ايران سلمت ردها الى الدول الكبرى ودعتها للتفاوض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وفد نووي ايراني لروسيا الثلاثاء
عواصم: سلمت ايران سفراء الدول الكبرى ردها الخطي على عرض هذه الدول الرامي الى تعليق طهران انشطة تخصيب اليورانيوم ودعتها الى "التفاوض" ابتداء من الاربعاء، مع العلم انها سبق واكدت رفضها لهذا التعليق ما قد يعرضها لعقوبات دولية. وسلم كبير مفاوضي الملف النووي الايراني علي لاريجاني بنفسه الرد بعيد الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (12:00 ت غ) الى سفراء مجموعة 5+1 التي تمثل الدول دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا.
ودعا لاريجاني الدول الكبرى الى "التفاوض" ابتداء من غدا الاربعاء حول العرض الذي قدمته لايران بهدف اقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم دون ان يحدد ما اذا كانت بلاده ستمتثل لهذا الطلب. وقال لاريجاني لممثلي الدول الكبرى لدى تسليمهم رد طهران على العرض "نحن مستعدون للبدء بمفاوضات جدية مع مجموعة 5+1 ابتداء من غد" الاربعاء. ولم يشر في تصريحاته التي نقلتها وكالة ايسنا ما اذا كانت بلاده ستمتثل الى مطلب هذه الدول وقف طهران نشاطات تخصيب اليورانيوم.
والهدف من الحوافز التي قدمتها الدول الكبرى الى ايران هو اقناعها بتعليق تخصيب اليورانيوم، الا ان ايران سبق واعلنت رفضها لهذا التعليق. وكان مصدر قريب من الملف النووي الايراني في طهران قال لوكالة فرانس برس ان "الرد سيسلم باليد الى سفراء مجموعة +خمسة زائد واحد+" حوالى الساعة 16:00" بالتوقيت المحلي (30،12 ت غ)، موضحا ان السفير السويسري الذي يمثل المصالح الاميركية في ايران سيكون الى جانب سفراء فرنسا وروسيا والصين وبريطانيا والمانيا عند تسلم الرد. ولم تتسرب معلومات حول مضمون الرد الا ان نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي اعلن الاثنين ان "التعليق بات مستحيلا".
كما اعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الاثنين ان ايران ستواصل برنامجها النووي "بقوة"، وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي الايراني. وقال خامنئي "في الملف النووي وملفات اخرى، تعتزم ايران مواصلة طريقها بقوة معتمدة على عون الله ومتحلية بالصبر والمثابرة وستجني الثمار".
وبعد ساعات قليلة طالب الرئيس الاميركي جورج بوش بفرض عقوبات سريعة على ايران في حال لم تلتزم بطلب مجلس الامن لها بتعليق تخصيب اليورانيوم قبل الحادي والثلاثين من الشهر الجاري. والهدف من الحوافز التي قدمتها الدول الكبرى الخمس اضافة الى المانيا والتي لا تتضمن تهديدا بفرض عقوبات، هو اقناع الايرانيين بان تعليق تخصيب اليورانيوم سيفتح الباب امامها لقيام تعاون اقتصادي ونووي مع الدول الكبرى. وقال سعيدي الاثنين ان ايران ستعطي "ردا يقدم لاوروبا فرصة استثنائية للتوافق وللعودة الى طاولة المفاوضات وسلوك طريق التفاعل".
وفي الوقت نفسه، كرر القول ان "مسالة التعليق كشرط مسبق لا يمكن ان يكون لها مكان". ويبدو ان طهران تحاول مجددا لعب سياسة فرض الامر الواقع، فقد قال سعيدي "كان يمكن في السابق الكلام عن حصول تعليق يمهد للتفاوض، الا ان هذا الامر لم يعد واردا اليوم لان الجمهورية الاسلامية باتت تملك هذه التكنولوجيا". وما تريد ايران عرضه على النقاش هو الوسائل التي تضمن للقوى الكبرى التاكد من ان تخصيب اليورانيوم لن يستغل لاهداف عسكرية. الا ان القوى الكبرى تضع تعليق التخصيب شرطا مسبقا لاي تفاوض معتبرة ان لا ثقة بنوايا ايران بشأن البرنامج النووي.
والمعروف ان عملية التخصيب تتيح الحصول على وقود قليل التخصيب لتشغيل مفاعل نووي مدني. ولا بد من مزيد من التخصيب لتحويله الى مادة كافية لصنع قنبلة ذرية. وقال سعيدي ان ايران قد تكون مستعدة للتفاوض حول تعليق للتخصيب في حال لم تضع القوى الكبرى هذا الامر كشرط مسبق. وقال "قلنا على الدوام ان التعليق في حال لم يكن شرطا مسبقا فهو بالنسبة الينا قابل للتفاوض". ولا بد لايران الان ان تتخذ قرارها بوقف هذا التخصيب ابتداء من اواخر الشهر الجاري او عدم وقفه.
وقال بوش "اذا كان هناك من يريد ان يسخر من مجلس الامن لا بد لهذا الامر ان تكون له تداعيات". ولم تستبعد الولايات المتحدة اللجوء الى الخيار العسكري في حال لم تؤت العقوبات الاقتصادية ثمارها. لكن سعيدي لم يبد اي تغيير في موقف بلاده اذ اعلن ان ايران تجري ابحاثا على محركات طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم اكثر حداثة من تلك المستعملة حتى الآن. وقال سعيدي "نجري تجارب في كل المجالات بما في ذلك في مجال محركات الطرد المركزي، لانه يجب ان نستعمل آلات تحظى بافضل امكانيات ممكنة". واضاف "لا نريد ان يقتصر عملنا على الالات من الجيل الاول والثاني والثالث، بل سنجري ابحاثا على جميع انواع محركات الطرد المركزي لكي نحصل على نوعية وفاعلية اكبر".
سولانا : الرد الايراني يتطلب "تحليلا مفصلا وحذرا"
في هذا السياق اعتبر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في بيان ان الرد الذي قدمته ايران اليوم على عرض القوى الكبرى الذي تم قبل شهرين ونصف يتطلب "تحليلا مفصلا وحذرا". ولم يوضح سولانا الذي كان قدم شخصيا عرض الدول الكيرى لطهران في السادس من حزيران(يونيو) الماضي، مضمون الرد الايراني. واشار فقط الى ان وثيقة الرد "طويلة وتتطلب بالتالي تحليلا مفصلا وحذرا".
واضاف سولانا انه "في انتظار هذا التحليل المفصل" سيظل "على اتصال مع اهم مخاطبيه" في الملف النووي الايراني كما سيبقى على "اتصال مفتوح" مع كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني الذي كان تباحث معه هاتفيا الاحد.
ايران تعرقل عمليات التفتيش في نطنز
افادت مصادر دبلوماسية اليوم في فيينا ان السلطات الايرانية منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الى منشأة تحت الارض في نطنز. وقالت المصادر نفسها انه رغم ان ايران كانت تقوم باعاقة عمليات التفتيش في الاونة الاخيرة، فان الوكالة الذرية تظل قادرة على مراقبة البرنامج النووي في هذا البلد. واضافت ان المفتشين لم يسمح لهم في نهاية الاسبوع بزيارة مصنع تحت الارض قيد الانشاء في مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز (وسط ايران). يشار الى ان اجهزة الطرد المركزي التي يتم عبرها تخصيب اليورانيوم هي قيد العمل في المنشآت فوق الارض في نطنز.
وقالت عدة مصادر ان المنشأة التي يتم بناؤها تحت الارض هدفها استيعاب عشرات الاف اجهزة الطرد المركزي بهدف تخصيب اليورانيوم الصناعي ، وهو ما يخضع لعمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الذرية "بهدف ضمان ان المنشأة لن تتيح الحصول سريا على مواد نووية". واحتجت السلطات الايرانية على تكرار عمليات التفتيش في هذا الموقع لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقوم بعملها بحسب دبلوماسي. وجرت عدة حوادث "لا تعتبر منهجية ولا تعتبر عرقلة" لعمل الوكالة بين طهران ومفتشي الوكالة.
وقال دبلوماسي غربي ان ايران اشتكت لدى الوكالة من تصرف اعتبر غير ملائم لاحد الخبراء واخذت عليه تصريحات ادلى بها خلال وجوده في ايران او حتى محاولات تجسس. وذكرت مصادر دبلوماسية متطابقة ان ايران سحبت في اذار(مارس) ونيسان(ابريل) تصاريح عمل مفتشين اثنين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمرة الاولى منذ بدء عمليات التفتيش في ايران في شباط(فبراير) 2003.
واشنطن تؤيد فرض عقوبات على ايران اذا كان ردها غير مرض
بدوره حذر السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون من ان بلاده ستعرض سريعا على مجلس الامن قرارا ينص على عقوبات اقتصادية ضد ايران في حال لم يكن رد طهران على القوى الكبرى الذي سلمته اليوم، مرضيا. وقال بولتون في تصريحات صحافية "سندرس الرد الايراني بعناية" مضيفا "غير اننا على استعداد ايضا للتحرك لفرض عقوبات اقتصادية (على ايران) في حال لم تستجب للشروط المحددة". واضاف ان واشنطن "على استعداد لتعرض سريعا على مجلس الامن عناصر قرار" بهذا المعنى. وتابع بولتون "وفي المقابل اذا اختارت ايران سبيل التعاون فانه يصبح بالامكان اقامة علاقة مختلفة (لطهران) مع الولايات المتحدة وباقي العالم".
وسلمت ايران اليوم سفراء الدول الكبرى ردها الخطي على عرض هذه الدول الرامي الى تعليق طهران انشطة تخصيب اليورانيوم ودعتها الى "التفاوض" ابتداء من الاربعاء، مع العلم انها سبق واكدت رفضها لهذا التعليق ما قد يعرضها لعقوبات دولية. وينص القرار الدولي رقم 1696 الصادر عن مجلس الامن في 31 تموز/يوليو الماضي على انه في حال عدم احترام الطلبات بحلول 31 آب/اغسطس فان المجلس سيقرر اجراءات اخرى في اطار البند 41 لميثاق الامم المتحدة الذي يتيح فرض عقوبات اقتصادية على وجه الخصوص.
ولم تتسرب معلومات حول مضمون الرد الا ان نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي اعلن الاثنين ان "التعليق بات مستحيلا". وبعد ساعات قليلة طالب الرئيس الاميركي جورج بوش بفرض عقوبات سريعة على ايران في حال لم تلتزم بطلب مجلس الامن لها بتعليق تخصيب اليورانيوم قبل الحادي والثلاثين من الشهر الجاري. والهدف من الحوافز التي قدمتها الدول الكبرى الخمس اضافة الى المانيا والتي لا تتضمن تهديدا بفرض عقوبات، هو اقناع الايرانيين بان تعليق تخصيب اليورانيوم سيفتح الباب امامها لقيام تعاون اقتصادي ونووي مع الدول الكبرى.
دعوةخاتمي لحضور مؤتمر في واشنطن
من جهة ثانية وجهت دعوة للرئيس الايراني السابق محمد خاتمي للمشاركة في ايلول/سبتمبر المقبل في مؤتمر ينظم في كاتدرائية واشنطن الوطنية كما علم اليوم الثلاثاء لدى المنظم الذي عبر عن تفاؤله ازاء فرص تامين تاشيرة دخول في اوج الازمة حول البرنامج النووي الايراني. وفي حال منحته الادارة الاميركية تاشيرة دخول، فان خاتمي رجل الدين الاصلاحي الذي كان رئيسا بين 1997 و 2005 سيكون اعلى مسؤول ايراني يزور الولايات المتحدة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية عام 1979.
وقال منظم المؤتمر القس جون بيترسن مدير المركز من اجل العدالة والمصالحة العالمية لوكالة فرانس برس ان خاتمي مدعو من اجل التحدث عن "الانسجام بين الحضارات والثقافات" في كاتدرائية واشنطن الوطنية، المكان الذي يفتح ابوابه امام كل الاديان. واضاف ان الرئيس الايراني السابق سيشارك قبل ذلك بمؤتمر في الامم المتحدة في نيويورك.
من جهته قال ناطق باسم الخارجية الاميركية ردا على سؤال في هذا الصدد ان خاتمي لم يطلب بعد الحصول على تاشيرة دخول لكنه لم يشأ القول ما اذا سيتم منح الرئيس الايراني السابق التاشيرة ام لا. لكن القس بيترسون عبر عن تفاؤله في فرص حصول خاتمي على تاشيرة دخول. وافادت صحيفة "واشنطن بوست" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء ان مكتب المسؤول الثالث في الدبلوماسية الاميركية نيكولاس بيرنز قرر الموافقة على اصدار تاشيرة الدخول في بادرة رمزية تجاه المعتدلين الايرانيين. وكشفت الصحيفة من جهة اخرى ان المؤتمر يرتقب عقده في 7 ايلول/سبتمبر في الكاتدرائية.