إفتتاح قمة عدم الانحياز الرابعة عشرة بغياب كاسترو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من قصر المؤتمرات في هافانا: انتخب فيدل كاسترو اليوم رئيسا لحركة دول عدم الانحياز اثناء قمة الحركة التي تغيب عنها بسبب تماثله للشفاء من عملية جراحية. واعلن رئيس الوزراء الماليزي عبدالله بدوي انتقال رئاسة الحركة من بلاده لكوبا لثلاث سنوات، ما اثار تصفيق رؤساء الدول والحكومات ال55 المشاركين في القمة الرابعة عشرة للحركة في هافانا. وقال بدوي "انتخب فيدل كاسترو برفع الايدي رئيسا لحركة دول عدم الانحياز".
وكان وزير الخارجية الكوبي فيليبي بيريز روكي اعلن قبل ذلك ان فيدل كاسترو "لن يرئس الوفد الكوبي الى القمة" وسينوب عنه شقيقه راوول الذي فوضه مهامها بصورة موقتة عند خضوعه للعملية الجراحية. واضاف الوزير انه "حين يصبح قادرا تماما على تحمل مهامه سيتولى رئاسة" حركة عدم الانحياز.وكان قد اعلنقبل قليل عبد الله بين حجي احمد بدوي رئيس وزراء ماليزيا افتتاح اعمال مؤتمر قمة دول عدم الانحياز الرابعة عشرة ، بمشاركة الرئيس اللبناني إميل لحود، وترؤس وليد المعلم وزير الخارجية السوري وفد بلاده اثر عدم مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في اعمال القمة ، وبمشاركة رؤساء وملوك وزعماء وممثلي 118 دولة. و وقف ا لحضور دقيقة صمت تكريما لارواح قادة عدم الانحياز الراحلين منذ انعقاد مؤتمر القمة الـ 13 .وستكون الجلسة العامة لرؤساء الدول او الحكومات واولياء العهد في قصر المؤتمرا ت بعد ظهر اليوم، وسيتم بحث واعتماد جدول اعمال القمة وتقرير رئيس الاجتماع الوزاري ، وانتخاب الطاولة الادارية ، وتنظيم الاعمال ، وقبول الاعضاء الجدد حيث سينضم بلدين جديدين الى دول عدم الانحياز ليصبح عددها 118 بعد ان كانت 116، وكذلك سيتم بحث تقرير رئيس مؤتمر القمة 13 لحركة بلدان عدم الانحياز .
و بدات الاجتماعات التحضيرية للقمة منذ 11 الشهر الجاري ، وتستمر حتى 16 من أيلول ( سبتمبر ) في قصر المؤتمرات في هافانا .
مدينة هادئة
وبدت العاصمة الكوبية هافانادون ازدحام. شوارع شبه خالية إلا من شرطة المرور التي انتشرت إلى جانب عناصر "حفظ النظام" مع اتخاذ السلطات الكوبية إجراءات أمنية مشددة. وتأتي قمة هافانا، التي تغيب عنها الولايات المتحدة، كعضو مراقب كما جرت العادة، وسط قلق على صحة زعيمها التاريخي فيدل كاسترو التي تدهورت بشكل مفاجئ مؤخرا، والانتقال الهادئ للسلطة فيها الى أخيه راوول، فيما تسعى إيران وغيرها من الدول المعارضة للسياسة الأميركية إلى تشكيل جبهة موحدة.
ومن المتوقع أن يعطي المؤتمر دفعاً قوياً لاستقرار الجزيرة الكوبية، فيما تعقد الآمال على أن توفر كوبا، دفعاً قوياً لحركة عدم الانحياز المتهاوية، والتي ستسعى من خلال مؤتمرها إلى تجديد الدماء في أوصالها عبر خلق شبكة علاقات على مستوى دول الجنوب لتشكيل نموذج عولمة بديلة للعولمة الأميركية.
جولة في شوارع هافانا
ويشير مواطنون كوبيون لموفدة "إيلاف" إلى هافانا أثناء جولتها الصباحية في شوارع العاصمة إلى أن السلطات تتخذ عادة "اجراءات أمنية قبل وخلال انعقاد القمة، الأمر الذي يجعل البلد ينعم باستقرار وأمان"، فيما يعلّق سوريون هاجروا الى كوبا منذ سنوات قائلين إنه "بإمكان المواطنين والسياح التجوال في أيّ وقت من دون خوف".
ويبرز العنصر النسائي بشكل مميز في كل المجالات بما فيها قوى الأمن والشرطة، ما يعكس انخراط المرأة الكوبية في العمل جنبا إلى جنب مع الرجل.
وعلى ما يبدو، فإن امتلاك سيارة خاصة حلم يصعب على المواطن الكوبي تحقيقه، إذ معظم السيارات التي يمتلكها الكوبيون قديمة الطراز، بينما تعمل البلد بنظام لتأجير السيارات الجديدة والفاخرة لروادها السياح.
ومن تقاليد هذا الشعب الذي ينطق بالإسبانية - اللغة الرسمية في كوبا - أنه يحترم النظام، وينعكس ذلك في ابسط الأماكن كالمتاجر او مواقف الباصات، حيث يسأل الكوبي (أولتيموه؟) أي من الأخير، ليقف في الصف بعده بغض النظر عن مدّة الانتظار، فالانضباط هو الأساس.
ومن العادات أيضا أن موظفا حكوميا يتواجد بشكل مستمر على مفترقات الطرقات، ومن مهامه سؤال السيارات التابعة للحكومة عن وجهتها، فإن تطابقت الوجهة، يرسل من كان منتظرا مرور الحافلة.
ولا وجود "للمترو" في كوبا، إذ يتنقل الناس عبر وسيلة قديمة للمواصلات تدعى "الجمل"، وهناك باصات قديمة نسبيا مزدحمة باستمرار.
تعج كوبا بالمنتجعات والفنادق السياحية التي لا يسمح للكوبيين الدخول إليها، على غرار "كاي كوكو" و"فاراديرو".
عناوين المناطق سهلة الحفظ في هافانا، إذ تحمل الشوارع الأساسية ارقاما فردية ومزدوجة فيما تتألف أسماء الشوارع الفرعية من حروف وأرقام محفورة بشكل واضح على الاحجار في زوايا الشوارع التي تتميز بنظافتها.
وتعتمد كوبا - التي تمدها فنزويلا بالنفط - على السياحة كمصدر أساسي للدخل، إضافة إلى تصدير التبغ وقصب السكر الذي باتت صناعته تعاني تراجعا خلال الفترة الأخيرة ما أدى إلى استيراد البلد للسكر الأبيض.
وتبتكر كوبا أساليب مختلفة لجذب السياح إليها بالرغم من الحصار الأميركي المفروض عليها منذ اكثر من اربعة عقود، إذ تتميز بمطاعم تصنّع البيرة وتضعها في أكواب اسطوانية طويلة ثم توزعها على طاولات الزبائن ليصبوا بانفسهم الجعة في الاكواب.
ومازال الكوبيون يعتمدون في شراء حاجياتهم على البطاقات التموينية، حيث تمنح الدولة الموظف والطالب وجبات يومية من الطعام غالبا ما تتكون من الارز والفاصولياء (فريهولي).
كاسترو والمرض المفاجئ
وامام الزعيم الشيوعي البالغ من العمر 80 عاما والذي داهمه المرض في أواخر يوليو (تموز) ثلاث اطلالات اليوم الجمعة أمام الوفود أولها خلال التقاط صورة جماعية والثانية خلال افتتاح الجلسة الرئاسية الرسمية للقمة التي تستمر ستة أيام ثم بعد ذلك خلال المأدبة الرسمية.
وإذ ينص نظام حركة عدم الانحياز، على تولّي الدولة المضيفة رئاسة الحركة في فترة ما بين المؤتمرين، يحتمل بحسب خبراء في حال تعافى كاسترو، أن يتفرّغ لقيادة الحركة، حيث سيكون بإمكانه تثمير خبراته ومكانته كرمز لقوى التحرّر، بهدف الدفع من أجل تشكيل قوة ضاغطة في مواجهة المشاريع الاميركية.
وفي حال تحقق هذا الأمر فإنّ فكرة التنحي الدائم عن السلطة ستكون مستبعدة، باعتبار أنّ رئيس حركة عدم الانحياز، بحسب العرف المتبع، يجب أن يكون رئيساً للدولة، ما قد يفتح الباب امام توزيع جديد لأعمال السلطة في البلاد بهدف تخفيف العبء عن فيدل، ما يجعله قادراً على التفرّغ لمهمته الجديدة.
وكان التلفزيون الرسمي أظهر كاسترو واقفا لفترة وجيزة لتحية صديقه وحليفه الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز يوم الخميس. وقال شافيز في وقت لاحق ان كاسترو يمشي ويغني. وسيبدو أن هذا الوصف مجرد تفاؤل اذا لم يظهر كاسترو على الملا للمرة الاولى منذ سلم السلطة مؤقتا الى أخيه راؤول كاسترو في 31 يوليو تموز. ويجسد كاسترو منذ عام 1959 المعارضة للولايات المتحدة. كما هون شافيز نفسه من أهمية تواجد كاسترو وقال "اذا لم يكن بيننا بجسده اليوم أو غدا فهذا لا يهم. انه يدير هذا كله".
أجندة
ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والرئيس الباكستاني برويز مشرف محادثات في هافانا غدا السبت على أمل تخفيف التوترات بعد عام شهد تبادل الاتهامات بشأن هجمات ارهابية وقضية كشمير. والتقى الزعيمان اخر مرة قبل نحو عام في الامم المتحدة غير أن مسؤولين يقولون ان التوقعات بشأن المحادثات متواضعة بالوضع في الاعتبار الضغوط السياسية الداخلية التي يواجهها الزعيمان.
ومن المقرر أيضا حضور زعماء كبار من العراق وأفغانستان وكلاهما بات حليفا للولايات المتحدة مؤخرا.
وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحافيين في واشنطن "لدينا اصدقاء كثيرون ممثلون في هذا الاجتماع.. اندونيسيا والهند من بينهم". واضاف "انه تجمع ترجع اصوله الى عصر اخر... وأعتقد أن الامر يعود بالفعل الى المشاركين والدول الاعضاء ليروا ماذا يفعلون في هذا الاجتماع".
ويرى البعض أن القمة قد تبدو استعراضا لخصوم الولايات المتحدة ومن بينهم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وزعماء كوريا الشمالية وزيمبابوي وفنزويلا وبوليفيا والذين يجتمعون في كوبا الخاضعة لحظر اميركي منذ عام 1962. في المقابل، تحرص واشنطن على التقليل من شأن مثل تلك الروابط وتشير الى أن القمة تضم ايضا دولا مثل باكستان والهند والفلبين واندونيسيا والتي تقيم تحالفات وثيقة مع الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر(ايلول).
ولايزال البيان الختامي للمؤتمر خاضعاً للتفاوض ويتضمن انتقادات حادة لاسرائيل بسبب حربها الاخيرة ضد حزب الله في لبنان الى جانب وثيقة منفصلة تؤيد حق ايران في السعي لامتلاك طاقة نووية.
وتضم حركة عدم الانحياز حاليا 116 دولة وتتبنى جداول أعمال واسعة النطاق. وتشكلت الحركة من بلدان سعت لتأكيد الاستقلال عن واشنطن وموسكو خلال الحرب الباردة.