صمت المدافع سيعمق خلافات الإسرائيليين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خلافات بين اولمرت وليفني وحالوتس
صمت المدافع سيعمق خلافات الإسرائيليين
خلافات بين اولمرت وليفني تمنع سفرها الى نيويورك أسامة العيسة من القدس: لم يعد العرب وحدهم من ينتظر قرار وقف إطلاق النار المرتقب صدوره عنالأمم المتحدة، ولكن إسرائيل أيضا التي ما زال مليون من مواطنيها في الملاجئ، لم تعد تحتمل، وتريد أن تبحث عن مخرج، بعد 31يوما من حرب يتفق الجميع أنها لم تحقق أهدافها. وبعد أن كانت أخبار المعارك والغارات تتصدر عناوين الصحف الإسرائيلية، تصدرت عناوين هذه الصحف اليوم، الجهود الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار.
حل سياسي سيء افضل من حرب فاشلة
وقالت صحيفة يديعوت احرنوت في عناوينها الرئيسية "اتفاق بين فرنسا وأميركا.. حزب الله سينسحب ولن يتم نزع سلاحه.. وجيش الدفاع سينسحب مع انتشار قوة الأمم المتحدة". وتحدثت الصحيفة عن الاتصالات المكثفة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في مسعى للتوصل إلى اتفاق حول نص مشروع القرار الذي سيطرح على مجلس الأمن الدولي، متوقعة أن يتم التصويت عليه غدا السبت. وأشارت إلى الخلاف حول طبيعة مهام القوة الأممية التي ستنتشر في جنوب لبنان، وهل ستكون قوة تنفيذية، أم قوة مراقبة فقط
وقالت إن الخلاف حول هذه النقطة يتعلق بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يتيح للقوة الأممية استخدام القوة. لكن هل يلبي القرار المرتقب طموحات إسرائيل وتحقيق أهدافها من الحرب؟ تتجنب الصحف الإسرائيلية الاجابة مباشرة على هذا السؤال، ولكن من المؤكد انه سيكون قرارا يتضمن تسويات معينة،إذ لا يتحدث عن نزع سلاح حزب الله، وبالمقابل فان اللبنانيين غير مرتاحين لأنه لا يحسم قضية شبعا.
وترى مصادر عسكرية إسرائيلية، أن القرار المرتقب سيبعد حزب الله عن الحدود، وسيفرض حظرا على نقل السلاح له، وبالتالي يقلل من قدرته على قصف إسرائيل، أو التعرض لها.
لكن هذه المصادر لم تغفل عن حقيقة أن القرار لا يتطرق إلى عملية إفراج عن الأسيرين الإسرائيليين، مما يجعل إسرائيل مضطرة للاستجابة لشروط حزب الله التي وضعها بعد عملية اسرهما، واللجوء إلى عملية تفاوض غير مباشرة مع الحزب لتحريرهما.
وقالت يديعوت احرنوت إنه بعد صدور القرار وتطبيقه سيبلور كوفي أنان خطة لنزع سلاح الميليشيات اللبنانية، والمقصود بذلك بالنسبة لإسرائيل نزع سلاح حزب الله، التي تأمل الان أن يحل أنان مشاكلها، بعد فشلها في ذلك بقوة النار وارتكاب المجازر.
بعد أن تسكت المدافع
وفي حين بدى أن ايهود اولمرت يدعم حلا سياسيا للازمة، فان الأصوات المعارضة بدأت تظهر، وذكرت يديعوت احرنوت أن الجنود الذين وصفتهم بأنهم متمترسين في مواقعهم في لبنان، ابدوا غضبا تجاه ما وصفوها بالمواقف المتأرجحة لحكومتهم، وأكدوا انهم على استعداد تام للاستمرار في المعارك حتى تحقيق أهداف الحرب المعلنة على لبنان، ونقلت الصحيفة عن هؤلاء قولهم بان الحكومة لا تأخذ مواقفا حاسمة، وهي حكومة مترددة، مما يؤثر على سير المعارك.
وذهب صحيفة هارتس ابعد من ذلك في الحديث عن خلافات بين المستويين السياسي والعسكري، وانفردت بمعلومات حول موقف دان حالوتس رئيس هيئة الأركان، المعارض لموقف الحكومة حول القرار المرتقب، وحسب هذه الصحيفة، فان هيئة الأركان تريد إعطائها الفرصة لإنهاء الحرب بالطريقة المرجوة، وأنها واثقة من تحقيق النصر.
ويشكل ذلك على ما يبدو، إشارة إلى نوع النقاشات والمزايدات، التي ستعقب وقف إطلاق النار داخل إسرائيل، والحديث الواسع المرتقب حول ما جرى في الحرب السادسة التي تخوضها إسرائيل، وهذه المرة دون تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة، والتي قد ستكون الأهم.
والخلافات لم تقتصر بين المستويين السياسي والعسكري، ولكنها وصلت إلى معسكر السياسيين، وتحدثت صحيفتا يديعوت احرنوت ومعاريف، عن الخلافات بين اولمرت ووزيرة خارجيته تيسبي ليفني، التي حزمت حقائبها للسفر إلى نيويورك، وهاتفته قبل سفرها، ولكنها فوجئت به يمنعها من السفر ويطلب منها البقاء في إسرائيل.
وكان مقررا أن تلقي ليفني كلمة أمام مجلس الأمن، وتلتقي نظيرتها الأميركية كوندليزا رايس التي سبقتها إلى نيويورك، لتشرف على صدور القرار المرتقب.
واستعد بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود والمعارضة، إلى جولة جديدة من الصراع السياسي مع اولمرت، بعد أن قدم له الولاء خلال الحرب.
ووجه نتنياهو انتقادات حادة للحكومة، لدعمها لمشروع قرار وقف إطلاق النار، قائلا بأنه قرار سيء يتخذ بدون أن تحقق إسرائيل أهدافها من الحرب.
ووصف القطب الليكودي ووزير الخارجية الإسرائيلية السابق سيلفان شالوم، اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب، بأنه من أسوأ الاتفاقات التي عرضت على إسرائيل خلال عقود، مشيرا إلى أن قبول هذا الاتفاق سيكون له عواقب وخيمة على المدى البعيد إذ انه يفرغ قرار مجلس الأمن رقم 1559 من مضمونه.
واعتبر شالوم أن عدم تجريد حزب الله من سلاحه "سيكون بمثابة مكافأة للمتطرفين وضربة قاصمة للمعتدلين"، واكد انه إذا قبلت الحكومة بالاتفاق الآخذ بالتبلور فان حزب الليكود سيعود إلى ممارسة نشاطه كمعارضة بعد أن علق هذا النشاط بسبب الحرب.
واستبقت الصحف الإسرائيلية التطورات المقبلة بعد قرار وقف إطلاق النار المرتقب، للحديث عن انعكاساته على الساحة اللبنانية.
وقالت معاريف بان نجاح فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية، وجهوده في استصدار قرار لوقف إطلاق النار، لا يعني انه سيكون قادرا على مواجهة حزب الله الذي يختلف برنامجه عن برنامج الحكومة اللبنانية.
أما هارتس فرات أن الجيش اللبناني الذي سينتشر في الجنوب كما هو متوقع، لا يريد أن يواجه حزب الله، وان السنيورة غير معني أبدا بمواجهة مع حزب الله.
ورأى معلق صحيفة هارتس العسكري زئيف شيف، بان أي اتفاق غير جيد لوقف إطلاق النار لن يحل المشكلة.
وكتب في مقالته على الصفحة الأولى من الصحيفة "توقيع أية اتفاقية سيئة، لن يكون أمرا مجديا، بل أن ذلك سيحدث نقطة تحول جديدة في الصراع العسكري لاحقا".
ونشرت صحيفة هارتس استطلاعا أبان عن أن 20% فقط من الإسرائيليين يعتقدون أن بلادهم كسبت الحرب، وعبر 73% عن استيائهم من الطريقة التي تعاملت بها حكومتهم مع السكان في الشمال.
أما استطلاع يديعوت فجاء فيه أن 90% من الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب كانت مبررة، وايد 48% تأييدهم لإجراء مفاوضات مع حماس لاطلاق سراح الجندي المختطف لديها، وكانت النسبة اقل المؤيدة للتفاوض مع حزب الله حولا الجنديين الأسيرين حيث بلغت 38%.
الأسد وثمار الحرب
اهتمت الصحف الإسرائيلية بأقوال الرئيس الفنزويلي شافيز حول مرض الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، المعادي لإسرائيل ولأميركا.
ولكن اهتمامها كان اكثر بالرئيس السوري بشار الأسد، الذي كانت سخرت منه قبل أيام، وهددته بالويل والثبور، ردا على تهديدات وزير خارجيته وليد المعلم في لبنان الذي رحب بالحرب الإقليمية مع إسرائيل.
وقالت صحيفة هارتس بان الإدارة الأميركية قلقة مما وصفته الدور المتعاظم للأسد في المنطقة، وفي لبنان التي ما زال تأثيره فيها كبيرا.
ونسبت الصحيفة لمسؤول أميركي رفيع قوله، بان تعاظم دور الأسد هو نتيجة لعدم فرض قيود مباشرة عليه، كما حدث مع صدام حسين سابقا، وبسبب أن الضغوط الدولية عليه، كما قال هذا المسؤول لم تكن صارمة.
وتتحسب الصحف الإسرائيلية، من أن يجني الأسد لوحده ما تصفها ثمار الحرب التي خاضتها إسرائيل، ودفعت ثمنها غاليا، وهو ما ستكشف عنه تطورات الأحداث في المستقبل المنظور، عندما يظهر دور الأسد الإقليمي المتعاظم، بينما تغرق إسرائيل في الخلافات بين جنرالاتها المهزومين وقيادتها السياسية الفاشلة، والتحقيق الذي يتوقع أن يفتح حول حرب إسرائيل السادسة، التي لم تكن أبدا كباقي حروبها.