اتفاق لوقف إطلاق النار في الديوانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منع دخول القوات العراقية والاميركية والشرطة تتولى الامن
اتفاق لوقف إطلاق النار في الديوانية
أسامة مهدي من لندن : اكدت مصادر عراقية التوصل الى اتفاق لانهاء المعارك التي شهدتها مدينة الديوانية الجنوبية خلال اليومين الماضيين بين القوات العراقية والاميركية وجيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وقالت ان وقفا لاطلاق النار قد بدأ السريان منذ ليلة امس بعد ان اسفرت القتال عن مصرع 26 شخصا معظمهم من الجنود العراقيين واصابة 60 اخرين فيما اعلن ان أكثر من 60 شخصا قتلوا الليلة الماضية جراء انفجار في أنبوب لنقل الغاز الجاف جنوب المدينة من دون توضيح فيما اذا كان الانفجار مدبرا او لاسباب فنية.واشارت المصادر اليوم الى ان هدوءا مشوبا بالحذر يسود مدينة الديوانية بعد ان اتفقت السلطات المحلية فيها مع مكتب الصدر على ايقاف العمليات العسكرية ضمن شروط ابرمها الجانبان تقضي بعدم دخول القوات العراقية الى المدينة لمدة ثلاثة ايام ومنع القوات الاميركية من دخولها لاي سبب كان على ان تتولى قوات الشرطة العراقية عمليات تسيير دوريات مسلحة لحفظ الامن من دون ان يتعرض لها مسلحو الصدر. كما اتفق الجانبان على احالة اوراق عنصر مسلح في جيش المهدي يدعى (سامر) الى المحاكم خلال 24 ساعة حيث كان اعتقال الجيش العراقي له السبت الماضي سببا في نشوب المعارك بين القوات العراقية ومسلحي جيش المهدي. وتم اعتقال (سامر) اثر اتهامه بتفجير عبوة ناسفة قبل عشرة ايام أدت إلى مقتل جنديين من أفراد الجيش العراقي.
وجاء الاتفاق اثر وصول وفد من مكتب الصدر الى الديوانية قادما من النجف مقر رجل الدين للتحقيق في ملابسات الإشتباكات وذلك فى اعقاب زيارة سريعة قام بها محافظ الديوانية خليل جليل حمزة الى النجف للقاء الصدر من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار بين جيش المهدى والقوات العراقية والاميركية.
واوضحت المصادر ان السلطات العراقية الرسمية بذلت مساع حثيثة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية لوقف الاقتتال في الديوانية خوفا من امتدداه الى محافظات العراق الجنوبية الاخرى التي يمتلك فيها الصدر مليشيا مسلحة قوامها حوالي 8 الاف مسلح ذكر ان عددا منهم بدأ بالتدفق الى المدينة للمشارك في المعارك مما دفع قيادة الجيش العراقي بدورها الى ارسال تعزيزات عسكرية اليها ايضا.
وإندلعت المواجهات المسلحة في الديوانية عندما داهمت قوات عراقية تدعمها قوات اميركية مناطق في احياء العسكري والنهضة والجمهوري مما اسفرعن مقتل 26 شخصا بينهم 19 شخصا من الجنود العراقيين وإصابة 60 اخرين من المدنيين وعناصر الجيش والشرطة. وقال شهود عيان إن قوات الجيش العراقي حذرت الأهالي امس عبر مكبرات الصوت في مناطق الحي الجمهوري والحي العسكري والمناطق الغربية بحيي النهضة والإسكان من البقاء في منازلهم خشية إصابتهم في عمليات هجوم وشيكة سيقوم بها الجيش في تلك المناطق. واضافوا أن الجيش دعا أيضا المواطنين في المناطق الأخرى من الديوانية إلى البقاء في بيوتهم خوفا من تعرضهم لإطلاق النار حيث فرض حظر للتجول في انحاء المدينة. وقد أغلقت امس جميع الدوائر الرسمية والحكومية والأسواق والمحال في الديوانية لكنها بدات اليوم بالعمل تدريجيا.
واوضح نقيب في الجيش العراقي ان الاشتباكات اندلعت بعدما قامت قوات متعددة الجنسيات باعتقال قيادي بارز في التيار الصدري هو (سامر) السبت الماضي في مداهمة في حي الجمهوري وسط المدينة. واشار الى ان مفاوضات جرت الاحد بين القوات متعددة الجنسيات والتيار الصدري لاطلاق سراحه الا انها فشلت الامر الذي ادى الى اشتباك بين جيش المهدي وقوات الامن العراقية. واضاف ان اعدادا من عناصر جيش المهدي وصلوا من المحافظات والاقضية المجاورة للمشاركة في المعركة وقال "لقد قمنا بطلب تعزيزات من المحافظات المجاورة".
ومن جانبه اعلن مصدر في وزارة الدفاع العراقية ان عشرة مسلحين من جيش المهدي قتلوا على الاقل خلال الاشتباكات. واضاف ان "ميليشات جيش المهدي قامت باعدام عدد من الجنود العراقيين بعد اسرهم" مشيرا الى ان "نحو سبعة احياء في المدينة هي تحت سيطرتهم وقاموا بتشكيل حواجز ونقاط تفتيش وزرع عبوات ناسفة في الشوارع". واكد ان القوات العراقية والاميركية فرضت طوقا امنيا على المدينة من كل مخارجها منعا لتسلل بعض العناصر المسلحة الى داخل المدينة.
وقال عبد المنعم ابو طبيخ عضو مجلس محافظة الديوانيه ان ما جرى في المدينه كان محاوله من الحكومة للقضاء على العناصر غير المنضبطة والتي تحاول زعزعة امنها والابقاء على المظاهر المسلحة فيها من قبل بعض المندسين على التيار الصدري الذين رفضوا الانصياع الى اوامر السيد مقتدى الصدر بتحويل نشاطهم الى وعظ وارشاد فقط. واضاف ان هذه العناصر قامت باعمال شغب في المدينة الامر الذي ادى الى ارسال الحكومة عددا من افراد الجيش العراقي والشرطة لالقاء القبض عليهم وخاصة هؤلاء الذين يحملون السلاح بصورة علنية.
ومن جهة اخرى قال حاكم الخزاعي عضو مجلس ادارة محافظة الديوانية اليوم إن أكثر من 60 شخصا قتلوا الليلة الماضية جراء انفجار في أنبوب لنقل الغاز الجاف جنوب الديوانية من دون ان يوضح فيما اذا كان الانفجار مدبرا او لاسباب فنية.