عمّان إلى أولوية الحسم السياسي لبنانياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد القرار 1701 .. يللي عمَّر مرة بيعمِّر كل مرة
عمّان إلى أولوية الحسم السياسي لبنانياً
نصر المجالي من عمّان: رحبت الأوساط الأردنية على أكثر من صعيد بموافقة الأطراف اللبنانية المختلفة "المتحفظة" وعلى رأسها الحكومة الشرعية بقيادة
وواصلت وسائل الإعلام الأردنية من مسموعة ومقرؤة ومرئية تغطياتها من المدن اللبنانية للتطورات القائمة على الأرض نتيجة للحرب التي يتهم الأردن الرسمي والشعبي إسرائيل بتفجيرها، كما حفلت الصحف الأردنية بافتتاحيات اليوم حللت فيه القرار الدولي الجديد. بينما أفردت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) تحقيقات ميدانية "تبشر بمستقبل لبناني واعد بالأمل والبناء تحت شعار .. يللي عمّر مرة ،، بيعمر كل مرة.
يشار إلى أن الأردن، كان بادر بخرق الحصار الجوي على مطار الرئيس رفيق الحريري منذ الأسبوع الثاني لاندلاع الحرب وأرسل مشفى عسكريا ميدانيا استقبل إلى الآن ما لا يقل عن أربعين ألف حالة لمعالجتها من إصابات نتيجة العدوان الإسرائيلي. كما أعلن الأردن بعد اتفاق دولي ان يكون الممر الآمن للمساعدات الدولية حيث أقام جسرا جوياً بين مطار ماركا العسكري ومطار بيروت تتواصل خلاله عمليات الإغاثة والإسناذ.
وعبّر الأردن، عن موقفه من القرار الرقم 1701 من خلال افتتاحية لصحيفة (الرأي) القريبة من الحكم حين قال "لم تستنفد نوافذ الفرص التي فتحها القرار 1701 على رغم نواقصه وقصوره عن تلبية المطالب اللبنانية والعربية، وعلى اسرائيل ان تبدي واقعية في تعاطيها وان ينزل قادتها وخصوص جنرالاتها عن الشجرة العالية التي تسلقوها وان يتواضعوا في الاهداف التي يضعوها لخططهم الخيالية".
وأضافت الافتتاحية "فلم يعد بمقدورهم كسر ارادة الشعوب العربية او دفع اللبنانيين والفلسطينيين لرفع الرايات البيض وعليهم ان يدركوا ان لا سبيل الى سلام دائم وشامل وعادل وسيادة أمن واستقرار في المنطقة إلا بتخليهم عن سياساتهم العدوانية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية والتخلي عن احلام الهيمنة والغطرسة والاملاء وغرور القوة التي لم توصلهم (وهذا المثال اللبناني ما يزال ماثلا حتى اللحظة) الا الى الخيبة والفشل".
وكان رئيس الوزراء الأردني الدكتور معروف البخيت صرح للصحافة البارحة بعد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس معربا عن أمل الأردن بأن " يسهم قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 بوقف نزيف الدم في لبنان الذي يشكل اولوية قصوى في هذه المرحلة".
وقال البخيت "القرار الدولي يعبر عن طبيعة اهداف التحرك الاردني الواسع والمكثف الذي نهضت به الدبلوماسية الاردنية بتوجيهات من الملك وبجهد شخصي مباشر من جلالته في اتجاهات عديدة اقليمية ودولية لبلورة موقف دولي ضاغط يفضي بالنهاية الى الدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار يضع حدا لمعاناة اللبنانيين وينهي هذه المذبحة المفتوحة التي اعلنتها حكومة اسرائيل ضد الوطن والدولة والشعب اللبناني الشقيق".
وحذر الأردن من أن استمرار اسرائيل في عدوانها واستثمارها للعبة الوقت بغية خلق وقائع ميدانية على الارض سيعرض القرار 1701 "الذي لم ير النور بعد للخطر ويعيد دوامة العنف والقتل وسفك الدماء الى سيرتها الأولى التي بدأتها اسرائيل عند اندلاع الحرب والتي ارادت منه دب الرعب والصدمة في صدور اللبنانيين لدفعهم الى تلبية مطالبها غير المشروعة بحقهم وحق بلادهم وسيادتهم".
وأثنت صحيفة (الرأي) عاليا على شجاعة وصمود اللبنانيين وتلاحمهم حيث أفشلوا بذلك خطط اسرائيل التي كان "حري بحكومتها وجيشها ان تسارع الى استخلاص العبر والدروس وان تقلع عن اساليبها المتغطرسة وان لا يبقى سياسيوها وجنرالاتها اسرى الوهم بأن القوة وحدها هي الكفيلة بتحقيق انجازات سياسية واذا لم تستطع فبمزيد من القوة وهي سياسة حمقاء لم تفض الا الى انكشاف هذه القوة وافتضاح الرهان عليها وعجزها عن تحقيق اهداف خارج اطار القانون والشرعية الدولية وشرعة حقوق الانسان واتفاقية جنيف الرابعة".
تقرير بترا
* بيروت ـ بتراـ من اخلاص القاضي : ما ان تصل الى مطار رفيق الحريري الدولي الخاوي من ملامح الحركة الاعتيادية حتى يعتورك حزن كبير يختلط برهبة المكان فيما تبدد اشجار نخيله الشامخة بين اعلام لبنانية وعدد من مستقبلي المساعدات الانسانية هذا الشعور ... حتى يقول احدهم ورغم الجرح الغائر .. " شرفتوا لبنان ". وتستوقفك مشاهد قصف مدارج المطار وسط اعلانات عملاقة تحيط بالمطار وبمداخله وبجوانب الطرقات لفنانين ومنتجات متنوعة وحفلات غنائية كانت تتوقع فرحا صيفيا عارما.. ورغم صيف روى فيه شهداء لبنان تراب الحقول والبيادر .. ورغم خسائر لم تبق ولم تذر الا ان بعض شوارع بيروت لا زالت نابضة بالحياة والناس وحركة السيارات والاسواق .. فهذا " محمد سالم " 45 عاما " صاحب محل تجاري " يصر على فتح " باب رزقه " حتى في زمن الحرب لان احتمالية " الحصول على بضع ليرات " واردة من اجل " استمرار الحياة " كما يقول لوكالة الانباء الاردنية .
ويضيف ان لا يأس ولا تشاؤم " فاللبناني اعتاد على التكيف مع كل الظروف " وان ما يعيشه لبنان لا يتعدى " سحابة صيف لكنها ملبدة هذه المرة ". ويقول سالم الذي لم يغلق " محله يوما " ويجلس به هو وشقيقته رغم انقطاع التيار الكهربائي مستخدما " الورق كمروحة يدوية " بسبب ارتفاع درجات الحرارة ورطوبة الجو .." ان تجارة " الدراجات النارية " ازدهرت بشكل غير مسبوق منذ بدء العدوان في ظل " شح " المشتقات النفطية بل وارتفاع اسعارها مشيرا الى ان الاقبال على اقتنائها يتزايد يوما بعد اخر سيما وان اسعارها " مقبولة " اذ تتراوح بين 300 الى 2000 دولار . ويقول انه ورغم استهداف " العدو الاسرائيلي " للدراجات النارية " الا ان ذلك لم يثن عزيمة اللبنانيين وهم يجولون الطرقات بها طلبا لتأمين احتياجاتهم اليومية .
وفي عودة للاعلانات العملاقة التي تسهم في تعزيز امل البيروتيين بمستقبل واعد عبر جمل تثير الشجون ومنها " يلي عمر مرة ... بعمر كل مرة " .. و " مهما تلبدت الغيوم ستعود شمس لبنان " .. و" سوا بنكبر " .. هذه الاعلانات العملاقة المكثفة التي اطلقها عدد من المؤسسات المصرفية اللبنانية تعكس اصرار اللبنانيين على اعادة البناء في " عز الحرب " وصمودا تفوح منه رائحة النصر والشموخ ... فيما يكتمل مشهد التصدي عبر اذاعات محلية تبث اغان وطنية حماسية تصر على " قوة الحياة " وتؤكد على عروبة لبنان ووحدته .
وفي الطريق " الحيوية " الممتدة بين " جسر الكولا " حتى منطقة " فردان " التي كان اجتيازها قبل بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان يحتاج الى حوالي الساعة " بسبب الازدحام" فيما تقطعها الان بسبع دقائق تلحظ استمرار الحياة بشكل اقرب الى الاعتيادي .. فالمحال مفتوحة ومحطات البنزين تعج بوسائط النقل والسيارات العمومية تعمل وان كانت تبحث جاهدة عن " اكتمال عدد ركابها " .. وثلة من صبايا تجول في محال لبيع الملابس " .. وعدد من الشباب يحتسون الشراب ويأكلون في احد مقاهي الارصفة ملوحين بايديهم للصحافيين " رافعين علامات النصر".
صاحب احد المطاعم السريعة في بيروت يعتقد انه لا يحق له " التخلي " عن مسؤولياته تجاه وطنه في الوقت الذي يستطيع فيه تقديم المساعدة واطعام الناس باسعار اعتيادية واحيانا " بلا مقابل " كما يقول مسلما امره الى الله في " خسارته المادية " التي لا تقارن " بما يتعرض له لبنان " من عدوان اثم .. فيما يسهم مروان نصر الدين 24 عاما من سكان منطقة مار الياس البيروتية في بث روح الصمود اذ انه لا " يمكن ان يترك بيته " .. فهو ليس اغلى من شهداء لبنان وروحه فداء للوطن الذي " ينتصر دائما على الموت " داعيا كل محبي لبنان الى قضاء اجازاتهم الصيفية اللاحقة في لبنان دعما لاقتصاده ومؤزارة لشعبه سيما وانه متفائل " بصيف مقبل مستقر" .