أبو الغيط يسعى إلى إقناع لبنان بالقوة الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مصر تستبعد إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل
أبو الغيط يسعى إلى إقناع لبنان بالقوة الدولية
نبيل شرف الدين من القاهرة : جاءت زيارة أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري إلى بيروت اليوم الأربعاء على متن طائرة عسكرية تحمل مساعدات إغاثية، في سياق مساعٍ كشف عنها مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة، تهدف إلى التشاور حول اشتراطات وقواعد عمل وانتشار القوة الدولية المزمع تشكيلها في المنطقة العازلة على الحدود بين لبنان وشمال إسرائيل، وأوضح ذات المصدر أن العقبة الكأداء التي تواجه جهود كل من الدبلوماسية المصرية ـ السعودية ـ الأردنية، هو الموقف الإيراني الرافض لهذه القوة، والذي يطالب بالاكتفاء بقوة الـ "يونفيل" الحالية مع تدعيمها، وهو ذات الموقف الذي تتبناه سورية مع قليل من المرونة وبالطبع "حزب الله" اللبناني .
ومضى ذات المصدر الذي تحدثت معه (إيلاف) قائلاً إن هناك 5 بنود هي موضع اتفاق مصري ـ سعودي ـ أردني، ويجري حالياً إقناع رؤساء الجمهورية والوزراء والنواب في لبنان بها، موضحاً أن هذه البنود تتعلق بترتيبات نشر قوة دولية تحت مظلة الأمم المتحدة، تمهيداً لبدء تسوية سياسية بعد وقف إطلاق النار تماماً، غير أن إسرائيل تشترط التواصل إلى توافق بين كافة الأطراف قبل وقف العمليات.
وفي بيروت أشار وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحافي إلى أن مصر تواصل تقديم دعمها الى شعب لبنان سواء في صورة مساعدات طبية أو غذائية، لافتاً إلى المستشفى الميداني المصري الذي يعمل به مائة طبيب وبها اكثر من 150 سريرا .
وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية حول مدى إمكانية عقد قمة عربية قريباً، قال أبو الغيط ان هناك بالفعل مشاورات تجري حاليا، وأن هذه المشاورات تدور حول ماذا يصدر عن القمة وحول دعم ومساندة لبنان ودعوة لوقف اطلاق النار وعودة لبنان مرة أخرى الى الوضع السابق .
معاهدة السلام
وفي سياق ليس بعيداً عن هذه المساعي الدبلوماسية، ووسط حال الاحتقان السائد في الشارع المصري حالياً، فقد جدد أبو الغيط رفضه لدعاوي المطالبة بدخول مصر في حرب ضد إسرائيل، مؤكدا "أن مصر لا يمكن أن تنزلق إلي مثل هذا الأمر"، كما وصف وزير الخارجية المصري إلغاء معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل، أو الدعوة لمقاطعة البضائع الأميركية بسبب الحرب الدائرة في لبنان حالياً بأنه "ليس أمراً وارداً بالمرة"، مشيرا إلى أن تلك المعاهدة إتفاقية بين دولتين، ويجب الإلتزام بكل بنودها ، كما أن هناك اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة يفرض التعاون الإقتصادي معها .
ومضى أبو الغيط قائلاً أمام الجلسة العامة لمجلس الشورى في اجتماعها الطارئ إن إلغاء تلك الإتفاقية غير وارد، غير أنها في الوقت نفسه لا تقيد حرية مصر، ولا تمنع تطوع من يرغب في الدفاع عن لبنان لأن ذلك مسألة خاصة لا تتدخل فيها الدولة، موضحا أن هناك إتفاقية للتجارة الحرة تفرض على مصر التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة .
ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً في جلسة استماع أمام مجلس الشورى "إن دور الأمم المتحدة قد تقلص على مستوى العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وتحرك الأمين العام على حبل مشدود طوال الوقت"، متهما في الوقت ذاته المجتمع الدولي بالتخاذل إزاء سرعة وقف إطلاق النار في لبنان، كما أعرب عن اعتقاده بأن هدف إسرائيل العسكري هو تحقيق وضع مخالف لما كان موجودا على الأرض في لبنان قبل الحادي عشر من شهر تموز (يوليو) الماضي، مشيرا إلى أن انفجار الأزمة اللبنانية أدى إلى إنزواء الملفات الفلسطينية والعراقية والسودانية والإيرانية"، على حد تقديراته .
وأختتم أحمد أبو الغيط تصريحاته معرباً عن مخاوفه من عدم وجود ضمانات لتنفيذ وقف إطلاق النار ما لم يصدر قرارا بنشر قوة دولية على الأرض أو توسيع قوة السلام الموجودة حاليا والتي لا يتجاوز عدد أفرادها 2000 عنصر في الجنوب اللبناني .
من جهة أخرى نفى دبلوماسي مصري رفيع المستوى أن تكون وزارة الخارجية قد استدعت فرانسيس ريتشاردوني سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة، للتعبير عن غضب مصر حيال استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، وأوضح ذات المصدر أن وزير الخارجية التقى بالفعل السفير الأميركي لإبلاغه بموقف مصر لكنه لم يكن استدعاء رسمياً كما تقضي بذلك الأعراف والتقاليد الدبلوماسية .