أخبار

خلاف فرنسي أميركي حول صياغة مشروع القرار بشأن لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شيراك: خلافات مع واشنطن حول مطالب لبنان واشنطن-الامم المتحدة : أقرت الولايات المتحدة اليوم بوجود خلافات مع فرنسا حول صياغة مشروع القرار المزمع تقديمه الى مجلس الامن الدولي لوقف العمليات العسكرية في لبنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك اليوم ان بلاده تواصل العمل مع فرنسا واعضاء أخرين في مجلس الامن الدولي لصياغة مشروع القرار الذي سيتم عرضه على المجلس بهدف وضع حد للحرب في لبنان.

واضاف ماكورماك في لقاء بالصحافيين أن "الدبلوماسية تبدو للبعض كما لو كانت رقصة عشوائية بين طرفين الا ان الحقيقة هي ان هناك هيكلا ونظاما للمحادثات ومن ثم فاننا نعمل بشكل جيد للغاية مع الفرنسيين" مشيرا الى وجود بعض الخلافات بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن الصياغة الحالية لمشروع القرار. واشار الى ان اكثر القضايا أهمية بين الجانبين تتعلق بتوقيت الانسحاب الاسرائيلي من لبنان حيث ترفض الولايات المتحدة خلق فراغ في جنوب لبنان كما ترفض في الوقت ذاته وجود قوات اجنبية هناك.

وقال ان التساؤل الملح حاليا هو "كيفية التأثير فى الوضع الراهن بحيث يتم وقف جميع العمليات العسكرية وانسحاب القوات الاسرائيلية ووجود قوة مسؤولة وقوية وذات سلطة في جنوب لبنان تستطيع السيطرة على المنطقة وتحول دون تسليمها مرة أخرى الى حزب الله لبدء هذا النوع من العنف مجددا". واضاف ماكورماك ان الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع الحكومة اللبنانية حيث التقى مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ويلش في وقت سابق من اليوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. واستبعد ان يكون هناك تحول كامل في الاولويات المطروحة في هذا الشأن مؤكدا ان بلاده تحاول التوصل الى حل مقبول من جميع الاطراف ويستوفي جميع المتطلبات المهمة للتوصل الى حل دائم للصراع. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا قد توصلتا خلال الايام الماضية الى صياغة أولية لمشروع قرار سيتم عرضه على مجلس الامن الدولي ينص على وقف الاعمال العسكرية بين اسرائيل وحزب الله الا انه لم يتضمن مطالبة اسرائيل بسحب قواتها من لبنان وهو ما اعترضت عليه الحكومة اللبنانية وايدته لاحقا فرنسا بينما اعترضت عليه الولايات المتحدة بدعوى الحاجة الى نشر قوات دولية في جنوب لبنان قبل انسحاب اسرائيل من تلك المنطقة.

وحول قرار الحكومة الاسرائيلية بتصعيد عملياتها العسكرية في لبنان قال ماكورماك ان بلاده طالبت اسرائيل في السابق بضرورة توخي اقصى مستويات الحذر لتجنب ايقاع خسائر في الارواح البريئة وفعل كل ما بوسعها للتخفيف من الازمة الانسانية في لبنان. واضاف ان هناك اوضاعا انسانية صعبة في جنوب لبنان والعديد من المدن الاخرى التي تم عزلها تماما عن العالم مشيرا الى ان بلاده متأثرة تماما بالظروف المأسوية في لبنان واعمال القتل التي يقع ضحيتها الاطفال. وقال ان الولايات المتحدة تحدثت الى الحكومة الاسرائيلية حول تلك الاوضاع الا ان "الاسرائيليين في النهاية هم الذين ينفذون تلك العمليات العسكرية غير انهم يعبرون في اي حوارات خاصة معهم عن تفهمهم للحاجة الى توخي اقصى درجات الحذر لتجنب الخسائر في الارواح".

وشدد ماكورماك على اهمية ايجاد حل سياسي لاي خلافات قد تكون موجودة بين شعبي البلدين والدولتين حال انتهاء الازمة. يذكر ان الحكومة اللبنانية تقدر اعداد القتلى جراء العمليات العسكرية الاسرائيلية في لبنان المستمرة منذ نحو الشهر باكثر من ألف شخص معظمهم من المدنيين بخلاف اكثر من 3000 جريح ونحو مليون مشرد.

من جهته، قال المندوب الاسرائيلي الدائم لدى الامم المتحدة دان غيلرمان ان قرار لبنان بنشر الجيش في الجنوب أمر "مهم وجدير بالدراسة ويعكس شعورا باليقظة والواقعية" لكنه شكك في الوقت ذاته بقدرة هذا الجيش في القيام بمهامه كما ينبغي .

وقال غيلرمان في تصريحات للصحافيين "انا متشكك بقدرة الجيش اللباني فى القيام بالمهمة" مشيرا الى انه خلال السنوات الماضية كانت هناك دعوات متكررة للحكومة اللبنانية لنشر الجيش في الجنوب وكانت تتذرع بعدم وجود للقدرة لذلك على حد قوله. وتساءل "كيف يمكن نشر الجيش الان وهو اكثر ضعفا وحزب الله وقد اصبح ما اصبح عليه الان من قوة".

وردا على سؤال حول رأيه باستمرار قوة اليونيفيل وتقوية عتادها وعددها وتوسيع ولايتها قال المندوب الاسرائيلي "التجارب السابقة مع قوة اليونيفيل ليست مشجعة .. لا نشعر بان اليونيفيل سواء بشكلها الحالي او حتى في حال تقويتها وتعزيزها يمكن ان تكون حلا". وقال ان المطلوب هو نشر قوة دولية كبيرة بما فيه الكفاية ومتمتعة بالحرفية والخبرة ولديها مهمتان واضحتان هما تطهير المنطقة التي تتواجد عليها وضمان امنها وثانيا مراقبة الحدود السورية اللبنانية لمنع اي امداد عسكري لحزب الله. وردا على سؤال حول ما اذا كان قد قام باتصالات مع اطراف عربية قال غيلرمان "نعم كان لدي اتصالات مع عدد من زملائي العرب .. لا اريد الخوض في التفاصيل ... اعتقد ان عددا منهم يقف معنا الى الجانب نفسه من الحاجز وان الكثير من الدول العربية المعتدلة قلقة من التهديد الايراني وتهديد الارهاب وحزب الله". وحول ماذا كان يعني بتلك الاتصالات الدول العربية الثلاث الاردن ومصر وقطر قال غيرمان " لا اريد الخوض في التفاصيل .. لكنهم اكثر من ثلاث".

وتتواصل في الامم المتحدة اليوم مشاورات على اكثر من مستوى في ما يتعلق بمشروع القرار الفرنسي الاميركي حيث يجتمع الوفد الوزاري العربي الى متبني القرار في البعثة القطرية لاحقا اليوم اضافة الى اجتماع للدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الامن مع توقع عقد اجتماع اخر للدول الخمس دائمة العضوية لم يحدد موعده.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف