انتعاش بالونات الاختبار في الصحافة الإسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: في الحروب يصبح دور بالونات الاختبار في وسائل الإعلام ضرورياً لقياس ردود فعل الطرف الآخر. وعلى ما يبدو فأن إسرائيل تعتمد في معركتها الحالية مع حزب الله هذا الأسلوب التكتيكي الذي يعتبر إعلامها أحدى مدارسه وذلك لحكم تواجده المتواصل على خط التماس العربي دائماً. وبدورها تقوم قناة المنار الخاصة في حزب الله بالرد استراتيجياً على ما تنتقيه من تقارير تبثها الآلة الإعلامية في تل أبيب. وتعمل المنار على اقتطاع ما تراه من تصريحات ومشاهد مناسبة تخدم مصالحها لتبثها خلال نشراتها الإخبارية على مدار الساعة.
ودأبت الصحافة العبرية طول السنوات الماضية على إطلاق بالونات شديدة الجاذبية للنقاش العام للمواطن العربي. ومن أخطر هذه البالونات ما تخرج به الصحافة الإسرائيلية بين الفينة والأخرى حول وجود علاقات دبلوماسية بينها وبين دول عربية معينة. وهذا البالون ليس مقصوداً لذاته، إنما القصد من ورائه عمل سحابة كبيرة لتغطية أمر أكبر منها.
وفي هذه الحرب مع حزب الله انتعش هذا التكتيك بشكل كبير. بحيث أن الصحافة الإسرائيلية تخرج بين الفينة والأخرى في سيناريوهات يكون الهدف منها جر حزب الله للنفي أو التأكيد. وبدا هذا الأمر جلياً مع نشر الصحف الإسرائيلية العديد من التقارير الاستخبارتية التي تتحدث عن الأسلحة والصواريخ التي يمتلكها حزب الله والمدى التي يمكن أن تصل إليه. وحين تطلق إسرائيل بالون اختبارها تتركه لوقت كاف لكي يعطي مفعولة وتقوم برصد حركته وتوجهه مستعينة بمنظرين وكتاب ومعلقين مختصين في صفحها ووسائل إعلامها المرئية والمسموعة لتتم مناقشة الفكرة وغربلتها ومن ثم قياس مدى تجاوب الرأي العام مع هذه القضية.
ولا تقتصر بالونات الاختبار على الصحافة العربية، بل أن القادة الإسرائيليين اعتادوا خلال السنوات الماضية على استخدام هذا الأسلوب. الذي بدا واضحاً مع تطبيق فك الارتباط عن قطاع غزة عام نهاية 2005. وحسب دراسات موثقة فأن الإعلام الإسرائيلي نجح في ترويض المستوطنين الإسرائيليين المعارضين للانسحاب. وبالتالي ساهم الأعلام في تطبيق مخططات الحكومة الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي: يجب التفريق بين التصريحات الإسرائيلية التي تستخدم كبالونات اختبار وبين التصريحات التي تطبق على ارض الواقع. مبيناً أن سياسية الإعلام الإسرائيلي نجحت على مدار السنوات الماضية في تمرير الكثير من القضايا التضليلية للعرب والدول المجاورة.
ويدلل الشوبكي على حديثه بما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء في نشرتها الساعة السابعة صباحاً خلال تقرير لمراسلتها إيليت شاحر التي قالت: بعث كل من رئيس الوزراء "أولمرت" ووزير الدفاع بيرتس أمس برسائل قتالية، تؤكد نية إسرائيل على توسيع العمليات الهجومية في لبنان. في حين أعرب بعض المسؤولين "الإسرائيليين" صباح اليوم عن اعتقادهم أن الهدف من هذه التصريحات هو هدف إعلامي بحت. ويرى الشوبكي في ذلك خير دليل على أهمية الإعلام في الحروب والظروف الطارئة. مشدداً على أن من يمتلك الإعلام القوي وذو المصداقية لدى الجماهير هو الذي المنتصر في أغلب الأحيان.