الظواهري: لن نصمت امام ما يحدث في لبنان

دبي، واشنطن: توعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في شريط مصور بثته قناة الجزيرة الفضائية اليوم ان التنظيم سيشن هجمات ضد اسرائيل والولايات المتحدة التي تدعمها للرد على الهجمات الاسرائيلية على لبنان وقطاع غزة. وقال الظواهري "لا يمكن ان نراقب تلك القذائف وهي تصب حممها على اخواننا في غزة ولبنان ونحن ساكنون وخانعون".

ويعتبر تصريح الظواهري اول رد فعل لتنظيم القاعدة على الهجوم الذي تشنه اسرائيل على غزة والهجوم الذي بدأته على لبنان في 12 تموز/يوليو عقب اسر حزب الله الشيعي اللبناني جنديين اسرائيليين.

وقال "ان القذائف والصواريخ التي تمزق اجساد المسلمين في غزة ولبنان ليست اسرائيلية خالصة ولكنها تاتي وتمول من كل دول التحالف الصليبي". واضاف "ولذا يجب على كل من يشارك في الجريمة ان يدفع الثمن". واكد ان "كل الدنيا ميدان مفتوح لنا، فكما يهاجموننا في كل مكان نهاجمهم في كل مكان".

واتى الظواهري على ذكر الائمة المبجلين لدى كل من السنة والشيعة وقال "كيف نسكت ونحن ابناء ابو بكر وعمر وعثمان وحمزة وجعفر وعلي والحسين وسعد وخالد وطلحة والزبير". وقال "ان الحرب مع اسرائيل جهاد في سبيل الله حتى يكون الدين لله كله، جهاد يسعى لتحرير كل فلسطين وتحرير كل ارض كانت دار اسلام من الاندلس حتى العراق".

وتابع "ان هذه الاحداث التي تجري تبين خطورة الجبهتين الجهاديتين في افغانستان والعراق، فيجب على كل المسلمين دعمهما حتى تخرج قوات اميركا منهما مشلولة عاجزة وتدفع ثمن عدوانها على المسلمين وتاييدها لاسرائيل". واوضح ان العراق "يتميز بميزة قربه من فلسطين، فيجب على المسلمين دعم مجاهديه حتى تقوم فيه امارة اسلامية مجاهدة تنقل الجهاد بعون الله الى حدود فلسطين وحينئذ يتحد المجاهدون خارج مداخل فلسطين ويكون الفتح الاعظم باذن الله".

وفي اشارة الى حلفاء واشنطن من الشيعة في العراق، قال الظواهري ان "احداث العدوان الصليبي الصهيوني على المسلمين" ربما يدفع من وصفهم ب"الخونة في العراق لان يبتلعوا خزيهم وخيانتهم ويكفوا عن تبرير ودعم الوجود الاميركي الصليبي في العراق".

وقال الظواهري "ايها المستضعفون والمظلومون في العالم (...) قفوا مع المسلمين في مواجهة هذا الظلم". كما انتقد الظواهري الحكومات العربية وقال "لقد تبين بما لا يدع مجالا للشك ان حكومات البلاد العربية والاسلامية عاجزة بل ومتواطئة"، معربا عن سخطه على ادانة العالم للقبض على جنديين اسرائيليين في لبنان وثالث في قطاع غزة بينما الاف الاسرى لا زالوا في السجون الاسرائيلية. وقال "عشرة الاف اسير في سجون اسرائيل لم يهتز لهم احد، اما ثلاثة جنود اسرائيليين فقامت الدنيا لهم ولم تقعد".

وكان حزب الله اللبناني اعلن انه اسر الجنديين بهدف استبدالهم باسرى لبنانيين وعرب في السجون الاسرائيلية واصر على القيام بعملية التبادل رغم العملية الاسرائيلية المدمرة على لبنان والتي اسفرت حتى الان عن مقتل مئات المدنيين اللبنانيين ودمرت البنية التحتية للبلاد. كما اسر مسلحون فلسطينيون جنديا اسرائيليا في 25 حزيران/يونيو شمال قطاع غزة.

وكان تنظيم القاعدة وراء هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة كما القيت عليه مسؤولية سلسلة من التفجيرات في الدول الغربية وغيرها. وكان اخر ظهور للظواهري على شريط فيديو في 23 حزيران/يونيو حيث بثت قناة الجزيرة شريطا مصورا له توعد فيه الانتقام لمقتل ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في السابع من حزيران/يونيو.

حزب الله للظواهري: لا بد من إشارة إيجابية للشيعة

بدوره رد ناطق باسم حزب الله على ما قاله الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أسامه بن لادن، معتبرا أنه " لا بد من أن تكون هناك إشارات واضحة إلى حزب الله وإلى الشيعة بالسياق الإيجابي." وقال حسن حدرج في حديث لقناة الجزيرة: "إذا أردنا أن نعتبر هذا الكلام خطوة في الطريق الصحيح فلا بد من أن تكون أكثر وضوحا في سياق الإشارة إلى الأبعاد الفكرية والسياسية للوحدة بين المسلمين." كما دعا إلى الوقوف "صفا واحدا في مواجهة الفتنة بين المسلمين."

وفي واشنطن، قال توني سنو الناطق باسم البيت الأبيض إنه "غير مندهش" لتهديدات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ضد اسرائيل إلا أن ما أبداه من تعاطف مع أحوال المسلمين يمتلئ بالنفاق. واضاف الناطق أن "كثيرا من الأشياء التي قام بها أدت إلى مقتل المسلمين في شتى أرجاء العالم".

بوش لم تفاجئه تهديدات القاعدة لاسرائيل

من جهته قال الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم ان تهديدات ايمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة لاسرائيل، لم تكن مفاجئة له. وقال "لست متفاجئا بان يشعر بحاجته الى اعلان تاييده للنشاطات الارهابية". واضاف بوش للصحافيين "الولايات المتحدة الاميركية تقف بقوة في وجه السيد الظواهري وامثاله".

من جانبه قال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين ان رسالة الظواهري تتضمن "درجة من النفاق" مضيفا "لقد فعل الكثير من الاشياء في هذا العالم ادت الى قتل مسلمين بايدي مجاهديه". واوضح "لم نفاجأ بسماع السيد الظواهري يتحدث" مؤكدا ان "توجيه التهديدات من المكان الذي يختبىء فيه ليس شيئا جديدا". واوضح ان القدرات العسكرية للقاعدة "ضعفت بشكل كبير" وهذا السبب الذي يدفع التنظيم الى خوض حرب كلامية.