المحللون الإسرائيليون يتحدثون عن ورطة بلبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: دخلت تل أبيب حرباً بسرعة قياسية، فقرارها بإعطاء الجيش الضوء الأخضر للتوغل في جنوب لبنان جاء سريعاً ولم يتم دراسة أبعاده وخيارات الربح والخسائر بشكل دقيق. هذا هو حال لسان الصحف الإسرائيلية ومحلليها المختصين منذ عدة أيام.
فكل يوم مزيداً من الخسائر البشرية والاقتصادية الإسرائيلية وتشويه للصورة التي نسجها الأعلام الإسرائيلي للعالم الغربي عن أخلاقية جيشه على مدار سنين ولت، فحادثة استهداف أصحاب القبعات الزرقاء دمرت كل ما بناه الساسة الإسرائيليين، وكذلك الصور التي تعزقها وكالات الأنباء وشاشات الفضائيات للبيوت وأشلاء الأطفال اللبنانيين الذين مزقت الصورايخ الإسرائيلية أجسادهم شلت الآلة الإعلامية الإسرائيلية وحطمت استراتيجيتها ووضعتها في مأزق التبرير والدفاع. وهذا ما دفع أولمرت لإرسال نائبه الأول شمعون بيرس للخارج للقيام بحملة إعلامية لتحسين صورة تل أبيب مجدداً.
المحللون العسكريون الإسرائيليون باتوا يتحدثون عن "ورطة بلبنان"، وأمسوا يوجهون اللوم لقادة إسرائيل الذين تبنوا المنطق العسكري. فلم يرفع حزب الله الراية البيضاء بعد مرور أكثر من أسبوعين على الحرب. كما لقنت القيادة العسكرية الإسرائيلية إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي. ولم يعود الجنديين الأسرى لدى حزب الله لديارهم. لم تتوقف صواريخ حزب الله عن قصف المدن الإسرائيلية.
عاموس هرئيل الكاتب في صحيفة "هآرتس" يوضح أن موشي آرنس الذي أشغل منصب وزير الأمن لثلاث فترات أثناء سيطرة جيش الإحتلال على جنوب لبنان، يعتقد أن الحرب الحالية تدار بصورة سيئة. ويحذر من عواقب عدم تحقيق الأهداف، في حال لم يحصل أي تحول في إدارة الحرب وبشكل سريع.ويطرح التساؤل حول قدرة الجيش، بعد أسبوعين من الحرب، على وقف تعرض الشمال لقصف الصواريخ بشكل متواصل.
أما ألوف بن الكاتب بنفس الصحيفة فيرى أن الحرب اتخذ قرارها بشكل سريع. ويقول: رئيس الوزراء ايهود أولمرت قرر بصورة فورية تقريبا تنفيذ الرد العسكري الشديد وفي مساء اليوم ذاته "الذي نفذ فيه حزب الله هجومه" طرح على الحكومة خطة لهجوم جوي على منصات إطلاق صواريخ الكاتيوشا التابعة لحزب الله وعلى رموز حكومة لبنان وعلى رأسها مطار بيروت الدولي.
وتابع بن قائلا في مقال له بعنوان "كيف يتم اتخاذ القرارات": تم القول للوزراء إن حيفا قد تتعرض لقصف وأن الحملة لن تكون لفترة قصيرة، وكشف الكاتب أن شمعون بيريس النائب الأول لإيهود أولمرت طرح سؤالا حول ما إذا كان لدى واضعي الخطط العسكرية فكرة عما سيحدث في المرحلة الثانية أو الثالثة أو الرابعة لكن هذا السؤال بقي دون جواب.
أما المحلل العسكري زئيف شيف، فيرى أنه بعد انقضاء أسبوعين على اندلاع الحرب "يمكن القول إن إسرائيل لم تحقق غاياتها الأساسية وهي بعيدة عن حسم الحرب، وبين شيف أن حزب الله يشن حرب استنزاف ضد إسرائيل ولا توجد أدلة على أن حدّة القتال قد خفت لأن حزب الله يواصل إطلاق ما بين 80 إلى 100 صاروخ كاتيوشا باتجاه إسرائيل يوميا، كما أن حيفا وهي ثالث أكبر مدينة إسرائيلية تحولت إلى سديروت 2"، في إشارة إلى مدينة سديروت بجنوب إسرائيل التي تعرضت لهجمات مكثفة طوال عام مضى بصواريخ القسام الفلسطينية. وقال شيف إنه على الرغم من القصف الإسرائيلي الشديد في لبنان فإنه لم يكن هناك مس جوهري في قدرة حزب الله العسكرية ولم يفقد الرغبة في القتال ومقاتلوه "يحاربون ولا يهربون".