أخبار

سورية جادة في اغلاق حدودها مع لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بهية مارديني من دمشق : اكدت مصادر سورية مطلعة لايلاف ان تهديد دمشق باغلاق حدودها مع لبنان اذا انتشرت قوة دولية هو تهديد جدي ، ولم ُيطلق للاستهلاك الاعلامي، واشارت الى ان السوريين حزموا امرهم وقرروا ان الهزيمة ممنوعة في هذه "المعركة"، واشار محلللون سوريون الى ورقة الحدود طالما استخدمتها سورية ضد معارضيها في لبنان ، واعتبروا ان حزب الله بدا متناغما مع سورية في قضية اغلاق الحدود .

وكان الرئيس السوري بشار الأسد رفض نشر قوات اليونيفيل على الحدود اللبنانية السورية معتبرا هذا العمل إذا ما تم "فهوخطوة عدائية تجاه سورية" كما أن "يخلق حالة من العداء بين سورية ولبنان"، وهددت سورية على لسان وزير الخارجية وليد المعلم خلال لقاء له مع نظيره الفنلندي بإغلاق الحدود مع لبنان إذا رابطت قوات دولية على الجانب اللبنانيّ منها.

ونقل وزير الخارجية الفنلندي إركي تيوميويا، عن المعلم تعهده، إثر اجتماعٍ بينهما في هلسنكي، بأن تغلق الحكومة السوريّة حدود البلاد مع لبنان، إذا رابطت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك. وقال توميويا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، أن "السوريين لا يريدون ذلك حقاً، وقد أعلنوا أنهم سيغلقون الحدود بشكلٍ كاملٍ إذا انتشرت وحدات تابعة للأمم المتحدة عند الحدود السوريّة اللبنانيّة".

وشددت المصادر السورية في حديثها مع ايلاف على ان دمشق بالفعل جادة بقطع الحدود اذا ما انتشرت قوات دولية على الحدود لانها تعتبر لبنان مجالا حيويا للمصالح السورية والامن السوري ، واضافت المصادر ان سورية قامت بالسابق بقطع الحدود قبل عدة اشهر وتجمعت مئات الشاحنات على الحدود مما ادى الى ازمة خانقة في الاقتصاد البناني اثر الحملة المنظمة لقوى 14 اذار ضد سورية ولم ُتفك الازمة الا بعد اقتناع دمشق بانها لقنت معارضيها في لبنان درسا قاسيا ، ولفتت المصادر الى انه حتى الان لم ترسم الحدود بين سورية ولبنان وهذا يعني ان هناك بابا واسعا للتدخل.

وفي هذا الصدد اكد المحلل السياسي ايمن عبد النور لايلاف انه عندما تنشر دولة قوات عسكرية على حدود دولة اخرى فهذا يعني ان هناك مناخا عدائيا بين البلدين او ان هناك حالة حرب واشار الى انه في هذه الحالة فسورية سوف تغلق حدودها مع دولة اعتبرتها دولة معادية. واعتبر الدكتور مروان قبلان المحلل السياسي السوري أن وجود مثل هذه القوات بين سورية ولبنان يخلق عداء واضحا بين البلدين مشيرا إلى أن هذا العداء غير موجود بين سورية ولبنان رغم الخلافات بين البلدين ، منوها إلى أن القوات الدولية توضع بين الدول المتقاتلة مثل قوات اليونيفيل جنوب لبنان وقوات الإندوف في الجولان واكد على أن مثل هذا التصرف قد يشكل سابقة خطيرة في العلاقات العربية العربية يجعل الباب مفتوحا أمام فصل الدول العربية بقوات دولية عند وجود خلافات بين هذه الدول. واضاف عبد النور ان لبنان سوف يختنق اذا اغلقت سورية الحدود لانها منفذه البري الوحيد للصادرات والورادات البرية كما ان لبنان يعتمد بشكل كبير في صادراته ووارداته واحتياجاته على سورية عبر الترانزيت والنقل البري ، واشار انه اثناء الحرب على لبنان لم يكن هناك معبر ا من والى لبنان غير المنافذ السورية.


ونوه اقتصاديون الى ان كلفة الشحن البحري والبري مكلفة جدا وغير اقتصادية لذلك فان الاعتماد اللبناني على سورية اساسيا. وقال متابعون انه يبدو ان التهديد السوري اثمر حيث اعلنت الحكومة اللبنانية عدم رغبتها نشر قوات دولية على الحدود مع سورية وانما ستطلب مساعدة تقنية فقط من المانيا لمراقبة الحدود .


وكانت مصادر رسمية لبنانيّة قالت ، رداً على كلام وزير الخارجية السوريّ، أن "لبنان ليس في وارد طلب نشر قوات دولية على طول الحدود مع سوريا، ومثل هذا الأمر يحتاج إلى قرار سياسي من قبل مجلس الوزراء اللبناني، وهو غير مطروح حالياً، والمسألة لا تتعدى حتى الآن الجانب التقني، ولكن هناك ثقة كبيرة بإمكانات الدولة على القيام بهذه المهمة دون الاستعانة بالخارج". اما واشنطن فرفضت تلويح سوريا بإقفال حدودها مع لبنان، وقالت مساعدة المتحدث باسم الرئاسة الأميركيّة، دانا بيرينو، أن "الولايات المتحدة لا تأخذ على محمل الجد التهديدات السوريّة"، مشيرة إلى أن "مجلس الأمن وافق بالإجماع على أن تساعد اليونيفيل الحكومة اللبنانية على بسط سيطرتها على حدودها". وتابعت أن "لبنان بلد يتمتع بالسيادة، وأن سوريا ليست طرفاً في المحادثات"، موضحةً أن "بامتناع الرئيس السوريّ عن تزويد حزب الله بالسلاح، لا تعود المشكلة مطروحة".
من جانبه جدد وزير الاعلام السوري محسن بلال رفض بلاده نشر قوات دولية على الحدود وراى في مقابلة نشرته صحيفة "بوبليكو" البرتغالية ان نشر قوات الامم المتحدة العاملة في لبنان (يونيفيل) على الحدود بين لبنان وسوريا "غير مقبول على الاطلاق". وقال ان نشر اليونيفيل على الحدود "غير مقبول على الاطلاق لان لبنان وسوريا هما عائلة واحدة، وبلدان سيدان لم تقع يوما اي حرب بينهما".


واضاف "بين بلدين صديقين تخيم على علاقاتهما اجواء السلام التام لا يمكن نشر قوة فصل وسيكون ذلك عملا عدائيا تجاه سوريا"، مشيرا انه "لا يوجد عائلة سورية ليس لديها اقارب في لبنان والعكس صحيح". فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن القرار 1701 لا يذكر إطلاقا نشر قوات دولية على الحدود السورية اللبنانية.وأضاف انان أن نشر هذه القوات لا يتم إلا إذا طلبت الحكومة اللبنانية ذلك مشيرا إلى أن لبنان لم يتقدم بأي طلب من هذا النوع. وكان وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أن القوات الدولية المزمع نشرها جنوبي لبنان "ليست مطالبة بمراقبة الحدود اللبنانية الطويلة مع سورية كما تطمح إسرائيل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف