البشير: تدخل قوات دولية في دارفور يعني المواجهة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير ان تدخل قوات دولية في اقليم دارفور الذي ترفضه حكومته كبديل للقوات الافريقية المنتشرة هناك يعني المواجهة مع بلاده. واعلن البشير في كلمة ألقاها امام نقابات العمال وقادة الخدمة المدنية ترحيبه بكل الجهود لدعم قوات الاتحاد الافريقي في دارفور لاداء مهامها مؤكدا عدم قبول السودان بالقوات الاممية وتفضيلها مواجهة القرار رفضا للذل والهوان.
واكد الرئيس البشير التزام السودان بتحقيق السلام والاستقرار في كل اجزائه وتنفيذه للاتفاقيات التي تم توقيعها. واشار الى اتفاقية السلام الشامل التي لاتزال على ارض الواقع وتنفيذ كافة بنودها والالتزام بوقف اطلاق النار الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية عام 2002. وقال انه "على الرغم من جهودنا لتحقيق السلام في دارفور وتوقيع اتفاق ابوجا الا اننا نعاقب على ذلك بالبندين السادس والسابع من ميثاق الامم المتحدة.
و بعد انتظار دام يومين التقت المبعوثة الاميركية رفيعة المستوى جيندايي فريزر بالرئيس السوداني لكنها فشلت في مهمتها بإقناعه بقبول نشر قوات الامم المتحدة في منطقة دارفور المضطربة. وكانت فريزر التي تشغل منصب مساعدة وزيرة الخارجية للشئون الافريقية قد وصلت الى الخرطوم في مسعى لإقناع السودان بالموافقة على نشر أكثر من 20 ألفا من قوات الامم المتحدة والشرطة في دارفور لتتولى السيطرة بدلا من بعثة الاتحاد الافريقي التي تناضل لآداء مهمتها هناك. وقالت كاترين موسلي من السفارة الاميركية في الخرطوم "لقد التقيا حيث سلمت فريزر رسالتها ثم غادرت." وقد ألغت فريزر جميع لقاءاتها مع وسائل الاعلام وهو ما علله أحد المسؤولين السودانيين بقوله "لم يكن لديها جديد لتبلغ وسائل الاعلام به."
يذكر ان الرئيس السوداني ظل يكرر باستمرار خلال الفترة الاخيرة رفضه القاطع لنشر قوات اممية في دارفور ويؤكد استعداده لقيادة مقاومة تلك القوات في حال فرضها بقرار دولي. ويدرس مجلس الامن الدولي حاليا مشروع قرار قدمته بريطانيا وايدته الولايات المتحدة الامريكية لنشر 26 الف جندي وشرطي في اقليم دارفور اعتبارا من مطلع العام المقبل وهو التاريخ الذي حدده الاتحاد الافريقي لنهاية مهمه قواته التي بدات في اغسطس 2005.
وشبه السودان نشر قوات الامم المتحدة بغزو غربي يقول انه لن يجلب سوى المتشددين ولن يفضي الا الى موقف على غرار مستنقع العراق. لكن المحللين يقولون ان الخرطوم تعارض نشر قوات الامم المتحدة لانها تخشى أن تلقي القوات الدولية القبض على أي مسؤولين أو قادة ميليشيا من المحتمل أن توجه اليهم المحكمة الدولية لجرائم الحرب الاتهام بارتكاب جرائم حرب.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كيسي للصحفيين ان فريزر سلمت رسالة من الرئيس جورج بوش تفيد بأن السودان يحتاج الى قبول قوة من الامم المتحدة في دارفور. واضاف "اوضحت بجلاء سياسة الولايات المتحدة وقد استمع بالتأكيد الى ما كان يتعين عليها قوله."
وقال كيسي ان البشير قال انه سوفد مبعوثا الي واشنطن للرد مباشرة على رسالة بوش التي قال مسؤول امريكي انها شملت حوافز في حالة قبول السودان نشر قوة للامم المتحدة. وامتنع كيسي عن التعليق على فحوى الرسالة لكنه قال ان واشنطن اوضحت ان العلاقات الثنائية لن "تتحرك قدما في اتجاه ايجابي" الا اذا تحسن الوضع في دارفور.
ولقي عشرات الالاف حتفهم واضطر 2.5 مليون الى النزوح عن ديارهم منذ أن رفع متمردو دارفور ومعظمهم من غير العرب السلاح عام 2003 ضد الخرطوم واتهموها بتهميش المنطقة. وعلى الرغم من اتفاق للسلام وقعه فصيل واحد من ثلاثة فصائل المتمردة في شهر مايو أيار فقد تصاعدت أعمال العنف في دارفور. وكان منسق الامم المتحدة للاغاثة الطارئة يان ايجلاند حذر مجلس الامن الدولي من أن دارفور أصبحت على شفا كارثة انسانية جديدة تهدد بحدوث "خسائر فادحة في الارواح." وقال ايجلاند للمجلس وفق ما ورد في نص كلمته "غياب الامن بلغ أعلى معدلاته منذ عام 2004 بينما تقلصت امكانية الوصول الى من يحتاجون للمساعدات (الانسانية) الى أقل مستوياتها منذ ذلك التاريخ وربما نكون أيضا على شفا العودة الى حرب شاملة من جديد."