أخبار

طالباني يعيد الاعتبار لقائد سني قتله صدام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


أسامة مهدي من لندن : أعاد الرئيس العراقي جلال طالباني الاعتبار لرجل دين وقائد سياسي عراقي سني قتلته اجهزة نظام صدام حسين تحت التعذيب عام 1969 ومنحه لقب شهيد عظيم وخصص لعائلته راتبا تقاعديا .. فيما اكد الرئيس دعمه لإجراءات المحكمة الجنائية العليا التي تحاكم رئيس النظام السابق وعدد من مساعديه السابقين في الجرائم التي ارتكبوها ضد العراقيين مشددا وقوفه إلى جانب القضاة والمدعيين العامين .

وقال بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" ان طالباني استقبل بمقر إقامته في بغداد اليوم "عائلة الشهيد الخالد الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله" وأكد أن العراقيين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم يقدرون جميعاً الدور الإنساني والبطولي الذي أداه الشهيد البدري في حياته ويثمنون نضاله ضد الدكتاتورية ويستلهمون "العبر من السيرة العطرة لرجال العراق الأفذاذ و منهم الشهيد عبد العزيز البدري رحمه الله" . واضاف انه تقديراً لخدمات البدري الكبيرة و الكثيرة للعراق وللإسلام ودوره التاريخي البارز في النضال ضد الدكتاتورية الصدامية المجرمة و لما أسداه سماحة الشيخ الشهيد رحمه الله من خدمات جليلة للوطن و كفاحه و تصديه للظلم و الحيف ولإحقاق العدل فقد قرر رئيس الجمهورية تكريم سماحته باعتباره شهيداً عظيما للعراق.
وأكد طالباني أن هذا التكريم يحمل عبق ذكرى أمجاد الشهيد البدري ومفاخره و دوره الوطني و الديني وقال أن من واجب الدولة إزاء رموز العراق الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل دحر الظلم و إرساء دعائم الحق و إشادة صرح المساواة والحرية للشعب العراقي.
واستشهد الرئيس طالباني بأبيات شعر من قصيدة للشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري يمدح فيها الشهيدين محمد باقر الصدر و عبد العزيز البدري بقوله:

شعب العراق لكم صبرت مضاضة، و لقد علمتُ بأنك الصبّارُ
و نوائب تهوي عليك لو أنها، نزلت على حجرٍ هوت احجارُ
فـ "الصدر و البدري" كانا قمةً، و عليها تتوافد الأطيارُ

واشار طالباني الى أن بطولة الشيخ البدري قد تجسدت في أصعب اللحظات و هو يصارع الموت تحت سياط الجلاد الذي كان يسأله أثناء التعديب عن رأيه بحزب البعث فما كان بالشيخ البدري إلا أن يقول بكل قوة "أن حزب البعث هو حزب كافر و ملحد". وأضاف أن "الشهيد البدري كان في مسيرته النضالية رمزاً للبطولة و الثبات على الموقف و كان نبراساً في شهادته يشع بمعاني المحبة و الإخاء بين أبناء الشعب كافة على اختلاف دياناتهم و مذاهبهم و أعراقهم . واوضح ان إحياء ذكرى الشهيد البدري بتكريمه هي إعادة الحقوق لأصحابها والوقوف إلى جانب المظلوم ضد الظالم و هي وقفة لاستلهام العبر و الإفادة من التجارب في بناء العراق الجديد، بلد الإخاء و المحبة". وقال انه لذلك توجب على رئاسة الجمهورية إقرار هذا التكريم و تخصيص راتب تقاعدي لعائلة الشهيد الخالد الشيخ عبد العزيز البدري رحمه الله .

معروف ان البدري الذي كان احد قادة جماعة الاخوان المسلمين في العراق قد انشق عن التنظيم منتصف الستينات واسس حزبا معارضا ايضا تزعمه اطلق عليه "حزب التحرير الاسلامي" يعتبر علماً من اعلام الحركة الإسلامية المعاصرة في العراق وواحدا من العلماء الساعين الى التقريب بين السنة والشيعة وهو شخصية نضالية بارزة وقف في وجه الظلم والاستبداد طيلة تاريخ العراق السياسي المعاصر فعاش عالما وخطيبا وكاتب داعية ومجاهدا في بلده ومشاركا في القتال بفلسطين ضد الاحتلال حتى قتل تحت التعذيب في احد اقبية معتقلات نظام صدام حسين عام 1969 عن عمر يبلغ 39 عاما .
وكان طالباني قرر الشهر الماضي تخصيص راتب تقاعدي لعائلة المرجع الشيعي الكبير اية الله السيد محمد باقر الصدر زعيم حزب الدعوة الاسلامية الذي اعدمه صدام حسين مع شقيقته بنت الهدى عام 1980 لمعارضته نظامه . واوضح الرئيس ان هذا التكريم يأتي تقديراً للشهيد الذي اسس الحزب اواخر الخمسينات والذي ينتمي اليه رئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري ورئيس الوزراء الحالي نوري المالكي و"لما اسداه من خدمات جلية للوطن بتصديه للدكتاتورية ومقارعته نظام الجور وكفاحه من اجل إزالة الحيف وإحقاق العدل.

طالباني يدعم قضاة ومدعي عام محكمة صدام
اكد الرئيس طالباني دعمه لإجراءات المحكمة الجنائية العليا مؤكداً وقوفه إلى جانب القضاة والمدعيين العامين .
وشدد على انه لن يسمح بأي تدخل من شانه الإخلال باستقلال القضاة داعيا القضاة والمدعين العامين الى ضرورة السير قدماً في انجاز القضايا التي تنظرها المحكمة. جاء ذلك خلال استقبال طالباني لوفد من القضاة والمدعين العامين في المحكمة الجنائية العليا ياليوم الخميس بمقر إقامته .
من جهته اطلع وفد المحكمة رئيس الجمهورية على سير المحاكمات بشان المتهمين وجرى التركيز على ضرورة استقلال القضاء و احترام حقوق الإنسان والتأكيد على ضمانات المتهمين من اجل محاكمات عادلة تعكس الوجه الحضاري للبلد و العزم على بناء دولة القانون.
وشدد الناطق باسم المحكمة، رئيس قضاة التحقيق القاضي رائد جوحي على ضرورة منع التدخلات التي من شانها أن تؤثر في استقلال القضاء والإخلال بسير المحاكمات الجارية بحق المتهمين من اركان نظام الرئيس السابق صدام حسين .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف