أخبار

يوري افنيري: الحرب انتهت بالتعادل والقوات الدولية لا تقاتل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

م. أمين من برلين: كتب يوري أفنيري، مباشرة بعد وقف اطلاق النار، تعليقه الجريء عن النتائج العسكرية والسياسية للحرب التي دارت في لبنان. وهو يخالف فيه الطروحات الرسمية الإسرائيلية التي اعتبرت المعركة أنتصاراً. وقد نشرت صحيفة " تاتس " الألمانية التعليق على صفحتها الأولى مُعرّفة بالكاتب الإسرائيلي المولود في " بيخوم " بمقاطعة فيستفالن بألمانيا.

وقد تميّز يوري أفنيري بنقد سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، داعياً إلى الإنسحاب من الأراضي التي تحتلها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ويعتبر افنيري أحد أهم قادة حركة السلام في اسرائيل، ونال جائزة نوبل البديلة للسلام، كما نال جائزة حقوق الإنسان الفلسطينية. وفيما يلي نص المقال:

" نظريا انتهت الحرب بالتعادل بين جيش إسرائيل ومقاتلي حزب الله الشيعي في لبنان. لم يرفع أي من الطرفين العلم الأبيض. ولكن: عندما يواجه ملاكمٌ بوزن الريشة في حلبة الصراع ملاكماً حائزاً على بطولة الوزن الثقيل لكنه يصمد حتى الجولة الأخيرة فذلك يعني انتصاراً له ـ بغض النظر عن عدد النقاط التي تمً تسجيلها.

الأيام الثلاثة والثلاثين التي استمرت فيها الحرب أظهرت بأن الجيش الاسرائيلي القوي لم يكن في وضع يمكنه من الانتصار على بصعة آلاف من مقاتلي حزب الله في لبنان. انه نفس الجيش ومنذ العام 1949، الذي استطاع يهزم القوات العسكرية المصرية والأردنية والسورية لمرات عديدة وفي أيام معدودات.
هذا الأمر بدد وأحبط الهدف الرئيسي للحرب التي اشتعلت ، و طرح في نفس الوقت تساؤلاً عن القوة المخيفة للجيش الإسرائيلي. ان مقاتلي الغوار في كل مكان، وخاصة في فلسطين، سيشحنون الآن مزيداً من الحماس. لم يكن أحد، إلى وقت قريب ليقارن نفسه ويضعها في مقام المقاتل الإسرائيلي. أما الآن فقد برهن مقاتلو حزب الله، في المواجهات القريبة أيضاً مع الإسرائيليين قد كبروا وتعلموا.

النجاح السياسي لحرب ما يقاس في الواقع بالحقائق العسكرية. ومن هنا فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية لم تحقق إلاً نجاحاً جزئياً مثاراً للجدل: سوف تخفق في المستقبل رايات حزب الله بلونها الأصفر بعيداً عن الحدود بضعة أمتار فقط. صحيح أن الجيش اللبناني سوف ينتشر هناك في المنطقة، تدعمها قوات من الأمم المتحدة، ولكن مقاتلي حزب الله سوف يعودون متخفين بزي مدني.

سوف لا يشتبك الجيش اللبناني، الذي قوامه من الشيعة أيضاً، مع هؤلاء. أما القوات الدولية فينبغي عليها أن تتهادن وتتفاهم مع حزب الله وإلاً فإن حرب عصابات ستدور بينهما لا تكون فيها الغلبة لتلك القوات، مثلما حدث بالضبط مع القوات الإسرائيلية.

إذن: المسألة الرئيسية هي أن حزب الله سيستمر. وسيبقى بسلاحه. وسيمثل أكبر قوة وسلطة في لبنان. وستمضي سمعة
ونهج حزب الله في العام العربي كالأسطورة. "

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف