صحافي مقرب من إيران وراء إغلاق مكاتب العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إغلاق مكاتب العربية يُغضب طالباني والدباغ:
تحميل صحافي مقرب من إيران المسؤولية
ايلاف تكشف تفاصيل قرار بغداد
اغلاق مكاتب محطة العربية في العراق
أسامة مهدي من لندن: على خلفية اتخاذ الحكومة العراقية قرارا يقضي بإغلاق مكاتب قناة "العربية" الفضائيةفي بغداد لمدة شهر، أعلنمصدر عراقي إعلاميأن مجيد ياسين وهو المستشار الصحافي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وهو مقربمن الدوائر الايرانيةوعمل مراسلاللـ"بي بي سي"في طهران سابقا،اقنع المالكي بأن قناة العربية طائفية التوجه ضد الشيعة ومن الضروري اتخاذ عمل ضدها لإرغامها على تغيير خطها الاعلامي هذا تجاه العراق. وأكد المصدر نفسه أن قرار الحكومة العراقيةأثار غضب الرئيس العراقي جلال طالباني وشخصيات عاملة في الدائرة الإعلامية المحيطة بالمالكي. وعلمت "إيلاف" من مصدر مقرب من تلك الدائرة الإعلامية - فضل عدم ذكر اسمه - أن الرئيس العراقي غاضب جداً من قرار إغلاق فضائية العربية نظراً لعدم علمه بالقرار قبل صدوره، ولأنه يعتقد ان القناة منصفة في معالجتها للقضايا العراقية.
ويعتقد طالباني - الذي استضافته القناة في حوارات عدّة - ان مثل هذا القرار لم يكن في صالح الظروف السياسية في العراق المشرف على تحقيق المصالحة الوطنية. وأضاف أن صحافيين وخبراء يتولون مهمات إعلامية في مجلس الوزراء وفي مقدمتهم الناطق باسم الحكومة الدكتورعلي الدباغ الذي طالما قدمته القناة في مناسبات عدة للتعليق أو لتحليل الأوضاع العراقية كونه مختصاً في شؤون المرجعية الشيعية فوجئوا بإعلان قرار إغلاق مكاتب القناة من دون استشارتهم او مناقشة القرار معهم قبل صدوره.
وأشار المصدر نفسه إلى أن مجيد ياسين وهو المستشار الصحافي للمالكي، كان يعمل مراسلاً لمحطة (بي بي سي) البريطانية في طهران، ومقرب من الدوائر الايرانية قد اقنع المالكي بأن قناة العربية طائفية التوجه ضد الشيعة ومن الضروري اتخاذ عمل ضدها لإرغامها على تغيير خطها الاعلامي هذا تجاه العراق.
وأوضح المصدر ان عددا من الإعلاميين في رئاسة الوزارة اعتبروا في مجالسهم قرار إغلاق العربية خسارة للعراق بالدرجة الأولى، ولم يخفوا مخاوفهم من تحولها إلى آداة إعلامية ضد السلطات العراقية الحالية إذا ما استمرت هذه باتخاذ إجراءات ضدها وإعاقة دورها الإعلامي في بلادهم.
انتهاك لحرية الصحافة
وفي إطار ردود الفعل الصادرة حول قرار إغلاق القناة، استغرب شهاب التميمي نقيب الصحافيين العراقيين اغلاق العربية ووصف القرار بانه انتهاك لحرية الصحافة. وطالب التميمي في تصريح صحافي بأن تتوقف كل وسائل الاضطهاد ضد الصحافيين ومنها تسكير مكاتبهم وصحفهم التي يعملون بها، ومنحهم هامشا من الحرية للتعبير عن آرائهم في ظروف العراق التي تتطلب كل كلمة صادقة من مثقفيه وبينهم الصحافيين.
من جهته، قال نبيل الخطيب رئيس التحرير التنفيذي للعربية إن المحطة فوجئت بنبأ إغلاق مكتبها في بغداد. وأكد في تصريح لصحيفة الشرق الاوسط اليوم أن الحكومة العراقية لم تذكر الاسباب التي دفعت بالحكومة العراقية لاتخاذ هذا القرار. واضاف الخطيب انه فور سماع الخبر "قمنا بالاتصال بعدد من المسؤولين العراقيين في رئاسة الجمهورية على مستوى نواب الرئيس ونواب مجلس الوزراء والوزراء الذين فوجئوا بدورهم بالخبر المذكور ونفوا بدورهم علمهم بهذا الخبر".
واشار الخطيب الى ان العربية لم تتلق حتى اليوم (يوم أمس) أي تحذير او تنبيه او حتى عتب من قبل الحكومة العراقية على تغطيتها معتبرا أن قرار الاغلاق يشكل انتهاكا للقانون العراقي الذي ينص على توجيه تنبيه مكتوب لوسيلة الاعلام لأكثر من مرتين ويتم اغلاق المكتب في المرة الثالثة. ولفت الخطيب إلى أن العربية قلصت عدد موظفيها بمكتبها في بغداد مؤخرا من 70 موظفا إلى 30 فقط.
العربية تؤكد حياديتها
وكان متحدث باسم الحكومة العراقية أوضح أن القرار الصادر عن مجلس الوزراء العراقي والقاضي بإغلاق مكاتب العربية في بغداد لمدة شهر يعود لكون القناة تعتمد "تقارير تشوه الحقائق وفيها قدر من عدم الدقة وتنتهج سياسة تدعو الى اعتماد التحريض الطائفي والترويج للعنف" بحسب البيان.
ونفى المتحدث صحة الاتهامات التي وجهتها الحكومة العراقية مشيرا إلى أنها "لا تمت بصلة الى نهجها الصحافي الذي اعتمدته في تغطية الاحداث في بلاد الرافدين ويرتكز على معايير صحافية مهنية وعلى التوازن واعتماد الدقة في نقل الخبر بعيدا عن اي نوع من اثارة النعرات او تمجيد العنف" مذكرا بان القناة فقدت 11 صحافيا خلال تغطيتها الاحداث في العراق.
وكانت مكاتب "العربية" - التي تتخذ من دبي مقرا لها - اقفلت للمرة الاولى في تشرين الثاني(نوفمبر) عام 2003 بناء على قرار من مجلس الحكم الانتقالي الذي اتهمها بالتحريض على اعمال القتل بعد ان بثت تسجيلا للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي كان لا يزال طليقا يدعو فيه الى مهاجمة اعضاء المجلس.
وفي خبرها عن اقفال مكتبها في بغداد استغربت القناة التي يديرها الصحافي السعودي المخضرم عبدالرحمن الراشد اتخاذ القرار قائلة إن تغطياتها منذ افتتاح مكتبها "كانت متوازنة جدا" مشيرة إلى أن القناة "خسرت حوالى 11 شهيدا من مراسليها وأفراد كادرها العامل في العراق". مصادر قناة العربية قالت إنها حاولت الاتصال مع رئاسة الوزراء العراقية "لاستيضاح اسباب قرار غلق المكتب في بغداد .. ولكن لا جواب من أي مسؤول هناك". وبثت القناة لقطات مصورة لعملية دهم مكتبها وغلقه في العاصمة العراقية.
إلا أن البيان الذي أرسلته الحكومة العراقية الى مكتب العربية في بغداد اشار الى ان الحكومة العراقية وبعد مراجعتها للتقارير الإخبارية التي تبثها وجدها تدعو الى الطائفية وتحرض عليها وتشجع العنف في العراق . ولم يتضمن القرار اغلاق المكتب لمدة شهر فقط، لكنه اعتبر هذا الإغلاق إنذارا نهائيا للقناة وهو ما يعني الإغلاق النهائي لمكتب العربية من قبل الحكومة العراقية.في اي وقت في المستقبل خصوصا وان البيان لم يقدم اي توضيحات او إشارة للمواد الإعلامية التي قالت الحكومة في تقاريرها انها مادة إعلامية تحرض على الطائفية.
البيان الذي حمل توقيع أمين عام مجلس الوزراء العراقي فرهاد نعمت الله حسين شدد بشكل لافت على ان هذا الإغلاق يشكل الإنذار الأخير للقناة والتي سبق ان وجه لها خطاب لتصحيح مسارها من قبل الحكومة في شهر تموز(يوليو) الماضي.
ولم تقدم الحكومة اي دلائل وتوضيحات حول التقارير التي أشارت إلى أنها تدعو للعنف مما يفتح المجال أمام إصدار أحكام تعسفية في حق وسائل الإعلام وهو الأمر الذي شدد عليه و استنكره إعلاميون ومراقبون من داخل العراق وجدوا ان القرار مستغرب وذلك في أحاديث متفرقة بثتها قناة العربية وقنوات عراقية أخرى على الهواء امس في يوم صدور قرار الحكومة العراقية .
ضحايا العربية في العراق
يشار الى ان العربية تعرضت لعدة مضايقات وتحديات خلال تغطيتها للاوضاع العراقية وصلت الى الدموية حيث سبق ان فجرت جهات ارهابية مكتب القناة في تشرين الاول ( اكتوبر) عام 2004 مما اسفر عن سقوط خمسة ضحايا من موظفيها . كما سبق للقوات الأميركية ان اوقفت مراسلها ماجد حميد لأربعة أشهر إضافة إلى إيقاف مراسل القناة نفسها وائل عصام شهريين كما تعرض مراسلها جواد كاظم الى محاولة اختطاف وإطلاق نار أدت إلى إصابته بشلل دائم على أيادي إرهابيين.
وفقدت في حادثة إرهابية شهيرة مراسلتها أطوار بهجت واثنين من زملائها خلال العام الحالي كما فقدت مراسها علي الخطيب ومصور في عمليات مشابهة إضافة إلى فقد مراسل القناة وقناة الإخبارية السعودية المحلية مازن طبيزي وهو ما يظهر طبقا لمصادر قناة العربية التحديات الدموية التى واجهتها القناة خلال تغطيتها المتوازنة و المحايدة للأوضاع العراقية والتي لم تكن محل رضا لأطراف الصراع والوجهات المختلفة بما فيها القوات الأميركية والحكومة العراقية مما جعل القناة تدفع ثمنا غاليا لاقترابها أكثر من الحقيقية.
يشار إلى ان قناة العربية تسجل أعلى معدلات مشاهدة في العراق بين المحطات الإخبارية وهو ما جعل تيارات وطنية وتنظيمات مدنية وقوى أمنية حكومية تختارها لبث مواد إعلانية مدفوعة موجهة للشعب العراقي لإيصال عدة رسائل إلى المواطنين العراقيين لمواجهة الأعمال الإرهابية ومراقبة الأمن.
وكانت القناة تستضيف قبيل صدور قرار اغلاق مكتبها في بغداد بأربع وعشرين ساعة نائب رئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح .. كما انها دأبت على تخصيص فقرات واسعة من نشراتها وتقاريرها الإخبارية وتحليلاتها والسياسية والإستراتيجية للشأن العراقي .. اضافة الى برنامج سياسي لمتابعة الشأن العراقي من خلال إجراء مقابلات ميدانية ومع خبراء عراقيين وعرب وأجانب .. كما تقدم برنامجا اقتصاديا متخصصا بأسواق العراق.