا لموقعنا ولا تتسببوا باصابات في صفوف العاملين لدينا".
واضاف "تم اطلاق عدة نداءات قبل ان يحصل ذلك ويمكنكم تصور قلق جنودنا من رجال ونساء والمراقبين العزل الذين كانوا هناك من اجل خدمة السلام". وتابع "لقد تمكنت من التحدث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي"، موضحا "انه يعتقد بالتاكيد ان الامر ناجم عن خطأ". وقال انان "لقد وعد اولمرت باجراء تحقيق ولقد اقترحت عليه ان نقوم بتحقيق مشترك" بدون ان يوضح ما اذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي وافق على ذلك.
وبعيد الاعلان عن مقتل المراقبين الاربعة ندد انان بالقصف الذي "استهدف على ما يبدو عمدا موقعا لمراقبي الامم المتحدة في جنوب لبنان". واثار مقتل المراقبين الاربعة توترا جديدا في العلاقات الصعبة اساسا بين الدولة العبرية والامم المتحدة.
شيمون بيريز: كان من الخطأ عدم دعوة اسرائيل الى روما
اعتبر نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز في مقابلة مع صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية تنشر الخميس انه "كان من الخطأ عدم دعوة اسرائيل" الى مؤتمر روما الذي خصص لمناقشة ارسال قوة حفظ سلام دولية الى لبنان. واضاف بشان هذا المؤتمر الذي لم يدع المشاركون فيه الى وقف لاطلاق نار "اظن انه كان من الخطأ عدم دعوة اسرائيل (...) لا بد انه حصل ذلك بسبب ضغوط عربية".
من ناحية اخرى، برر بيريز الهجوم الاسرائيلي على حزب الله الشيعي اللبناني والذي اسفر حتى الساعة عن مقتل اكثر من 400 شخص وتهجير نحو 700 الف منذ 12 تموز(يوليو). وقال للصحيفة الفرنسية "على جميع الاشخاص الذين ينتقدوننا الآن والذين يرون ان ردنا +غير متكافىء+ ان يقولوا لنا ما العمل حين يتم اطلاق آلاف الصواريخ على بلادنا".
واعتبر بيريز ان "حزب الله هو الذي يدمر لبنان. انها منظمة لبنانية تحارب ضد بلادها وتخدم مصالح ايران التي تسعى الى بسط نفوذ فارسي على الشرق الاوسط". وكان بيريز الحائز جائزة نوبل للسلام اعلن الثلاثاء في البرلمان الاسرائيلي ان الحرب الجارية على لبنان هي "مسألة حياة او موت بالنسبة لاسرائيل".