نازحون تريثوا العودة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جولة "أخيرة" على من يتأهبون للعودة
نازحون تريثوا العودة: أيام تفصلهم عن منازلهم
ريما زهار من بيروت: قوافل السيارات التي تحمل بعضا من امتعة باتجاه الجنوب والضاحية اصبحت مألوفة جدًا في المناطق التي نزح اليها من استهدفتهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة الحرب الاسرائيلية على لبنان. عائدون باحلامهم الى دفء منزل هجروه رغما عنهم، الى زوايا يسردون بعضًا من قصص الصمود التي جعلت من يومياتهم عبرًا للتصدي امام وجعات القدر.
قوافلهم ملأت الطرقات رغم المخاطر والقنابل الموقوتة التي زرعتها اسرائيل هدية للمدنيين قبل رحيلها.عادوا الى الارض التي حضنتهم، ومن لم يرجع بعد يحضر نفسه الى العودة الجديدة الى الارض التي ارتوت بدمائهم، فامتزجت بهم وكانت لهم.
ام عدنان تقطن في منطقة الاوزاعي واما ابنتيها فيسكنّ على اوتوستراد هادي نصرالله، بيتها لا يزال صامدًا لكن منزل ابنتيها تحول الى ركام ."سنعود غدًا الى ديارنا باذن الله" تقول ام عدنان، "عدد كبير غادروا وعادوا الى ديارهم، ذهبوا ليتفقدوا المنطقة في الضاحية، فلم يجدوا شيئًا لكنهم افترشوا الارض منازل"."خوفا وقهرا" هكذا تصف ام عدنان الشهر الذي قضته بعيدًا عن منزلها، واهالي المنطقة "ولاد حلال" كما تقول لم يتركونا ابدًا.
والخوف كبير رغم وجود السيد حسن نصرالله معهم كما تقول ، والمستقبل غامض بالنسبة لها، يقاطعها حفيدها ربيع ليقول:"باذن الله سنذهب جميعنا الى الجهاد".ربيع يبلغ الـ21 من عمره وهو ترك منزله مع عائلته منذ شهر، واليوم سيرجع الى دياره ليتفقدها.
لا اثر للمنزل
رحمة ملك تسكن في منطقة اوتوستراد السيد هادي ولم يبق شيء او اثر لمنزلها، ولا تعرف حتى الساعة اين ستسكن، لكن كما تقول:"الله يدبر،" وهي ام لستة اولاد ، وما يهمها ان جميعهم بخير ، فعدد كبير ممن اعرفهم "استشهدوا وبعضهم لا اعرف مصيرهم " تقول بحزن .
حلوسية
قرب مائدة افترشوها جلس عدد من النازحين يتناولون الطعام، يقول احدهم واسمه حسين القشمر انه من الحلوسية من جنوب لبنان، وسيعود قريبا حين يستقر الوضع الامني . لقد تحول الى "نازح" منذ 17 يوما بعد ان عايش الحرب لاسبوعين ."هربنا والقذائف والصواريخ تتساقط فوق رؤوسنا ومن حولنا لكن الله ابقانا احياء.سنعود الى ديارنا بعد 4 ايام ، الوقود متوفر ، وهناك حين اصل ساشعر وكأنني ولدت من جديد " .
الضاحية
الجنوب
علي بري من الجنوب وهو نازح منذ 28 يومًا، من قضاء صور، ولا يزال منزله صامدًا في الجنوب، ويقول ان اعدادًا كثيرة تركت المدرسة واتجهت نحو منازلها في الجنوب والضاحية، وسيعود الى بيته في الضاحية، وهو يعمل في شركة اليكترونيك، ويقول انه خلال الحرب انقسمت عائلته بين منطقة جزين وجبل لبنان فقصد هو واخويه المتن بينما ذهب والديه الى جزين، وهم يتواصلون عبر الهاتف الخلوي،وستلتقي العائلة قريبًا في الضاحية.ويقول ان اقارب له استشهدوا خلال الحرب.
نزوح واصحاب
مها من الجنوب وهي نازحة منذ 28 يومًا ايضًا، تقطن المدرسة حاليًا مع عائلتها، وكانت المعاملة جيدة كما تقول، وستعود الى منزلها في الجناح قريبًا، ربما الخميس لان امها لا تزال خائفة.وتقول مها انه خلال اقامتها في المدرسة كنازحة اصبح لديها بعض الاصحاب الذين جمعتهم المصيبة وحدها.وتقول ان كثيرين اخذوا امتعتهم منذ الصباح وتوجهوا الى قراهم .
العودة غدًا
رشا غملوش من بلدة جباع، وتسكن في الضاحية، وتريد ان تعود الى منزلها غدًا صباحًا، وتقول ان الاوضاع العامة في المدرسة كانت جيدًا، لكنها تريد العودة الى منزلها، رشا تعمل في شركة تسويق وتريد العودة الى عملها، كانت تقطن في غرفة في المدرسة مع خالتها وعائلتها، لكن خالتها تشجعت قبلها وغادرت المدرسة باتجاه الجنوب.
اما محمد يحيى الذي اتى الى المدرسة منذ 20 يومًا، فيصف الحرب التي كانت دائرة في الجنوب بانها وحشية وهمجية "وكأن اسرائيل تتعامل مع حيوانات" على حد قوله .ويتابع " اقاربي ما زالوا في صور وانا اطمئن عليهم دائما ". وغدًا صباحًا سيعود الى صور، بلدته التي حملت اغلى الذكريات.وسيشعر انه ولد من جديد رغم الدمار الذي لحق ببلدته لكن الشباب كما يقول الذين دافعوا عن لبنان سيعيدون اعماره.
*تصوير ريما زهار