أخبار

تصريحات البابا تثير الغضب في العالم الإسلامي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الفاتيكان: البابا حريص على تنمية الاحترام حيال الديانات

تصريحات البابا تثير الغضب في العالم الاسلامي

الناطق باسم الفاتيكان: البابا يحترم الاسلام عواصم: اثارت تصريحات البابا بنديكتوس السادس خلال زيارته لالمانيا الثلاثاء حول الاسلام ردود فعل غاضبة اليوم في العالم الاسلامي اضطرت الفاتيكان الى اصدار توضيح.وفور عودته من بافاريا الى حيث رافق البابا في زيارة استغرقت ستة ايام لالمانيا، قال الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي في تصريح رسمي انه "لم يكن بالطبع في نية الحبر الاعظم، القيام بدراسة معمقة للجهاد والفكر الاسلامي في هذا المجال ولا اهانة مشاعر المؤمنين المسلمين".من جهته، علق لومباردي مدير قاعة الاعلام في الفاتيكان أنه "من المناسب الاشارة الى ان ما يحرص عليه البابا هو رفض واضح وجازم لاستخدام الدافع الديني مبررا للعنف".

واكد ان البابا حريص على تنمية "مشاعر الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الاخرى وبطبيعة الحال الاسلام". ويسعى الفاتيكان بذلك الى تهدئة خواطر العديد من الشخصيات المسلمة التي اعتبرت تصريحات البابا مسيئة للاسلام وطالبته بالاعتذار عنها.

وخلال خطاب ألقاه امام اكاديميين الثلاثاء في جامعة رجنسبرغ، تحدث بنديكتوس السادس عشر المتخصص في علم اللاهوت، عن الخلاف التاريخي والفلسفي بين الاسلام والمسيحية في العلاقة التي يقيمها كل منهما بين الايمان والعقل.

و حث البابا بنديكتوس السادس عشر "في محاضرته التي القاها امام طلاب علوم دينية في جامعة ريغينسبورغ في الاسلام واديان اخرى على اجراء حوار العقلانية" وأدان في ذات الوقت "استخدام العنف كوسيلة لنشر الايمان".ورأى البابا ان "التصرف بدون عقلانية يتناقض ويتضارب مع كينونة الرب" منبها في الوقت نفسه الى ان "العقلانية ترفض تحويل دين شخص الى دين اخر بالقوة مثل الجهاد المقدس".كما انتقد ايضا الحضارة الغربية قائلا "ان المجتمعات الغربية غالت بنزعتها العقلانية ووقفت صماء امام الامور الربانية ودحرت الدين الى هامش المجتمع" مبينا ان "مثل هذه المجتمعات لا تقدر على اجراء حوار الثقافات".

واكثر ما اثار الغضب في خطابه اقتباسه حوارا دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي" حول دور نبي الاسلام محمد-صلى اللهعليه و سلم. وقال فيه الامبراطور للمثقف انالنبي محمد "امر بنشر الدين بحد السيف".واعتبرت هذه الاقتباسات حكما سلبيا يصدره البابا على الاسلام.

ردود فعل العالم الاسلامي

من بين من ردوا على البابا الشيخ يوسف القرضاوي احد اشهر الدعاة في العالم العربي الذي دعا البابا الى الاعتذار للمسلمين عن "الاساءة" الى دينهم.وتساءل القرضاوي (80 عاما) رئيس اتحاد العلماء المسلمين وعضو المجلس الاوروبي للفتوى، في بيان ان كان الحبر الاعظم "يريد ان نغلق ابواب الحوار ونستعد لحرب او حروب صليبية جديدة؟".واضاف "ليست هذه المرة الاولى التي يقف البابا الحالي من الاسلام والمسلمين موقفا سلبيا يظهر فيه الاهمال اوالتوجس او ما هو اكثر".

وقال الداعية الاكثر شعبية في العالم العربي والذي يتابع ملايين المشاهدين برنامجه الاسبوعي "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة القطرية، ان "الامر بنشر دينه (محمد) بحد السيف قول مبني على الجهل المحض او الكذب المحض واكذوبة كبرى".

وفي جدة، عبرت منظمة المؤتمر الاسلامي عن "اسفها" للاقتباس الذي اورده البابا وطالبته بتوضيح موقفه ازاء الاسلام. وقالت في بيان "تأمل المنظمة الا تكون هذه الحملة المفاجئة معبرة عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان ازاء الدين الاسلامي". وقالت المنظمة في بيان أصدرته الليلة أن "ما أورده البابا عن سيرة الرسول وعما اسماه بنشر الاسلام بحد السيف من المغالطات المسيئة للعقيدة الاسلامية مؤكدة أنه لم يكن هنالك ما يبرر اقحامها في نص المحاضرة لأنها خارجه عن السياق وعن الفحوى الاساسي لها باعتراف قداسته شخصيا ولانها تسيء الى سيرة النبي الذي تتهمه باتيان الشرور وكل ماهو غير انساني في تناقض كبير لما اثر عنه عليه السلام عبر العصور كونه رحمة للعالمين". وأضافت " إن نعته انتشار الاسلام في العالم بكونه تم عن طريق اراقة الدماء والعنف مما يتعارض مع طبيعة الله اتهام باطل يدل على جهل بالدين الاسلامي وتاريخه". كما قالت "لما كان الاسلام قد بجل كل الانبياء المرسلين وخص منهم بالذكر النبي عيسى عليه السلام وامه الطاهره مريم ابنة عمران واضفى عليهما طابع القداسة وجعل الايمان بنبوة المسيح ورسالته القائمة على التسامح والمغفرة والرحمة جزء من كمال الدين الاسلامي فان المنظمة تربأ بنفسها عن الخوض فيما قامت به الكنيسة من حروب صليبية وحروب دينية في اوربا وتنكيل المسلمين في محاكم التفتيش باسم رسالة المسيح السمحة". و خلصت المنظمة الى التعبير عن أملها الا تكون هذه الحملة المفاجئة معبره عن توجه جديد لسياسات الفاتيكان ازاء الدين الاسلامي خصوصا بعد عقود من الحوار جمعت رجال الفاتيكان ورجال الدين والفكر في العالم الاسلامي منذ عهد البابا الاسبق بولوس السادس كما ترجو ان يصدر عن الفاتيكان ما يعبر عن حقيقة موقفه من الاسلام وتعاليمه.

وفي الكويت، حث الامين العام لحزب الامة الكويتي حاكم المطيري البابا على تقديم "اعتذار فوري صريح للعالم الاسلامي عما صدر عنه من طعن بالنبي محمد وبالدين الاسلامي".وحذر المطيري من "خطورة مثل هذا الخطاب البابوي غير المعهود وغير المسبوق" وربط بينه وبين ما اسماه "الحروب الغربية الجديدة على العالم الاسلامي كما في العراق وافغانستان ولبنان"، معتبرا انها "حروب صليبية تغذيها احقاد تاريخية ودينية".

من جهته، رفض وكيل المراجع الشيعية في الكويت السيد محمد باقر الموسوي المهري كلام البابا معتبرا انه "مخالف للحقيقة والواقع".

وفي تركيا، وصف مدير قسم الشؤون الدينية في الحكومة علي برداك اوغلو تصريحات البابا بانها حاقدة ومسيئة ومتحيزة، معلنا معارضته للزيارة التي ينوي الحبر الاعظم القيام بها الى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي القاهرة، دعا محمد مهدي عاكف المرشد العام للاخوان المسلمين، اكبر قوة معارضة مصرية، في بيان البابا "الى الاعتذار عن هذه التصريحات التي من شأنها ان تؤجج العداوة بين اتباع الاديان السماوية وتهدد السلام العالمي"، والى "دراسة الاسلام دراسة منصفة بعيدة عن التعصب".

واعتبر العديد من مسؤولي الاحزاب المسلمة في باكستان تصريحات البابا "مؤسفة" وحتى "غير مسؤولة".وقال خورشيد احمد مسؤول معهد الدراسات السياسية التابع لحزب الجماعة الاسلامية، ان "مثل هذه التساؤلات يمكن في الاجواء السياسية الراهنة، ان تستغل من قبل الساعين الى ايذاء المسلمين والاسلام".

من جانبه، قال الامين العام للمجلس المركزي لمسلمي المانيا ايمن مزيك ان الكنيسة الكاثوليكية غير مؤهلة لانتقاد الاسلام بسبب تاريخها.

وفي المغرب، اعتبر النائب عبدالاله بن كيران احد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل، ان تصريحات البابا تشكل اهانة لمليار مسلم.واضاف بن كيران ان "ما اخشاه ان تكون تصريحات البابا سعيا للانحياز الى العقيدة الصهيونية (للرئيس الاميركي) جورج بوش".واعتبر بن كيران ان "الجهاد مفهوم اسلامي، اما الارهاب فشيء اخر"، واضاف ان "الايمان اساس الدين الاسلامي"، داعيا ملوك ورؤساء الدول الاسلامية الى اعلان موقفهم من تصريحات البابا. وقالت صحيفة "اوجوردوي" (اليوم) المغربية بدورها ان البابا اثار غضب مليار مسلم "بلا طائل".

من جانبه، طالب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، اعلى هيئة للمسلمين في فرنسا، دليل بوبكر الخميس الفاتيكان بتوضيح تصريحات البابا.

وقال المتخصص في الدراسات الاسلامية الجزائري مصطفى شريف، مؤسسة جمعية الصداقة الاسلامية المسيحية انه يفترض بالبابا ان يشرح اقواله. و اضاف شريف الموجود في باريس للمشاركة في ورشة عمل للحوار الاوروبي-المتوسطي "ينبغي شرح هذه الاقوال، واذا تم تأكيدها فهذا يعني ان هناك عدم فهم للاسلام".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف