الفلسطينيون أفسدوا وحدات النخبة الإسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس: تجد وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي صعوبة كبيرة، في إعادة صورتها المهولة ليس فقط أمام الرأي العام الإسرائيلي، ولكن
وأمام الفشل المتكرر لعمل الوحدات الإسرائيلية خلف خطوط العدو، بدأت الصحافة الإسرائيلية تطرح أسئلة عن أسباب هذا الفشل، وأرجعت بعض المصادر الصحافية ذلك إلى انتفاضات الفلسطينيين المتعاقبة التي "أفسدت" حسب هذه المصادر وحدات النخبة الإسرائيلية، التي وجدت نفسها تحقق النجاح تلو الآخر ضد أهداف فلسطينية، هي في النهاية نجاحات سهلة، ولكن أحاطها الجيش الإسرائيلي بلغط إعلامي كبير، وعندما وجدت هذه الوحدات نفسها في مواجهة عدو قوي ومختلف كحزب الله، اصبح الرأي العام على موعد شبه دائم مع الفشل المتكرر لعمل الوحدات الخاصة في لبنان كما حدث على الأقل في إنزالي بعلبك وصور، وعمليات إنزال أخرى قال الجيش الإسرائيلي انه نفذها في لبنان.
وخلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، نفذت وحدات النخبة التي عرفت إعلاميا باسم وحدات المستعربين، مئات العمليات خلف خطوط العدو وكان العدو هذه المرة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الخاضعتين للاحتلال الإسرائيلي، وأسفرت هذه العمليات عن اغتيال نشطاء من المقاومة الفلسطينية، في عمليات كثير مها اتخذ الطابع الاستعراضي، ولم يكن يلزمه الكثير من المعلومات الاستخبارية، بل أن كثيرا من هذه العمليات أظهرت الجيش الإسرائيلي بصورة لم يكن يتمناها في الإعلام العالمي، الذي كان يتابع المعركة غير المتكافئة أبدا بين جيش يعتبر نفسه من أقوى جيوش الشرق الأوسط، ومقاومين كثير منهم كان سلاحهم الحجارة.
وطورت وحدات المستعربين من عملها خلال انتفاضة الأقصى، ونجحت في تنفيذ عشرات عمليات الاغتيال، اعتمدت فيها أساسا على قدراتها التكنولوجيا، ويعتقد أن دور العملاء المحليين كان ثانويا.
وفي كل مرة كانت زجاجات النبيذ تفتح في مقر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في تل أبيب، ابتهاجا بنجاح عملية اغتيال، كانت وحدات النخبة في الواقع تفقد جزءا من قدرتها، فنجاحها السريع والمتوقع، بتنفيذ مهامها في اغلب الأحيان، اثر على جهوزيتها وعقيدتها القتالية كما يظهر في لبنان الان.
ورغم ما يقال عن الانكشاف الأمني للأراضي الفلسطينية، أمام الأمن الإسرائيلي، إلا أن نجاح وحدات المستعربين لم يكن سهلا دائما، وكان يكفي لبعض المقاومين اتخاذ بعض أسباب الحيطة لإفشال عمليات لهذه الوحدات، كما حدث في عملية برية لاغتيال محمود أبو هنود قائد كتائب القسام في الضفة، ولم يتم اغتياله إلا لاحقا بعد عمليتي قصف نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، والفشل المتكرر للنيل من محمد شحادة أحد اقدم المطاردين الفلسطينيين، وعشرات الأمثلة الأخرى.
وحسب المصادر الصحافية الإسرائيلية فان أجهزة الأمن الإسرائيلية تبحث عن عملية تلفزيونية بشكل سريع وملح، لإعادة بعض الرونق لوحدات النخبة، ولهذا نفذت الانزالين في بعلبك وصور وغيرهما، وأمام هذا الفشل لم تجد المصادر الإسرائيلية إلا الفلسطينيين لتحميلهم مسؤولية ما تسميها هذه إفساد الوحدات التي تشكل فخر الجيش الإسرائيلي وصانعة أسطورته.