العلماء العراقية : تصريحات البابا تشجع الارهاب ضد المسلمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : اعتبرت هيئة علماء المسلمين العراقية ان التصريحات المسيئة للاسلام لبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر تشجيع للارهاب ضد المسلمين وتوحي بانه لايملك رؤية تاريخية دقيقة عن هذا الدين الحنيف . وقالت الهيئة وهي المرجعية الدينية للسنة العراقيين في بيان صحافي اليوم حصلت على نسخة منه "ايلاف" إنها إذ تأسف لهذه التصريحات في هذا الوقت المتأزم بسبب غزو بعض دول الغرب لدول إسلامية تدعو البابا لإيضاح الغرض من هذا الخطاب بما يقطع على المغرضين إلحاق الأذى بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في العالم . واضافت ان المسيحيين في العراق لا يحملون صورة سيئة عن الدين الإسلامي الحنيف وعن نبيه الكريم كالتي أعرب عنها البابا وهم يتعايشون مع المسلمين في أخاء . واشارت الى ان على كل من له خطاب مؤثر في الناس أن يعبِّد بخطاباته طريق السلام وان ينأى بنفسه عن الطرق الأخرى المؤججة للخلاف والخصام .. وفيما يلي نص البيان :
بيان رقم (316)
المتعلق بتصريحات بابا الفاتيكان حول الإسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
وبعد:
ففي الوقت الذي يفتتح فيه الرئيس الأمريكي حربه في افغانستان والعراق، بوصفه لها : بأنها ((حرب صليبية )، ويبادر جنوده تحت هذا الشعار المعلن بقتل عشرات الآلاف من أبناء المسلمين، واجتياح مدنهم، وضربها بالأسلحة المحرمة دوليا وأخلاقيا، وارتكاب فضائح أبي غريب، ومجازر حديثة والإسحاقي، يطل علينا بابا الفاتيكان (بنديكت السادس عشر) بمقولات من شأنها أن تمنح جنود هذه الحرب شعورا بأنهم يمارسون عملا شرعيا فيما تجنيه أيديهم في حق المسلمين من آثام يندى لها جبين الإنسانية ،فمادام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ـ كما استشهد البابا بنص سابق ـ لم يأت إلا بأشياء شريرة وغير إنسانية؛ يكون ثمة مبرر ديني لجنود الحملة الصليبية التي يقودها الرئيس بوش في أن يعملوا قتلا وفتكا بشعوب تتبع هذا النبي وتؤمن بالرسالة التي جاء بها!!.
إن هذا الخطاب فيه إساءة كبيرة لمشاعر المسلمين، وفيه ـ من حيث شعر البابا أو لم يشعر ـ تحريض على الإرهاب بحقهم، من قبل مؤسسة دينية عالمية، تعلن دائما أنها محبة للسلام، وتدعم السلام، وإن شخصا في مثل مقامه الديني لا ينبغي له أن يطلق تصريحات يمكن استغلالها لسفك مزيد من دماء الأبرياء، رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا.
فضلا عن أن ما أدلى به البابا من تصريحات حول الإسلام ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، يوحي بان البابا لا يملك رؤية تاريخية دقيقة، وربما كان وراء ذلك انشغاله من قبل بعمله في السلك العسكري وخوضه حروبا طاحنة لم تتح له الفرصة الكافية ليقرأ فيها التاريخ بإمعان.
إن هيئة علماء المسلمين إذ تأسف لهذه التصريحات في هذا الوقت المتأزم بسبب غزو بعض دول الغرب لدول إسلامية، تدعو البابا لإيضاح الغرض من هذا الخطاب بما يقطع على المغرضين إلحاق الأذى بالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين في العالم.
إن المسيحيين في بلادنا، لا يحملون صورة سيئة عن الدين الإسلامي الحنيف، وعن نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كالتي أعرب عنها البابا، وهم يتعايشون مع المسلمين في أخاء، وعلى كل من له خطاب مؤثر في الناس، أن يعبِّد بخطاباته طريق السلام، وان ينأى بنفسه عن الطرق الأخرى المؤججة للخلاف والخصام.
الأمـانـة العـامـة
22/شعبان/1427هـ
15/9/2006م
وقد اثارت تصريحات البابا بنديكتوس السادس خلال زيارته لالمانيا الثلاثاء حول الاسلام ردود فعل غاضبة في العالم الاسلامي اضطرت الفاتيكان الى اصدار توضيح عاجل .
وقال الفاتيكان بعد ان هاجم بعض الزعماء المسلمين البابا انه لم يكن يقصد الاساءة الى الاسلام. واكد انه لم يكن في نية البابا بالتأكيد اجراء دراسة متعمقة للجهاد والفكر الاسلامي بشأنه ولا الاساءة لحساسية المسلمين.
واضاف بيان كبير المتحدثين باسم الفاتيكان فدريكو لومباردي "من الواضح ان نية البابا هي تشجيع موقف من الاحترام والحوار تجاه الاديان والثقافات الاخرى ومن الواضح ان ذلك يشمل الاسلام."وقال لومباردي ان قراءة متأنية لمحاضرة البابا ستظهر ان "ما يعني البابا فعلا هو رفض واضح وجذري للدوافع الدينية للعنف."
ومن جهته علق لومباردي مدير قاعة الاعلام في الفاتيكان أنه "من المناسب الاشارة الى ان ما يحرص عليه البابا هو رفض واضح وجازم لاستخدام الدافع الديني مبررا للعنف". واكد ان البابا حريص على تنمية "مشاعر الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الاخرى وبطبيعة الحال الاسلام".
ويسعى الفاتيكان بذلك الى تهدئة خواطر العديد من الشخصيات المسلمة التي اعتبرت تصريحات البابا مسيئة للاسلام وطالبته بالاعتذار عنها.
وخلال خطاب ألقاه امام اكاديميين الثلاثاء في جامعة رجنسبرغ تحدث بنديكتوس السادس عشر المتخصص في علم اللاهوت عن الخلاف التاريخي والفلسفي بين الاسلام والمسيحية في العلاقة التي يقيمها كل منهما بين الايمان والعقل.
وحث البابا بنديكتوس السادس عشر "في محاضرته التي القاها امام طلاب علوم دينية في جامعة ريغينسبورغ في الاسلام واديان اخرى على اجراء حوار العقلانية" وأدان في ذات الوقت "استخدام العنف كوسيلة لنشر الايمان". ورأى البابا ان "التصرف بدون عقلانية يتناقض ويتضارب مع كينونة الرب" منبها في الوقت نفسه الى ان "العقلانية ترفض تحويل دين شخص الى دين اخر بالقوة مثل الجهاد المقدس". كما انتقد ايضا الحضارة الغربية قائلا "ان المجتمعات الغربية غالت بنزعتها العقلانية ووقفت صماء امام الامور الربانية ودحرت الدين الى هامش المجتمع" مبينا ان "مثل هذه المجتمعات لا تقدر على اجراء حوار الثقافات".
واكثر ما اثار الغضب في خطابه اقتباسه حوارا دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي و"مثقف فارسي" حول دور نبي الاسلام محمد -صلى الله عليه و سلم وقال فيه الامبراطور للمثقف ان النبي محمد "امر بنشر الدين بحد السيف". واعتبرت هذه الاقتباسات حكما سلبيا يصدره البابا على الاسلام.