حالوتس قد يكون اول مسؤول يدفع ثمن الاخفاق في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: قد يكون رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس الذي كشفت وسائل الاعلام عن صفقة خاصة قام بها في البورصة عند اندلاع الحرب، اول مسؤول اسرائيلي يدفع ثمن اخفاقات الهجوم على حزب الله. وبادر وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس الى الدفاع عن حالوتس ، وافاد بيريتس في بيان ان "رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس يتولى قيادة الجيش الاسرائيلي بولاء وتفان في خدمة دولة اسرائيل من اجل امن مواطنيها وجنودها". واضاف الوزير ان "اهتمام الجنرال منصب كليا على الحرب وانجاز المهام الموكلة للجيش" الاسرائيلي مشددا على انه بحث مع الجنرال حالوتس في الوقائع التي اخذت عليه.
وشنت وسائل الاعلام حملة ضد الجنرال حالوتس متهمة اياه بانه باع اسهما قبيل اندلاع المعارك في لبنان في 12 تموز/يوليو بعد هجوم لحزب الله وقيامه باسر جنديين اسرائيليين. واثارت هذه القضية فضيحة في البرلمان حيث طالب نواب بتحقيق فيما اكتفى وزراء بالقول ان وقت الاقالة ليس مناسبا.
وافادت اذاعة الجيش الاسرائيلي اليوم الاربعاء انه حتى في داخل هيئة الاركان، طالب مسؤولون عسكريون كبار باستقالة فورية للجنرال حالوتس فيما دافع عنه اخرون. واعتبر المحلل مارك هيلر في مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب ان "هذه القضية المؤسفة لم تكن لتاخذ الصدى الذي اخذته لو ان الحرب في لبنان انتهت الى انتصار". وقال لوكالة فرانس برس "قد يكون الجنرال ارتكب اخطاء لكن بالتاكيد ليس الوحيد الذي قام بذلك، سواء داخل القيادة العسكرية او الحكومة".
وذكر بان التعيين الذي لا سابق له لهذا القائد السابق لسلاح الجو اثار اعتراضات حيث ان بعض ضباط سلاح البر اعتبروا ان طيارا لا يمكن ان يشكل افضل خيار لهذا المنصب.
ويؤخذ على الجنرال حالوتس بعض العجرفة والافراط في تقييم قدرات سلاح الجو. وتصاعدت الانتقادات ضده خلال الحملة في لبنان حيث تبين ان الطيران غير قادر على القضاء على القوات المسلحة لحزب الله وانه في المقابل ادى الى زيادة عدد الضحايا المدنيين.
وكان الجنرال حالوتس اثار مفاجأة في صيف عام 2002 حين اعلن ان مقتل افراد عائلة مسؤول في الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية في عملية قصف "لا يقض مضجعه". وكانت منظمات داعية للسلام طلبت من المحكمة الاسرائيلية العليا منعه من تولي اعلى منصب في الجيش. لكن قضية بيع الاسهم اخذت صدى اكبر.
فقد باع الجنرال حالوتس اسهمه ظهر يوم 12 تموز/يوليو اي بعد ثلاث ساعات على قيام حزب الله باسر جنديين اسرائيليين في وقت بدأت فيه المدفعية الاسرائيلية بقصف مواقع الحزب الشيعي اللبناني.
وفي 12 و 13 تموز/يوليو تراجع ابرز مؤشر في بورصة تل ابيب "تي-ايه-25" الذي يضم ابرز 25 من اسهم السوق، بنسبة 8.3%. وفي الماضي، سجلت البورصة على الدوام تراجعا في فترات التوتر الشديد.
وتشتبه وسائل الاعلام بان الجنرال حالوتس ارتكب جرم استغلال معلومات اطلع عليها مسبقا رغم ان قيمة الصفقة تصل فقط الى حوالى 26 الف دولار. كما تنتقده لانه فكر في مصالحه الشخصية في وقت مأساوي كان يفترض فيه ان يكرسه حصرا لمهمته. ولم ينف الجنرال حالوتس هذه الوقائع لكنه اعتبر نفسه ضحية حملة "مسيئة وماكرة" ملمحا الى انها موجهة من اعلى المستويات.
وقال وزير الامن الداخلي آفي ديشتر للصحافيين "من المشروع ان يكون هناك دعوات للاستقالة وانتقادات تدل على الوضع السليم للديموقراطية الاسرائيلية لكن مثل هذا الجدل يجب الا يدور في وقت لا يزال ينتشر فيه الاف الجنود في لبنان".
من جهته اعتبر الجنرال بيني غانتز قائد وحدات برية "نتصرف كحيتان تاتي للانتحار على الشاطىء. وبدلا من تصفية حساباتنا. علينا ان نركز على الامر الاساسي وهو التحرك الميداني في جنوب لبنان".
وقد ابدى ثلثا اليهود الاسرائيليين تاييدهم لتشكيل لجنة تحقيق حكومية حول قيادة الحرب ضد حزب الله في لبنان كما افاد استطلاعان للرأي نشرا اليوم الاربعاء. وجاء في احد الاستطلاعين ان الانتقادات طالت قائد الاركان دان حالوتس. فقد عبر 52% من الاشخاص عن عدم رضاهم عنه مقابل 44% رأوا العكس.
الجيش الاسرائيلي يعتبر انه حقق "انتصارا مهما" لكن ليس "مدويا"
واعتبر الجيش الاسرائيلي انه حقق "انتصارا مهما" لكن "ليس مدويا" في الحرب التي شنها على حزب الله في لبنان ودامت 34 يوما. وقال مسؤول عسكري كبير اليوم امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست "لقد حققنا انتصارا مهما لكن ليس مدويا".
وحرص المسؤولون الاسرائيليون حتى الان على عدم الاعلان انهم كسبوا الحرب واكتفوا بالقول انهم غيروا المعطيات في لبنان.
وكانت الصحافة انتقدت اداء الجيش اسوة بالراي العام الاسرائيلي وعدد من البرلمانيين لعجزه عن وقف سقوط صواريخ حزب الله على شمال اسرائيل. وسقط اكثر من اربعة الاف صاروخ على شمال اسرائيل.
وقتل 119 جنديا اسرائيليا في المعارك مع حزب الله اللبناني الشيعي. وادى اطلاق الصواريخ من لبنان على اسرائيل الى مقتل 41 مدنيا. ويؤكد الجيش انه قتل 350 عنصرا من حزب الله في حين قتل اكثر من الف مدني لبناني في القصف الاسرائيلي.