أخبار

إسرائيل تحسم موقفها من مواطنتها التي انضمت للفلسطينيين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أسامة العيسة من القدس: سيتعين على غزالة سراحنة الطفلة التي لم يتجاوز عمرها خمس سنوات، الانتظار عشرين عاما، حتى تستطيع أن ترمي نفسها في ايرينا سراحنة ضن أمها، التي حكمت محكمة عسكرية إسرائيلية عليها، في الأسبوع الماضي، بالسجن لمدة عشرين عاما. وعندما اعتقلت سلطات الاحتلال والدة غزالة، ايرينا سراحنة (27) عاما، قبل ثلاث سنوات، لم تكن غزالة تعرف ما يدور حولها، ومعاني كلمات مثل الاحتلال، وإسرائيل، والسجون، والمقاومة، وهي الان تدرك معانيها جيدا، بعد أن عرفت بخبر الحكم الذي صدر على والدتها.

وبعد ثلاث سنوات، من المعاناة في السجون الاسرائيلية حسمت سلطات الاحتلال موقفها من ايرينا كبيلنسكي، اليهودية التي هاجرت إلى إسرائيل، من أوكرانيا، ولكنها قررت الانتقال إلى الجانب الآخر الفلسطيني من الصراع لتصبح ايرينا سراحنة. وبعد وصولها إلى إسرائيل، تعرفت ايرينا على شاب فلسطيني هو إبراهيم سراحنة من مخيم الدهيشة للاجئين، وربطت بينهما قصة حب، فتزوجا، وانتقلت معه إلى السكن في المخيم، الذي يعتبر أحد رموز المعاناة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وترافق ذلك مع اندلاع انتفاضة الأقصى.

ووجد إبراهيم سراحنة، الذي لم تظهر له ميولا أو اهتمامات سياسية، بعكس أقرانه من الشبان الفلسطينيين، نفسه منخرطا في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، التي أوكلت له مهام إيصال منفذي عمليات فدائية، إلى العمق الإسرائيلي.

الطفلة غزالة سراحنة ووجد سراحنة نفسه في نهاية شهر آذار (مارس) 2002، في ظروف من الحصار الإسرائيلي المشدد للمدن الفلسطينية، التي شهدت عمليات توغل واسعة، يبتكر طرقا للوصول إلى مدينة القدس، ناقلا معه الفدائية آيات الأخرس، الطالبة الثانوية، التي اثر قرارها بتفجير نفسها في قطاعات واسعة في الرأي العام العربي.

وبدلا من أن تصبح الأخرس صحافية، كما كانت تتمنى، تحولت إلى قنبلة بشرية، وأدت قدرة سراحنة على الدخول إلى العمق الإسرائيلي، إلى تكليفه من قبل كتائب شهداء الأقصى، بتنفيذ عمليات أخرى، واستعان بإحداها بزوجته ايرينا، عندما وضع في سيارته معدات لرحلة استجمام، للتمويه، ومعها اركب فدائي، وانطلق بجانبه زوجته إلى منطقة ريشون ليتسيون قرب تل أبيب، حيث المكان الذي انزل فيه الفدائي ليفجر نفسه.

وتمكنت سلطات الاحتلال من كشف دور إبراهيم وزوجته، وتم اعتقالها في منطقة بات يام قرب تل أبيب، وحكمت محكمة عسكرية إسرائيلية على إبراهيم، بالسجن لمدة 6 مؤبدات و45 عاما.

ووجدت السلطات الإسرائيلية نفسها أمام حالة ايرينا التي نبذت مجتمعها الأصلي وارتضت بهوية جديدة في حالة حيرة، وقررت إبعادها إلى أوكرانيا بعد قضاء ثلاث سنوات في السجن، ولكن ايرينا رفضت القرار بشدة، وخاضت معركة قضائية لمنع إبعادها عن وطنها فلسطين كما قالت، مفضلة البقاء في السجن، على الإبعاد.

وأنهت ايرينا، التي ارتدت الحجاب في السجن، فترة السنوات الثلاث بتاريخ 26/10/2005، وقررت سلطات الاحتلال إبعادها من جديد، وقدم محامي نادي الأسير التماسا للمحكمة العليا بعدم إبعادها، وألغت المحكمة بتاريخ 12/9/2005، قرار الإبعاد، مع استمرار اعتقالها. وأصدرت محكمة عسكرية يوم 10/8/2006، حكما بالسجن لمدة 20 عاما على ايرينا وابعادها بعد إنهاء حكمها، وهو بالنسبة لها أهون من الإبعاد الفوري، ولكن بالنسبة لغزالة، التي تكبر الان في كنف جدتها، فان الأمر صعب جدا. وتشارك غزالة في الأنشطة التي ينظمها الفلسطينيون لإطلاق سراح الأسرى، وتظهر دائما في الاعتصامات والمسيرات برفقة جدتها، التي تأمل أن تؤدي عملية تبادل أسرى محتملة إلى إطلاق سراح ايرينا، ولكنها متخوفة من إبعادها خارج الوطن.

وكانت الفصائل التي تحتجز الجندي الإسرائيلي جلعاد شليت وضعت مسالة إطلاق سراح نحو 100 امرأة فلسطينية في سجون الاحتلال في قائمة مطالبها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف