أخبار خاصة

حزب الله يخوض حرب مكافحة التجسس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الطيران الحربي لا يفارق سماء بيروت ومحيطها
حزب الله يخوض حرب مكافحة التجسس

سمير عيتاني من الضاحية الحنوبية لبيروت: تحت احد الجسور القريبة من الضاحية ركنت ثلاث شاحنات حفارة للابار، لاخفائها عن اعين الطيران الحربي، خاصة انه سبق ان ضرب الطيران حفارتين مماثلتين في منطقة الاشرفية. ومن الضاحية ورغم الاتصالات الا انه لم تتوفر معلومات دقيقة عن الوضع في مدينة بنت جبيل والاشتباكات الدائرة هناك ونتائجها، كما لم يمكن تأكيد او نفي معلومات "إيلاف" حول حجم الخسائر الاسرائيلية، العبارة الوحيدة التي يمكن استخدامها هي انتظار الاعلان الرسمي الاسرائيلي، اما تفاصيل المعارك الحربية فربما لن تعلن على الاطلاق.

ليلا كان الطيران الحربي الاسرائيلي يحلق على علو متوسط فوق بيروت ومناطق عدة في جبل لبنان اهمها الشوف، التحليق الذي خلق حالة من الذعر ادى الى توتر في الشارع صباح هذا اليوم في بيروت، ومنذ الصباح حلقت طائرات الاستطلاع من دون طيار (ام كا) فوق مناطق الضاحية بازيزها المعتاد.

هذه الطائرات تستحيل رؤيتها من الارض، ورغم انها تحلق على ارتفاعات متوسطة يمكن معها اسقاطها الا ان حجمها الصغير وطلائها الابيض يسمح لها بالاختفاء عن الاعين، وكذلك عن شاشات الرادارات، التي سبق ان قصف ما يتبع منها للجيش اللبناني، وبقي منها ما هو تابع للمقاومة وان كان غير معروف اوغير معلن عنه الا ان عملية ضرب السفينة الحربية الاسرائيلية فضحت وجود قدرات رصد رادارية لدى حزب الله.

في الضاحية الجنوبية لبيروت تقترب امرأة خارجة من منطقة حارة حريك (حيث المربع الامني المدمر) تحمل صرة فيها ما امكن اخراجه من منزلها، تقترب منا ونحن نقف مع احد عناصر حزب الله، "ثمة خط توتر كهربائي مقطوع يصدر ازيزا" تقول العجوز التي تقطن في الضاحية والتي تتحدر من احدى قرى الجنوب كما عرفت عن نفسها.

"هذا ليس خط توتر عال يا حجة، هذا طيران تجسسي اسرائيلي" يقول المقاتل الذي يقف منذ اسبوعين يراقب الداخلين ويدقق في هوياتهم واماكن سكنهم. "الله يحميكم" تقول العجوز وهي تحث خطاها هربا من طائرات الاستطلاع الاسرائيلية.

وفي الضاحية الجنوبية يبدو ان حزب الله بات يكمن للعملاء اكثر مما يكمن للصوص، خاصة مع ارتفاع اعداد الذين تم ضبطهم بالجرم المشهود وادلوا باعترافات حول قيامهم باعمال تجسس لصالح الاسرائيليين، لتحديد الاهداف التي دمرها الطيران والاهداف المحتملة التي يمكن ان يكون عناصر حزب الله يتواجدون فيها او يستخدمونها كملاجئ ومحطات تموين وغيرها.

ومع استمرار اعتقال الحزب والقوى الامنية اللبنانية لدفعات جديدة من العملاء بدأت تتسرب معلومات حول هؤلاء الذين يتشكلون باغلبهم من حاملي الجنسية اللبنانية القادمين من الجنوب اللبناني (وبعض المناطق الاخرى) والعديد منهم معروف سلفا لدى الحزب خاصة انهم امضوا اعواما يخدمون في "جيش لبنان الجنوبي" التابع لقوات الاحتلال الاسرائيلية في جنوب لبنان (والذي انحل مع تحرير لبنان العام 2000، وبقي العديد من عناصر داخل الحدود او عادوا بعد اشهر قضوها في اسرائيل).

كما يعتقل الجهاز الامني للحزب والقوى الامنية اللبنانية العديد من المواطنين العرب (نتحفظ عن ذكر جنسياتهم) كانوا يعملون باعمال مختلفة في لبنان، وخاصة في مناطق الضاحية، وتم ضبط العديد من المعدات التقنية المتطورة التي ترشد الطائرات الحربية الى اهداف تابعة للحزب.

الحرب السرية قد لا تتوقف عند هذا الحد، بل قد تطاول عددا من الاعلاميين، الغربيين خاصة، الذين يرسلون المعلومات الى القوات الاسرائيلية، متجاوزين الخط الأحمر للمهنة، وهي ما تشير مصادر خاصة الى حصوله فعلا، وتضيف هذه المصادر ان حزب الله لديه معلومات حول هؤلاء، وان التمهل في التعامل معهم وتحذيرهم ينبع فقط من حساسية الملف الاعلامي وخشية الاشارة الى الحزب بصفته يتعرض للاعلام وحريته، الا ان هذا الملف سيتم التطرق اليه بشكل كامل في حينه، وسيتم تعطيل عمل هؤلاء وصولا الى تسليم المعلومات المتوافرة الى اجهزة امن الدولة اللبنانية لتتعامل مع الاعلاميين المخروقين امنيا بشكل رسمي.

ومن الضاحية الى الجنوب حيث تتوافر معلومات عن حصول قصف مدفعي وبصواريخ الطائرات الحربية يتركز على بلدة الخيام الحدودية وهي المنطقة التي سبق ان اعلن ضباط اسرائيليون عن الاستعداد لدخولها قبل احتدام معركة بنت جبيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف