أخبار

إيران النووية إلى أحد خيارين.. حصار أو احتضان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نصر المجالي من لندن: اعلنت متحدثة باسم الاتحاد الاوروبي مساء اليوم أن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا وكبير المفاوضين الايرانيين في ملف ايران النووي علي لاريجاني سيستأنفان محادثاتهما "الايجابية" الاحد في فيينا. وقالت كريستينا غالاش المتحدثة باسم سولانا في تصريح صحافي ان المحادثات التي جرت بعد ظهر اليوم كانت "ايجابية وبناءة".من جهته قال لاريجاني "اجريت لقاء مطولا مع سولانا (...) بحثنا سلسلة من المسائل الواردة بشكل او بآخر في العرض الذي قدمه الاوروبيون وفي الرد الذي قدمته ايران".واضاف لاريجاني "اجرينا محادثات مرضية وبناءة وحققنا تقدما في بعض المجالات وسنواصل غدا".

و بدات الليلة مشاورات الماراثون الأخير في معركة لي الذراع بين إيران والغرب حول الملف النووي، حيث تجد طهران أنها أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما إما مواجهة العقوبات والحصار الدولي أو العودة الى حضن العالم بإعلان التراجع عن مساعيها لإنجاز برنامج نووي يحتمل أن يقود إلى بناء قنبلة ذرية تهدد الأمن الإقليمي والعالمي،، ووصل الليلة الى العاصمة النمسوية فيينا كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني للقاء الفرصة الاخيرة بشأن الازمة النووية الايرانية مع الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا. ويأتي اللقاء في وقت تسعى واشنطن لصياغة مشروع قرار ينص على فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل, اعتبارا من الاسبوع المقبل, اذ تعتبر الولايات المتحدة ان طهران تسعى من خلال برنامجها لامتلاك السلاح النووي.

وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى مبعوث إلى فيينا قال إن عددا متزايدا من دول العالم بدأ يتفق مع الولايات المتحدة على أن نشاطات إيران النووية لا تتفق مع نواياها السلمية التي تعلن عنها. فقد صرح السفير غريغوري شولتي لجمع من الصحافيين بفيينا بأن سعي إيران الدؤوب لتخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم غير ضروريان لتطوير الطاقة النووية المدنية بل إنهما "الوسيلتان الأساسيتان لإنتاج مواد لتصنيع سلاح نووي."

وقد وجدت مبادرات سابقة إلى الحكومة الإيرانية من قبل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ومحمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية آذانا صمّاء، كما جاء في كلام شولتي الذي يمثل الولايات المتحدة لدى المنظمات الدولية بفيينا، النمسا.

وأشار شولتي إلى أن تقرير مدير الوكالة محمد البرادعي بتاريخ 31 أغسطس الماضي حول برنامج إيران يعكس تعويق إيران المتكرر حيال مساعي الوكالة الدولية للوصول إلى المعلومات المطلوبة، وحتى بعد محاولاته طوال 3 سنوات، لا يزال مدير الوكالة غير قادر على تقديم ما يشهد بصحة الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي. ويشار إلى أن شولتي هو ممثل الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وجاء في تصريح شولتي في نادي كونكورديا للصحافة قبل يومين أن "إيران فشلت في تبديد مخاوف الولايات المتحدة حيال ما تقوم به من عمل في مجال أجهزة الطرد المركزية المتقدمة."

يذكر أن القادة الإيرانيون تجاهلوا مطالب الأمم المتحدة، وأبدوا عدم اكتراث بالتزاماتهم الدولية، وظلوا يتحدون مشاعر القلق الدولية، حسب قول شولتي الذي استطرد: "هناك مزيد من الحكومات التي توصلت إلى الاستنتاج نفسه الذي توصلت إليه وهو أن برنامج إيران النووي، بسجله الطويل في التكتّم والانتهاكات، وعلاقاته بشبكة عبد القدير خان، وصلاته بالمؤسسة العسكرية الإيرانية، هو في الحقيقة غطاء لتطوير أسلحة نووية."

حل دبلوماسي وعقوبات

وقال شولتي إن الهدف الأميركي لا يزال صوغ حل دبلوماسي يتخلى القادة الإيرانيون بموجبه عن سعيهم للحصول على أسلحة نووية والوفاء بكامل التزاماتهم الدولية." وأشار إلى أنه لهذا السبب يعمل مسؤولون أميركيون مع نظراء لهم في أوروبا وروسيا والصين وغيرها من البلدان لعرض خيار جلّي على طهران.

وأوضح ان الخيار البناء والأيجابي الذي سينفع الشعب الإيراني بدرجة أكبر سيكون "تعاون حكومة إيران مع المجتمع الدولي واتخاذها خطوات موثوق منها تضمن أن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط." وقال شولتي إن هذه العملية يتعين أن تبدأ بوفاء إيران بمطالب مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية "بتعليق جميع النشاطات المتصلة بتخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم." وبدون حدوث ذلك، كما أفاد شولتي، فإن العقوبات الدولية ينبغي أن تفرض على إيران. "بصورة تدريجية".

ولفت شولتي الأنظار كذلك إلى أن العقوبات جزء لا يتجزّأ من المساعي الدبلوماسية الدولية وينبغي أن تستهدف "برامج الأسلحة الإيرانية ومن يوجهها ويدعمها." وزاد بالقول إن مثل تلك العقوبات "ستساعد قادة إيران على فهم أن الالتزامات الدولية يجب أن تؤخذ مأخذ الجدّ." كما أن على قادة إيران "أن يفهموا أن لخياراتهم عواقب وأن أفضل خيار أمامهم يبقى مسار التعاون والتفاوض."

واستطرد قائلا أن إيران ينبغي أن تعي أن الخيار السلبي من جانبها "يمكن أن يطلق شرارة سباق تسلّح نووي في إحدى أكثر مناطق العالم تفجرا" ويمكن أن يقضي على معاهدة منع الانتشار النووي التي تعتبر "حجر الأساس للسلام والأمن الدوليين، وهي المعاهدة التي وقعتها حكومة طهران."

تلويح اسرائيلي

وفي الوقت الذي أصبحت فيه مسألة مدى اقتراب إيران من صنع سلاح نووي هي موضوع جدال. فقد أوحت مصادر إسرائيلية أن إيران قد تكون على بعد عامين من هذه المرحلة إلا أن مصادر استخبارات أميركية تعتقد أن هذه المرحلة ستأتي في وقت أبعد في المستقبل.

وقد أبلغ جون نيغروبونتي، مدير هيئات الاستخبارات الوطنية، شبكة الإذاعة العامة بالولايات المتحدة في 1أول سبتمبر أنه من المرجح أن تتوصل إيران للقدرة على تصنيع سلاح نووي في غضون 5 إلى 10 سنوات إذا واصلت السعي على طريق طموحاتها النووية. وتقدر هيئات الاستخبارات الاميركية أن إيران ستنتهي من تطوير ما يلزمها " في وقت ما عند بداية العقد المقبل" أو ربما "في منتصفه".

وأشار إلى أن الإيرانيين دأبوا على اللجوء إلى النفي والخداع بشأن نواياهم النووية وهذا ما صعبّ على المحللين في أجهزة الاستخبارات أن "يعرفوا ما إذا كان هناك برنامج عسكري سرّي وإلى أي مدى حقق ذلك البرنامج تقدما."

الفرصة الأخيرة

وإلى ذلك، فإنه مع وصول كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني الى فيينا للقاء الفرصة الاخيرة بشأن الازمة النووية الايرانية مع الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا. فإن مصادر أوروبية قالت أن اللقاء ياتي في وقت تسعى واشنطن لصياغة مشروع قرار ينص على فرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل, اعتبارا من الاسبوع المقبل، اذ تعتبر الولايات المتحدة ان طهران تسعى من خلال برنامجها لامتلاك السلاح النووي.

وسيسمح ذلك لوزراء خارجية الدول الكبرى الست التي تحاول الحصول على ضمانات بان ايران لن تمتلك السلاح النووي (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا والمانيا), بان يستكملوا "قرارا ينص على عقوبات" عندما يلتقون في نيوريورك في الجمعية العامة الاسبوع المقبل, على ما قال مساعد وزير الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز الجمعة في برلين.

بيد ان بيرنز قال في مناسبة اعلامية في برلين ان الدول الست "لم تتوصل الى اتفاق بعد" حول الاجراءات العقابية عندما التقت في العاصمة الالمانية الخميس الماضي. وتسعى الدول الست لاقناع ايران بالموافقة على مجموعة من المحفزات الاقتصادية في مقابل التعهد بتعليق تخصيب اليورانيوم الذي يسمح بانتاج الوقود النووي, وهو مادة اساسية للحصول على القنبلة النووية.

وتقول طهران ان من حقها امتلاك ما تؤكد انه برنامج نووي سلمي بالكامل بهدف انتاج الكهرباء. وقد تحدت طلب الدول الست الكبرى تعليق التخصيب, اضافة الى قرار صادر عن مجلس الامن يطلب منها تعليق التخصيب قبل 31 اغسطس الماضي، تضمن تهديدا بفرض عقوبات في حال عدم تقيدها به.

ولا تبدي روسيا والصين, وهما شريكان تجاريان رئيسيان لايران, الكثير من الحماس لاحتمال فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية اذ تعربان عن الخشية من تصعيد في المواجهة, وربما حرب.

وقال سولانا الجمعة في كوبنهاغن ان اي عقوبات لن تفرض على ايران "طالما استمرت اللقاءات مع لاريجاني". وتريد الولايات المتحدة الحصول على توضيحات لهذه التعليقات التي بدت متعارضة
مع ما قاله بيرنز, على ما ذكرت وزارة الخارجية الاميركية الجمعة.

وقال سولانا انه سيتضح السبت ما اذا سيكون بالامكان البدء بالمفاوضات بين طهران والدول الست الكبرى. وقال انه "متفائل بيد انه ليس ساذجا" في ما يتعلق بنتائج محادثاته مع لاريجاني.واضاف "سيمكننا اجتماع السبت من مناقشة ما اذا كان بامكاننا تحضير الارضية" الصالحة لاجراء مفاوضات مستقبلية. واوضح "انا متأكد من ان المباحثات والمفاوضات ستكون صعبة, والا لكانت وجدت طريقها الى الحل قبل اشهر". وتابع "بيد اننا يجب ان نقدم على بذل هذا المجهود اذا كنا نبغي النجاح".

لقاء معقد

واشار دبلوماسي في فيينا ان جمع الاثنين معا معقد لانهما "يريدان ان يكونا متأكدين من التوصل الى نتيجة مرضية قبل عقد الاجتماع". واضاف "هناك برنامج واضح لهذا اللقاء", لاسيما لجهة تسهيل عودة المفاوضات. واشار دبلوماسي اخر ان الدول الست الكبرى تراقب اللقاء المعتزم عقده بين لاريجاني وسولانا لمعرفة ما اذا كان هناك امل بالتقدم الى الامام صوب مفاوضات بدل عقوبات.

وكشف بيرنز ان مسؤولي الدول الست سيجرون مباحثات في اتصالات هاتفية الاثنين. وقال "تعتبر الولايات المتحدة انه بعد القيام بهذه المباحثات الاثنين واستكمالها ربما بالمزيد منها في مطلع الاسبوع المقبل يجب ان ننقل الموضوع الى مجلس الامن لنصيغ مشروع قرار". واوضح ان الدول الست تبقى ملتزمة تعهدها في حزيران/يونيو لتقديم حوافز لايران, ولفرض عقوبات ان لم تعلق الجمهورية الاسلامية نشاطات تخصيب اليورانيوم.

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بيرنز إن الدول الست التي تتولى جهود إقناع إيران بالتخلي عن نشاطاتها النووية، وهي الأعضاء الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، قد تناقش هذه المسألة هذا الأسبوع. وأضاف أن الولايات المتحدة ترغب بعد ذلك بأن تعرض المسألة أمام مجلس الأمن حيث يُمكن بلورة مشروع قرار يفرض عقوبات على إيران.

وتعتقد الولايات المتحدة أن إيران قد تستخدم برنامجها النووي لتطوير أسلحة نووية بينما تصرّ طهران على أن البرنامج يهدف لإنتاج الطاقة السلمية وتنفي أن تكون لها أي طموحات في مجال الأسلحة النووية.

يشار في الأخير، إلى أن الصين كانت حثت على ضرورة حل هذه الأزمة عبر الحوار والمفاوضات. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية إن موقف بكين لم يتغير "فهي تدعو لحل الأزمة مع إيران عبر الحوار." اما روسيا فقد أعلنت أن أي عقوبات اقتصادية تفرض على إيران بسبب عدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن حول ملفها النووي يجب ألا تتضمن إمكانية استخدام القوة ضدها. وقد ناشد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إيران بذل كل ما بوسعها لإقناع المجتمع الدولي بأن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وافقوا السبت الماضي على إعطاء طهران مهلة إضافية "محدودة" من اجل أن توضح سبب استمرارها في عمليات تخصيب اليورانيوم الحساسة بعد انقضاء المهلة المحددة لها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف