عبدالله II يواجه زعماء القبائل الأردنية بحال لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وصل هلسنكي حاشداً الدعم للسنيورة ومندداً بالشّعارات
عبدالله II يواجه زعماء القبائل الأردنية بحال لبنان
نصر المجالي من عمّان: في حلقات اتصالاته بمختلف فئات الشعب الأردني لإطلاعهم على التطورات الساخنة التي تشهدها المنطقة وخاصة على الساحات
ووصل عاهل الأردن ترافقه الملكة رانيا العبدالله اليوم الى هلسنكي في زيارة رسمية تستمر عدة ساعات، وتأتي الزيارة في إطار المساعي التي يبذلها الملك مع زعماء العالم وقادة المجتمع الدولي لتحقيق وقف فوري دائم وشامل لإطلاق النار يجنب الشعب اللبناني المزيد من المعاناة جراء استمرار العدوان الاسرائيلي على أراضيه.
ويجري عاهل الأردن محادثات في فنلندا، التي ترأس حاليا الإتحاد الأوروبي، مباحثات مع رئيسة الجمهورية تاريا هالونين تتناول مجريات الأحداث في منطقة الشرق الاوسط، خصوصا الوضع في الاراضي الفلسطينية وسبل تحقيق السلام الشامل والعادل المستند الى قرارات الشرعية الدولية ومجلس الامن. ويرافقه في الزيارة مدير مكتبه الخاص الدكتور باسم عوض الله والمستشار الخاص فاروق القصراوي ووزيرالخارجية عبد الاله الخطيب.
وإليه، فإن عاهل الأردن أعرب عن اعتقاده بان على الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الاوروبية وكذلك إسرائيل ان تصغي لشركاء السلام في المنطقة. وأبلغ هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي قوله "ان اللبنانيين هم الاقدر على تحديد مستقبلهم"، مؤكدا دعمه لخطة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة التي اشتملت على سبع نقاط لإنهاء الازمة ووقف العدوان الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية".
وشدد على اهمية دعم الحكومة اللبنانية والوقوف الى جانب لبنان في هذا الظرف الصعب، مشيرا الى ان العديد من الدول الغربية والولايات المتحدة كانت تقول انها تقف الى جانب اللبنانيين، ولكن عندما بدأت الاحداث ترك اللبنانيون لوحدهم.
وقال عبدالله الثاني "اننا نسعى بكل قوة من اجل نجاح الحكومة اللبنانية، فقط استطاع لبنان خلال العقدين الماضيين من النهوض من الدمار وبناء هذا البلد والتقدم نحو المستقبل، لكنه عاد الان الى الوراء كثيرا".
وشدد على ان المطلوب هو تقديم الدعم الكامل لحكومة السنيورة فهو "رجل اظهر انه قائد لبلده ويعرف ما يحتاج اليه لبنان، وعلينا ان نستمع اليه ولما يقوله، وهو يعلم ما هو المطلوب لمستقبل بلده". وقال الملك الأردني "ان التحدي الماثل امامنا اليوم هو هل سيكون لدينا الفرصة لبناء لبنان جديد، ام انه سينزلق في المزيد من الدمار ويجر معه الجميع؟".
وفي رده على سؤال حول لماذا لا يصغون خاصة وان العديد فسر موقف الدول الغربية والولايات المتحدة بانه ضوء اخضر لإسرائيل لتدمير حزب الله قال الملك عبدالله الثاني، ان المشكلة هي في التعامل مع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي او لبنان او العراق او المسألة الايرانية بطرق مجزأة. وقال "انني لا اعتقد ان هناك استراتيجية شاملة للتعامل مع هذا الموضوع".
واشار الى ان مصر والسعودية والاردن والعديد من الدول العربية يحاولون ايجاد موقف موحد لحث المجتمع الدولي على التعامل مع قضايا الشرق الاوسط بشكل شامل، محذرا جلالته من ان كثيرا من السحب القاتمة تخيم على الشرق الاوسط حاليا، ومؤكدا ان هذا الامر يدعو للقلق.
وفي معرض اجابته على ما يثار حول شرق اوسط جديد قال جلالته متسائلا، انني انظر الى ما يحدث في الصومال وفي غزة ولبنان والعراق فهل هذا هو الشرق الاوسط الجديد؟ .
وقال عاهل الأردن "حتى لا تكون هناك معايير مزدوجة للتعامل مع مشاكل المنطقة فان الحاجة تدعو الى العودة للعملية السلمية"، مؤكدا ان الحلول الاحادية الجانب لم تعد مقبولة، فقد انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان كما انسحبت من غزة ولكن بدون تفاوض. وقال اننا بحاجة الى التفاوض في نهاية المطاف بحيث يعرف الإسرائيليون والعرب ما هو المستقبل. واضاف "في هذه المرحلة لم تعد المواقف الرمادية تساعد ابدا في ايجاد حلول لمشاكل المنطقة".
وتساءل الملك عبدالله الثاني : الى متى سيستمر هذا الامر؟ لا يمكنكم تدمير حزب الله كحركة، نعم لديكم القنابل اليوم، ولكن اذا لم نجد حلا للقضية الجوهرية وهي قضية فلسطين فقط يظهر حزب الله اخر في أي مكان اخر. ومضى قائلا "اذا لم نحل هذه القضايا فان الامر سيزداد سوءا خلال العشر او العشرين سنة المقبلة، وان الإسرائيليين والعرب سوف يدفعون الثمن وكذلك المجتمع الدولي
خطاب للقبائل
وكان عاهل الأردن وجه أمس خطابا أمام وجهاء وشيوخ القبائل والعشائر الأردنية الذين احتشدوا في قصر الملك حسين للممؤتمرات في منطقة البحر الميت، وقال ان الأردن سـيظل كما هو على الدوام الأردن العـربي المسلم المعتدل الهاشمي الوفي لرسالته ورسالة الثورة العربية والـملتزم بدعم الأشقاء العرب والوقوف إلى جانبهم سواء في فلسطين أو العراق أو لبنان.
وشدد على ان قوة الاردن في دعم الاشقاء في فلسطين والعراق أو لبنان والوقوف الى جانبهم هي في الحفاظ على وحدتنا الوطنية وتمتين جبهتنا الداخلية والإستمرار في بناء الأردن القوي المنيع والمتـقدم والقادر على تقديم الدعم والمساعده. وقال الملك "ولان الاردن هو نموذج ومثال في الأمن والإستقرار والتـقدم والمعروف بأنه ملاذ وملجأ لكل الباحثين عن الأمن والإطمئنان فان من أهم واجباتنا حماية أمن بلدنا وإستقراره والتصدي لأي جهة وأي محـاولة للإساءة لهذا الوطن أو تهديد أمنه واستقراره بأي شكل من الأشكال".
واكد عاهل الأردن اهمية التعامل مع الأوضاع التي تحيط بالوطن بمنتهى الحكمة والشعور بالمسؤولية..وان لا ننجر وراء الشعارات والأفكار المتطرفة ولا أن نكون أدوات تحركها قوى خارجية وإقليمية لا تريد الخير لهذا البلد ولا لشعبه. وقال العاهل الهاشمي ان الاردن الذي مرت عليه ظروف وتحديات كبيرة وخطيرة اكبر من تحديات هذه المرحلة كان أقوى وأكبر منها وتمكن بحكمة قيادته وعزيمة أبنائه من إجتيازها والخروج منها مرفوع الرأس الحمد الله.
ودعا الى أن نكون كاردنيين على أعلى درجات الوعي والشعور بالمسؤولية والحفاظ على وحدتنا الوطنية وتماسك جبهتنا الداخلية..وان نكون كلنا يدا واحدة وقلبا واحدا حتى نتمكن من حماية وطننا والمحافظة على منجزاته التي قدمت من اجلها التضحيات الكبيره.
وحذر الملك الأردني من ان الكلام والشعارات التي هدفها المزايدة أو تسجيل المواقف والبحث عن الشعبية الزائفة لا تخدم الأردن ولا تخدم الأشقاء العرب. كما حذر من خطورة الاوضاع التي تعيشها المنطقة والتي وصفها بأنها "تمر باخطر الصراعات والحروب الإقليمية والطائفية التي تهدد بإنفجار الوضع في أي لحظة وفي أي مكان"، مبينا أن قدرنا في الأردن أن تحيط المناطق التي تعاني من الصراع والحروب والفتن بهذا البلد من معظم الجهات. واكد على ان الأردن لم ولن يقصر او يتخلى في أي يوم من الأيام عن دوره أو واجبه في الدفاع عن القضايا العربية ودعم الأشقاء وخاصة في فلسطين بالرغم من تواضع الإمكانيات وحملات التشكيك والتجني التي تعرض لها طوال العقود الماضيه.
الشان اللبناني
وفي الشأن اللبناني اوضح عاهل الأردن ان موقف الأردن منذ بداية العدوان الإسرائيلي على هذا البلد الشقيق كان واضحا وصريحا في رفض وإدانة هذا العدوان والدعوة إلى وضع حد للأعمال الوحشية التي ترتكب بحق الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء من الشعب اللبناني الشقيق. واشار الى ان " هذا الموقف ترجمه الاردن واقعا ملموسا بالداعم والمساند للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد الإنساني من خلال تقديم المساعدات للتخفيف من معاناة ضحايا العدوان ومساعدتهم على مواجهة المحنه.
ويأتي لقاء الملك عبد الله الثاني الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومدير مكتب الملك الدكتور باسم عوض الله ومستشار الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله ورئيس هيئة الاركان المشتركة ومدراء الامن العام الفريق ماجد العيطان والمخابرات العامة اللواء محمد الذهبي والدفاع المدني بوجهاء وشيوخ العشائر لوضعهم بصورة الأوضاع والأخطار التي تمر بها هذه المنطقه.
وأبرز المشاركون خلال لقائهم بالملك جملة من القضايا الداخلية والخارجية التي تواجه الوطن ومسيرته..مؤكدين على دور جلالته في توحيد المواقف العربية وسعيه في منع تهميش الدور العربي. وعبر وجهاء وشيوخ العشائر الاردنية عن تقديرهم وتأييدهم للخطوات التي يبذلها الاردن بقيادة جلالة الملك ومساندتهم لمواقفه حيال الظروف التي تمر بها المنطقة التي تجسد رسالة الاردن القومية في الدفاع عن قضايا امته.
وأخيرا، قال وجهاء القبائل ان لقاء الملك اتسم بالمصارحة والمكاشفة والتحدث بشفافية عن مجمل الاوضاع والظروف التي تمر بها المنطقه. واشاروا الى ان "الوقت يتطلب منا كأردنيين التصدي للمشككين والتماسك والتوحد والمحافظة على الوحدة الوطنية ومواصلة مسيرة الانجاز لتعزيز قوة الاردن الذي بقوته سيكون السند والظهير الاقوى لابناء امته كما هو دوما. واعتبروا..ان ما يقوم به الاردن من خطوات هو الرد الحي والواضح على كل محاولات التشكيك والتهميش.