آلاف اللبنانيين ينزحون من الجنوب مستفيدين من هدنة اسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صيدا (لبنان): استفاد آلاف الجنوبيين اللبنانيين اليوم من اعلان اسرائيل تعليق قصفها الجوي لمدة 48 ساعة ليغادروا قراهم باتجاه الشمال وللانضمام الى مئات الاف النازحين الهاربين من القصف الاسرائيلي. وشوهدت مئات السيارات وهي تنقل عائلات بكامل افرادها مع اغراضهم الشخصية باتجاه صيدا وبيروت تاركين وراءهم قراهم التي كان القصف قد قطعها عن بقية انحاء الوطن منذ الثاني عشر من تموز(يوليو) لدى بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان.
واكتظت فجأة شوارع صيدا بسيارات النازحين الذين توجه القسم الاكبر منهم الى مبنى البلدية طالبين مساعدتهم على ايجاد ملجأ لهم. وافاد مراسل في صيدا ان آلاف السيارات وصلت الى المدينة وان مداخلها شهديت زحمة سير خانقة. واكتفى بعض النازحين بالعبور عبر المدينة واتجهوا شمالا نحو بيروت فيما توقف البعض الاخر في عاصمة الجنوب محاولين العثور على مكان اقامة لهم.
وتقرر في صيدا فتح المدارس والمباني الرسمية والمراكز التجارية لاستقبال النازحين.
ومع هذا النزوح يكاد يخلو الجنوب من سكانه في اليوم العشرين من الهجوم الاسرائيلي على لبنان الذي كان الهدف منه منع حزب الله من اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل. وقد تعرضت قرى الجنوب لقصف اسرائيلي عنيف اصابها بدمار كبير. وافاد صحافي ان حركة السير على الطريق الساحلية بين صور وصيدا كانت صعبة وتعرقلت كثيرا اثر قيام البحرية الاسرائيلية باستهداف موقع للجيش اللبناني في القاسمية شمال صور ما ادى الى مقتل عسكري لبناني واصابة ثلاثة اخرين بجروح. وفرغت القرى الواقعة شرق صور بشكل خاص من سكانها لانها كانت الاكثر تعرضا للقصف. وادى القصف على بلدة قانا شرق صور فجر الاحد الى مقتل اكثر من خمسين شخصا ولم يبق من سكانها الا قلة قليلة لا تزال ترفض الفرار.
وكانت اسرائيل قررت تعليق القصف الجوي اثر الضجة الدولية التي اثيرت بعد سقوط الضحايا المدنيين في قانا. وللمرة الاولى تمكنت قافلة للصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني اليوم من دخول مدينة بنت جبيل الحدودية التي كانت مسرحا لمعارك عنيفة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله وقامت باجلاء جرحى ومرضى منها.
وافاد مراسل ان سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر والدفاع المدني اجلت عددا من المرضى والعجزة الذين كانوا لا يزالون في هذه المدينة التي تعتبر معقلا لحزب الله، والتي انسحبت اسرائيل منها في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وهي المرة الاولى التي تصل فيها عمليات الاغاثة الى هذه المدينة التي تعرض وسطها التجاري لتدمير شبه كامل. وعلى طريق صور شوهدت عائلة من بلدة دير قانون النهر تضم 13 شخصا وهي تفر على متن حافلة صغيرة باتجاه الشمال. وقال رب العائلة "امضينا نحو عشرين يوما تحت القصف ولم نكن نجروء على الخروج. لا نعرف الى اين سنذهب".
وعلى مدخل بيروت الجنوبي كان السير كثيفا. وتقول ام علاء الهاربة مع ابنائها الاربعة من النبطية (70 كلم جنوب شرق بيروت) "لم نترك بيوتنا قبلا لاننا اعتقدنا ان مجلس الامن سيصدر قرارا بوقف اطلاق النار بعد مجزرة قانا". وخلصت الى القول "اذا كانوا عاجزين عن ذلك فهم عاجزون اذن عن حمايتنا".