أخبار

انقسامات داخل المجلس الأعلى ليهود ألمانيا بسبب حرب لبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رئيسة المجلس الأعلى ليهود
ألمانيا شارلوته كنوبلاوخ وإلى
اليسار نائبها سالومون كورن

اعتدال سلامة من برلين، وكالات: ولدت حرب لبنان نوعاً من الانقسام في صفوف المجلس الأعلى ليهود ألمانيا، مما أدى إلى استقالة احد أعضاءه والى قيام ابنة الرئيس الأسبق ايفيلين غالينسكي بطرح الكثير من التساؤلات عن دور المجلس في تبرير السياسات الاسرائيلية.

لم تأت الحرب الأخيرة في لبنان لتزيد من تأزم في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل ان تداعيات هذه الحرب تجاوزت المنطقة لتصل كذلك إلى المجلس الأعلى ليهود ألمانيا. فقد شهدت الأسابيع الأخيرة نقاشاً حاداً بين أعضاءه حول الموقف من إسرائيل وسياساتها في المنطقة. إذ طرح العديد منهم تساؤلات فيما إذا كان المجلس لا يمثل سوى بوق دعاية لسياسات الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الصراع في الشرق الأوسط.

ولدت حرب لبنان نوعاً من الانقسام في صفوف المجلس الأعلى ليهود ألمانيا، مما أدى إلى استقالة احد أعضاءه والى قيام ابنة الرئيس الأسبق ايفيلين غالينسكي بطرح الكثير من التساؤلات عن دور المجلس في تبرير السياسات الاسرائيلية.لم تأت الحرب الأخيرة في لبنان لتزيد من تأزم في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل ان تداعيات هذه الحرب تجاوزت المنطقة لتصل كذلك إلى المجلس الأعلى ليهود ألمانيا. فقد شهدت الأسابيع الأخيرة نقاشاً حاداً بين أعضاءه حول الموقف من إسرائيل وسياساتها في المنطقة. إذ طرح العديد منهم تساؤلات فيما إذا كان المجلس لا يمثل سوى بوق دعاية لسياسات الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الصراع في الشرق الأوسط.

كما امتدت هذه التساؤلات لتشمل علاقة يهود ألمانيا ببلدهم من جانب وبإسرائيل من جانب آخر، فهل من مهمة المجلس ان يسكت أصوات الرأي العام الألماني التي تتفوه ببعض من النقد لسياسات الإسرائيلية؟ لقد تصاعدت مؤخراً وتيرة هذه الانتقادات للمجلس، ولكن هذه المرة من داخله. وعلى خلفية ذلك استقال احد أعضاء المجلس الرئاسي فيه بعد ان انتقد دعم المجلس الأعلى ليهود ألمانيا غير المتحفظ لتعاطي الحكومة الإسرائيلية خلال الأزمة اللبنانية الأخيرة. ولكنه لم يقف وحيداً في موقفه الناقد هذا فسرعان ما انضمت ايفيلين هشت-غالينسكي، ابنة الرئيس الأسبق لهذا المجلس، التي اتهمت غالينسكي المجلس بالانحياز من جانب. كما انها انتقدت من جانب اخر "قلة الجرأة" في الرأي العام الألماني.

"وضع لا يحتمل"

بهذه العبارة تصف غالينسكي مواقف المجلس الأعلى ليهود ألمانيا بمثابة "وضع لا يحتمل".وهذا ما تلاحظه على أصدقائها من غير اليهود، الذين لا يستطيعون مثلها توجيه النقد للدولة البرية رغم أنهم لا يعادون السامية. تعلق غالينسكي على السبب الذي دعاها إلى توجيه انتقادها بالقول: "لم أتربى على السكوت أمام الأخطاء الكبيرة". فمن المخجل ان يتم استخدام ضحايا الهولوكوست "المحرقة" في تبرير سياسية إسرائيل. كما ان انها ترى ان ما قام به الجيش الإسرائيلي هناك لا يخرج عن مفهوم خرق حقوق الإنسان وجرائم الحرب، ولذلك فهي تجد نفسها عاجزة عن التضامن مع مثل هذه التصرفات أو تبريرها. الجدير بالذكر ان هذه التوترات فيما يخص العلاقة بإسرائيل ليست جديدة على المجلس الأعلى ليهود في ألمانيا. وتعود هذه التوترات داخل المجلس إلى فترة رئاسة والدها هاينتس غالينسكي، التي استمرت حتى وفاته عام 1992. كما ان فترة رئاسة والدها شهدت بعض التوترات الأخرى بين المجلس من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى.

نقد مشروع

هاينتس غالينسكي، الرئيس الاسبق
للمجلس الاعلى ليهود ألمانيا

فتح هاينتس غالينسكي، الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى ليهود ألمانيا، الباب أمام النقد الموضوعي الموجه إلى إسرائيل، لدرجة ان علاقته بالأخيرة شابتها بعض المشاكل. فقد أُنتقد بعد عزمه على توسيع التواجد اليهودي في ألمانيا مجدداً. كما انه أصبح عرضة للنقد مرة أخرى بعد ان عقد اتفاقية مع المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول تتعلق باستقدام اليهود الذين هاجروا من الجمهوريات السوفيتية السابقة إلى ألمانيا عقب انهيار الجدار الفاصل بين شطري برلين عام 1989، لا سيما وان إسرائيل عارضت إسرائيل هذه الاتفاقية بشدة.

غريبة عن إسرائيل

ترى ايفيلين غالينسكي ان الفرق كبير بين ان تكون "ألمانية يهودية" أو "إسرائيلية". فمن غير المحتمل ان تكون "ألمانية يهودية" وتدعم سياسات إسرائيل على علاتها. وتضيف bdquo;أنا لست بإسرائيلية"، كما انها تشعر بان إسرائيل بلد غريب عنها. لهذا بات كان من الصعب عليها فهم موقف خليفة والدها ايغانتس بوبيس، الذي رفض دائماً اعتباره إسرائيليا، ولكنه أوصى في النهاية بدفنه في إسرائيل بعد وفاته. بالإضافة إلى ذلك فأن ايفيلين غالينسكي تنتقد غالبية المجتمع الألماني بعدم معارضة محاولات الإكراه من قبل المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا والإفراط في "الدقة السياسية".

وتسوق غالينسكي مثالاً على التأثير الذي يمارسه المجلس على وسائل الاعلام الألمانية المسموعة والمقروءة. فعندما تُقدم على انتقاد سياسة المجلس وعلاقته تجاه إسرائيل، يظهر نائب رئيس المجلس الأعلى ليهود ألمانيا سالومون كورن وبعده الحبر فالتر هومولكا للرد على كلامها باعتباره لا يمثل سوى رأياً منفرداً فحسب. وفي هذا السياق باتت السياسة الإسرائيلية مشكلة بين يهود أوروبا وأمريكا، فأعداد الذين لا يرغبون بالتضامن مع هذه السياسة في تصاعد مستمر. الجدير بالذكر ان ايفيلين غالينسكي انضمت إلى اتحاد يهودي يعمل في عموم أوروبا من اجل السلام في منطقة الشرق الأوسط ومن اجل المزيد من العدالة في التعامل مع ضحايا الصراع العربي- الإسرائيلي من الفلسطينيين.

الرد بقسوة


اسرائيل انتقدت الاتفاقية المتعلقة بهجرة اليهود الروس الى ألمانياولكن المجلس الأعلى لليهود لا يقف في العادة صامتاً إزاء هذه الانتقادات، بل انه يرد كل مرة بقوة من خلال اعتبار مثل هذه الآراء نابعة من معاداة السامية. كما حصل مؤخراً عندما تعرضت وزيرة التعاون الألمانية هايديماري فيتشوريك-تسويل (يسار الحزب الاشتراكي الديموقراطي) لانتقادات حادة من قبل المجلس الأعلى لليهود في المانيا بعد مطالبتها بتحقيق دولي حول القنابل الانشطارية التي استخدمتها إسرائيل في جنوب لبنان. فبعد ان طلبت الوزيرة ان تحقق الأمم المتحدة في الاتهامات الصادرة عن منظمة هيومن رايتس ووتش بان الجيش الإسرائيلي ألقى في جنوب لبنان قنابل من هذا النوع تحتوي على مئات الذخائر الخطيرة على المدنيين، رد سالومون كورن بالقول ان مثل "هذه المطالبات بتحقيق دولي تظهر مرة جديدة ان الوزيرة ترد بشكل تلقائي معاد لإسرائيل". الأمر الذي تطلب تدخل الحكومة الألمانية في الدفاع عن الوزيرة، إذ أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية اولريش فيلهلم ان الوزيرة ليست معادية لإسرائيل وأنها تعي مثل سائر أعضاء الحكومة مسؤولية ألمانيا تجاه الدولة العبرية بسبب ماضيها النازي.

اتهامات خطيرة ضد شرودر

وجه محامو لجنة الاتحاد الاوروبي لتقصي ممارسات المخابرات السرية الاميريكية اتهامات خطيرة ضد الحكومة الالمانية السابق وكانت مشكلة من الحزبين الاشتراكي والخضر وسلطات الامن الالمانية بعدم الاكتراث بمواطنيها الذين خطفتهم المخابرات السرية الاميريكية ووضعت قسما منهم لفترة في سجون سرية انشأت خارج الولايات المتحدة. فحسب الورقة الذي نشرت عنهم اليوم لم تقم حكومة شرودر باي جهد لمساندة المخطوفين، لذا طالب الاشتراكي الالماني فولفغانغ كرايسل دورفلر احد اعضاء اللجنة كشف الحكومة الحالية عن كل الاوراق المتعلقة بهذا القضية.

وقال في تصريح له يحزنني كعضو في الحزب الاشتراكي ان تقوم الحكومة السابق بهذه التصرفات، ويأمل من الحكومة الحالية ان تكشف عن ا بعاد هذه المواقف وان تكون بدورها صريحة في سياستها . وذكر بان على برلين اتخاذ موقف من الحكومة السابقة ورفعه الى لجنة التقصي عند عرضها كامل تقريرها عن هذه القضية مطلع العام القادم ويتزامن ذلك مع تسلم المانيا رئاسة الاتحاد الاوروبي.

والامر يتعلق ايضا بالتعاون السري السوري والالماني، اذ اكدت محامية المواطن محمد زمار السوري الاصل الالماني الجنسية على وجود تعاون بين دائرة المخابرات السرية السورية والسلطات الالمانية، حيث حضر عدد من عناصر من مكتب الادعاء العام جلسات استجواب زمار في سجن سوري المتهم بالتعامل مع تنظيمات ارهابية.

يضاف الى ذلك قضية التركي الاصل والمولود في المانيا مراد كورناس الذي افرج عنه نهاية الشهرالماضي بعد سجن في معتقل غوانتانامو دام قرابة خمس سنوات. حيث عرضت السلطات الاميريكية على الحكومة السابق عام 2002 تسلمه لانها لم تجد ما يثبت التهم التي وجهت اليه وهي التعاون مع تنظيم القاعدة، الا ان ردها كان يومها" لا نريده". وظل معتقلا الى ان تدخلت المستشارة ماركل فعاد الى عائلته.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف