أخبار

استمرار الهجوم الاسرائيلي ينذر بمزيد من العمليات العسكرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وكالات: بدا واضحا ان اسرائيل تسعى الى تحقيق انجاز عسكري ما في ارض الجنوب اللبناني لاستثماره سياسيا في مرحلة المفاوضات التي تبدو بعيدة حتى الان بسبب المواقف الدولية الداعمة لاسرائيل في المضي قدما بعملياتها العدوانية ضد لبنان. بيد ان الصمود الذي اظهره مقاتلو (حزب الله) في المواجهات وتكبيد القوات الاسرائيلية خسائر فادحة يجعل الهدف الاسرائيلي دون جدوى مما ينذر باستمرار العمليات العسكرية الى اسابيع اضافية وربما الى اشهر. ويبدو ان استمرار حالة الحرب قد تشمل دولا مجاورة للبنان اذ قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لدى مغادرته الدوحة اليوم ان اسرائيل لديها "نية لتوسيع العدوان ليشمل سوريا".

ومما لا شك فيه ان القدرة القتالية العالية التي اظهرها حزب الله منذ بدء الهجوم انعكست سلبا على اسرائيل وترجمتها تصريحات مواقف بعض مسؤوليها خصوصا بعد الهزيمة التي مني بها الجيش الاسرائيلي في معارك بنت جبيل ومارون الراس التي اجبرتهم على الانسحاب الى ما وراء الحدود نتيجة تكبدهم خسائر فادحة في الارواح والعتاد. وعلى الصعيد الميداني استمرت المعارك بين المقاومة والجيش الاسرائيلي منذ امس وحتى اليوم على اكثر من محور على طول الحدود اللبنانية الاسرائيلية حيث اكد مصدر في قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) ان "الجيش الاسرائيلي تكبد منذ يوم امس خسائر كبيرة جدا وسقط له عدد كبير من القتلى والجرحى".

و دارت معارك ضارية في جنوب لبنان بين حزب الله والجيش الاسرائيلي في وقت اعلنت فيه الدولة العبرية التي استبعدت وقفا فوريا لاطلاق النار، انها ستستأنف صباح الاربعاء غاراتها الجوية بعد تعليق استمر 48 ساعة. وقال مصدر رسمي لبناني ان التصعيد تواصل في اليوم ال21 للنزاع الدموي الذي ارتفعت فيه الحصيلة اللبنانية الى ما لا يقل عن 830 قتيلا.

وافاد ناطق باسم حزب الله ليل الثلاثاء الاربعاء ان مقاتلي الحزب يحاصرون وحدة اسرائيلية مجوقلة حطت جنوب بعلبك (شرق لبنان). والوحدة الاسرائيلية التي اتت في مروحية، محاصرة في مستشفى دار الحكمة الواقع على بعد كيلومترين جنوب بعلبك على ما افاد المصدر نفسه.

واكد الجيش الاسرائيلي الثلاثاء مقتل ثلاثة من جنوده في المواجهات مع حزب الله في عيتا الشعب في جنوب لبنان، على ما افادت متحدثة عسكرية. وقالت المتحدثة ان 25 جنديا اخرين اصيبوا بجروح بالرصاص وفي انفجار صواريخ مضادة للدروع دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. و بهذا ارتفع الى 36 عدد العسكريين الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم على لبنان.

واعلنت اسرائيل بلسان وزير السياحة اسحق هرتسوغ، العضو في الحكومة الاسرائيلية المصغرة، ان القوات الاسرائيلية قتلت اربعمئة مقاتل من حزب الله منذ بداية العملية العسكرية في لبنان في 12 تموز/يوليو. لكن المقاومة الاسلامية، الجناح العسكري لحزب الله، نفت هذا الامر.

وبالرغم من الخسائر البشرية حيث سقط بالاضافة الى القتلى اكثر 3200 جريح خلال 21 يوما، حسب حصيلة رسمية، فان اسرائيل ما زالت عازمة على القضاء على التهديد الذي يمثله حزب الله بابعاد مقاتليه عن حدودها حيث ينتشرون منذ العام 2000.

وهكذا اعلن نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايلي يشائي ان الجيش سيستأنف صباح الاربعاء غاراته الجوية التي علقت جزئيا عند الساعة 00،23 تغ من مساء الاحد بعد مجزرة قانا في جنوب لبنان حيث قتل اكثر من خمسين مدنيا بينهم ثلاثون طفلا في غارات اسرائيلية الاحد.

وافادت قوى الامن الداخلي اللبنانية ان الطيران الاسرائيلي شن اليوم الثلاثاء 12 غارة بالقرب من مدينة بعلبك في شرق البلاد، مطلقا 24 صاروخا في ظرف ساعة على منطقة تعد معقلا لحزب الله.

وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ان اسرائيل لن تقبل بوقف اطلاق نار في نزاعها مع حزب الله قبل تغيير جذري للظروف على الارض مؤكدا ان الهجوم الحالي اضعف تهديد حزب الله.

وقال بالقرب من تل ابيب "سنقبل بوقف لاطلاق النار عندما نتأكد من ان الظروف على الارض ستكون مختلفة عن تلك التي ادت الى اندلاع هذه الحرب".

وكانت الحكومة الامنية المصغرة التي يرئسها اولمرت قررت توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان حيث تستعد كتيبتان اسرائيليتان اي نحو عشرين الف رجل، حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، للتحرك اليوم الثلاثاء. واوضح مسؤولون اسرائيليون ان الهدف من العملية هو تدمير مواقع حزب الله على طول الحدود ووضع حد لاطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل.

ومع ذلك، اعلن وزير الاسكان الاسرائيلي مئير شيتريت اليوم الثلاثاء انه لا يمكن القضاء بالقوة على قدرات حزب الله الشيعي اللبنانية العسكرية، معتبرا ان حل النزاع القائم بين اسرائيل وحزب الله يمر عبر "تسوية دولية". وسقط حوالى الفي صاروخ كاتيوشا منذ 12 تموز/يوليو على شمال اسرائيل حيث اوقعت 18 قتيلا في صفوف المدنيين.

ومنذ الاثنين، خف اطلاق الصواريخ نسبيا على شمال اسرائيل. واشار مصدر حكومي اسرائيلي الى ان الجيش تلقى الضوء الاخضر لتوسيع عملياته حتى نهر الليطاني الذي يبعد وحسب الاماكن ما بين 5 و30 كلم من الحدود ولكن دون ان يجتازه.

واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس الثلاثاء ان هدف العملية التي تشنها القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان يكمن في "ايجاد ظروف على الارض تمكن قوة دولية مفوضة صلاحيات فاعلة من التحرك". لكن لبنان يرفض بعد مجزرة قانا اجراء اي محادثات قبل وقف اطلاق نار فوري وغير مشروط.
واتاح التوقف الجزئي في الغارات الجوية لعشرات الاف المدنيين من المدنيين الفرار من جنوب لبنان.

وفي مدينة صور في جنوب لبنان لم يبق فيها من سكانها اكثر من 15 الف نسمة مقابل مئة الف في الايام الماضية. ودعا الجيش الاسرائيلي الثلاثاء سكان عدد من القرى الواقعة شمال نهر الليطاني الى مغادرة منازلهم.

واكدت الهيئة العليا للاغاثة (حكومية) في تقريرها اليومي ان عدد النازحين بلغ 898760 شخصا من بينهم 220 الفا غادروا الاراضي اللبنانية منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 12 تموز/يوليو وفق المصدر نفسه.

وعلى خط مواز، تواصلت الجهود الدبلوماسية من اجل التوصل الى وقف النزاع الذي ادى ايضا الى خروج نحو مئة الف اجنبي من لبنان الذي اصبح شبه معزول عن العالم. وتابع مجلس الامن الدولي جهوده من اجل الاتفاق على قرار دول حول النزاع في لبنان، لكن عليه خصوصا للتوصل الى ذلك تخطي التباين بين المقاربتين الاميركية والفرنسية. وخلافا للولايات المتحدة، تشترط فرنسا ارسال قوة دولية الى لبنان بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار والتوصل الى اتفاق سياسي.

من ناحيته، اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في بيروت دعم بلاده لحزب الله ولاي اتفاق تجمع عليه الاطراف اللبنانية لحل الازمة ودعا الى وقف فوري لاطلاق النار. وكان الرئيس السوري بشار الاسد وهو حليف لحزب الله، طلب من الجيش السوري ان يرفع جاهزيته بسبب "الظروف الدولية والتحديات الاقليمية" واكد وقوف سوريا الى جانب "المقاومة الوطنية البطلة" في لبنان.

وفي بروكسل، فشل الاتحاد الاوروبي في التوصل الى اتفاق على الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار في الشرق الاوسط، مفضلا الدعوة الى "وقف فوري للاعمال الحربية". وقال الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس سيتوجه الاربعاء او الخميس الى سوريا موفدا من الاتحاد الاوروي للبحث في تطورات الوضع في لبنان.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف