11 سبتمبر: إدارة كلنتون متهمة بالإهمال

واشنطن: أثار فيلم تلفزيوني يتهم ادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون بالإهمال حيال الخطر الذي يمثله اسامة بن لادن، جدلا كبيرا ولا سيما ان موعد بثه تزامن مع احياء الذكرى الخامسة لاعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر.والفيلم التلفزيوني الذي يحمل اسم "الطريق نحو 11 ايلول/سبتمبر" (ذي باث تو ناين ايليفن) يتهم وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت ومسؤولين اخرين كبارا في ادارة كلينتون بعدم اخذ كل الاجراءات اللازمة لاعتقال زعيم تنظيم القاعدة وتركه يخطط لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

وحتى قبل بث الفيلم مساء الاحد والاثنين، ندد به مقربون من الرئيس الديمقراطي السابق ومؤرخون ورجال سياسة وطالبوا اما بتصحيحه او بان تعدل شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية عن بثه.وبحسب مصادر مقربة من كلينتون، فان هذا الفيلم التلفزيوني يتضمن "مشاهد مبتدعة" لا تنقل التاريخ بصورة صحيحة.

ولم تصدر شبكة "ايه بي سي" التي تنتمي الى مجموعة "والت ديزني" ردا رغم ان مدير عام المجموعة روبرت ايغر تلقى عدة رسائل تطالبه بإلغاء عرض الفيلم.واعتبرت شبكة "ايه بي سي" الفيلم على انه "اقتباس وليس وثائقيا" مستوحى من عدة مصادر بينها لجنة التحقيق حول اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ومقابلات ومعلومات سبق ان نشرت.

وكما يحصل عادة في كل الافلام التلفزيونية فإن هذا الفيلم يتضمن مشاهد خيالية.

وفي رسالة نشرت على موقع انترنت اميركي شجب بروس ليندسي ودوغلاس باند وهما على التوالي الرئيس التنفيذي لمؤسسة كلينتون ومحامي الرئيس السابق، الفيلم باعتبار انه "مغلوط تماما" ويعطي على حد رأيهما المشاهدين انطباعا خاطئا عن الاحداث.وكتبا لروبرت ايغر ان "الفيلم يمس بالذكرى الخامسة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، وهي لحظة مؤلمة لكل الاميركيين. نأمل في ان تتخذ قرارا مسؤولا عبر عدم بث هذا الفيلم".

وقبل شهرين من انتخابات برلمانية محتدمة تتركز على موضوع الامن الى حد كبير، ادى هذا الجدل الى تعبئة صفوف المعارضة الديمقراطية. واكد رئيس الحزب الديمقراطي هاورد دين ان شبكة "+ايه بي سي+ يجب الا تبث فيلما يحرف التاريخ".كما شجب تسعة مؤرخين نافذين هذا الفيلم التلفزيوني في رسالة وجهت الى شبكة "ايه بي سي". وكتبوا في الرسالة التي نشرت ايضا على الانترنت ان "بث هذه الاكاذيب المرتبطة بالحدث التاريخي الاكثر الما في زمننا، سيكون امرا سيئا جيدا يقدم للشعب".

وبين المشاهد المثيرة للجدل في الفيلم، لقطات تظهر صامويل بيرغر مستشار الامن القومي للرئيس كلينتون يرفض السماح لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" بمحاولة قتل بن لادن.

وقد نفى صامويل بيرغر في عدة وسائل اعلام في نهاية الاسبوع صحة هذا المشهد قائلا ان اجهزة الاستخبارات كانت بالواقع مرتابة ازاء فرص نجاحها في هذا الامر.

ويلمح الفيلم ايضا، مع استخدام صور واقعية، الى ان كلينتون كان منشغلا جدا في تلك الفترة بفضيحة علاقته الحميمة مع المتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي اكثر مما كان يركز على شؤون مكافحة الارهاب.