أخبار

إجتياح إسرائيلي في الأفق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إسرائيل تنتظر رفض "حزب الله" القرار الدولي الآتي
إجتياح إسرائيلي واسع يلوح في الأفق

قصف إسرائيلي على جنوب لبنان إيلي الحاج من بيروت: أحدثت مجزرة قانا-2 "نقزة وجدانية" في الرأي العام الدولي والعربي واللبناني طبعا وفرضت بعض التحول لدى الحكومات، لكنه يبقى تحولاً مرحلياً ومحدود المفاعيل. فالحرب لن تتوقف بسبب هذه المجزرة، وقانا ٢٠٠٦ ليست مثل قانا ١٩٩٦ التي أنهت عملية "عناقيد الغضب" الإسرائيلية آنذاك. بدليل الموقف الدولي الذي عبّر عنه مجلس الأمن مكتفياً بإبداء الأسف والتنديد بما ارتكبت اسرائيل ولم يتخذ قراراً بوقف للنار . لا بل إن المجتمع الدولي في جزء مؤثر منه حمّل "حزب الله "بعض المسؤولية لإطلاقه صواريخ على إسرائيل من مناطق مأهولة. وبدا واضحا ان الولايات المتحدة ترفض وقفا فورياً للنار وتطرح وقفاً دائماً على أساس سياسي وحل ثابت لا يعيد الوضع الى ما كان قبل ١٢ تموز /يوليو، خصوصاًَ أن اسرائيل لا يناسبها ان تقف الحرب عند هذا الحد لأنها تعني انتصاراً ل" حزب الله" وعدم تحقيقها أيا من الأهداف التي حددتها حكومة ديفيد أولمرت.

لكن مجزرة قانا التي لم تؤثر في قرار مواصلة الحرب اضطرت اسرائيل إلى إعلان اجراءين رمزيين لامتصاص النقمة وحملة الادانة الدولية. الأول فتح تحقيق عسكري في ملابسات وقوع المجزرة. والثاني تعليق القصف الجوي ٤٨ ساعة فقط ، من دون أن يشمل هذا التعليق مقاتلي الحزب الشيعي وأسلحته وتحركاته.

وواضح أن هذا "التعليق" ليس هدنة انسانية، بل هو "هدنة عسكرية" الغاية منها الإعداد الميداني لعمليات برية أشد شراسة وحدة واتساعاَ وخطورة في اطار سياسة الأرض المحروقة التي قررتها اسرائيل لإقامة منطقة عازلة لم يظهر عمقها - بعض المتحدثين الرسميين في إسرائيل يقول بكيلومترين وبعضهم 20 كيلومترا- وكذلك لفرض واقع ميداني جديد لا مجال من دونه لتغيير قواعد اللعبة، خصوصا ان المهلة المعطاة لإسرائيل لم تعد مفتوحة، وأن العد العكسي بدأ على الأرجح لإنهاء العمليات العسكرية التي تدخل أخطر مراحلها.

وتعني هذه الصورة الكالحة للأسف أن الوضع لا يزال في مأزق مفتوح، بل في نفق ولا ضوء ولو نائصاً يلوح في آخره.

ومع إعلان الإذاعة الإسرائيلية اليوم أن حكومة أولمرت أعطت الجيش الضوء الأخضر للقيام بعمليات برية واسعة في لبنان ، وتأكيد وزير الدفاع عمير بيريتس هذا الخبر، يبدو أن الأحداث متجهة إلى إصدار قرار لوقف النار يقضي بإرسال قوات دولية رادعة إلى لبنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة . وستترك إسرائيل ل حزب الله" أن يرفض هذا القرار الدولي، لأنه يعني عملياً انتهاء "المقاومة الإسلامية"، لتقوم باجتياح بري واسع يختلف بطبيعته وحجمه ومداه عن المعركة التي خاضتها كتيبة من 500 جندي حداً أقصى في مارون الراس- بنت جبيل ومحيطهما.

والتنظيرات حول حدود هذا الاجتياح بلا حدود . منها أنه سيصل إلى مصب نهر الليطاني ومنها إلى مصب نهر الأولي بين بيروت وصيدا. وثمة من يقولون أنه سيصل إلى شتورة على طريق بيروت - دمشق. ويجمع أصحاب هذا الرأي على التحذير من أن سيناريو عسكرياً كهذا سيكون عالي التكلفة على الجانبين، ومدمراً في شكل خيالي بالتأكيد . وهم يلفتون إلى أن الحشد العسكري الإسرائيلي على الحدود بلغ خلال أيام عشرات الآلاف- فوق ال 60 ألفا- في حين أن الحرب المحدودة التي تخوضها الدولة العبرية حالياً لا تحتاج إلى واحد على عشرة من هذا العدد الضخم للجنود والآليات.

ويحاول محللون تبرير عملية الإحتشاد الضخمة هذه بالخشية الإسرائيلية من إقدام سورية على تحريك جبهة الجولان، ولكن من دون كبير اقتناع أو إصرار على صحة ما يقولون. خصوصاً أن كل المؤشرات تشير إلى أن الإجتياح البري الواسع بات وارداً بقوة ونسب احتمالاته تتصاعد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف