الاخوان المسلمون: توضيح البابا ليس اعتذارا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: اعتبر القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في مصر عبد المنعم أبو الفتوح اليوم أن توضيح وزير خارجية الفاتيكان لتصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر "لا يعتبر اعتذارا" من البابا للمسلمين. واعلن سكرتير دولة الفاتيكان الجديد تارسيسيو برتوني اليوم السبت ان البابا بنديكتوس السادس عشر "آسف للغاية لكون بعض مقاطع خطابه بدت مسيئة لمشاعر المؤمنين المسلمين".
واعتبر ابو الفتوح في تصريح انه "لم يصدر اعتذار وسكرتير دولة الفاتيكان قال ان البابا ياسف لانه اسئ فهم تصريحاته في حين انه ليس هناك اي سوء فهم وتصريحاته تضمنت اساءة واضحة وصريحة لاكثر من مليار مسلم". وتابع "لقد ارتكب البابا خطأ وعليه ان يعترف بخطأه ويعتذر".
الكنيسة القبطية ترفض تصريحات البابا
اكدت الكنيسة الارثوذكسية القبطية المصرية رفضها لتصريحات بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر ولاي مساس "برموز الاسلام". وقال الانبا مرقس المتحدث الرسمي باسم البطريركية المرقسية في تصريحات نشرتها اليوم السبت صحيفة الوفد المعارضة، ان الكنيسة "ترفض تماما تصريحات بابا الفاتيكان".
واضاف "ان الديانة المسيحية تامرنا بحب الاخر مهما كانت عقيدته وكما انني احب من يمتدح السيد المسيح ينبغي ان نحترم نبي الاسلام ومن يتبعونه ولا يجوز ان تمس مشاعر الاخرين". وتابع "اننا نرفض الاساءة لنبي الاسلام وصحابته ونرفض تماما المساس بالرموز الاسلامية".
ويشكل اتباع الكنيسة القبطية التي يتراسها البابا شنودا الثالث اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط (ما بين 4 ملايين و7 ملايين مصري وفقا للتقديرات المختلفة). ووقعت خلال السنوات الاخيرة مواجهات طائفية بين المسلمين والاقباط في مناطق عدة في مصر. وباتخاذها موقفا متميزا عن الفاتيكان، فان الكنيسة القبطية تهدئ المخاوف من انعكاسات سلبية لتصريحات بابا الفاتيكان على العلاقات بين المسلمين والاقباط في مصر.
اسلاميو الاردن يعتبرون اعتذار البابا "خطوة في الاتجاه الصحيح لكن غير كافية"
من جهة ثانية اعتبر الامين العام لجبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين في الاردن، زكي بني ارشيد اليوم السبت ان اعراب البابا بنديكتوس السادس عشر عن اسفه عن تصريحات اعتبرت "مهينة" للاسلام هو "خطوة في الاتجاه الصحيح" الا انها "غير كافية". وقال بني ارشيد ان "الاعتذار هو خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية، نحتاج الى تطمينات اخرى". وشدد على انه "لابد من رسائل تطمينية اخرى مرافقة للاعتذار".
واضاف بني ارشيد "نود تاكيد اننا نعتبر ان الاعتذار الواضح الصريح ربما يكون كافيا في حال كانت التصريحات مجرد زلة لسان، و نتمنى الا يكون ذلك التصريح تعبيرا عن الموقف الحقيقي للبابا او للكنيسة الكاثوليكية". وشدد بني ارشيد على ان "المشكلة كبيرة جدا" اذا كان الامر كذلك و"لا يمكن معالجتها باعتذار بمعنى انه لابد ان يرافق الاعتذار اعلان تصريح اخر بان الكنيسة الكاثوليكية ليست مع الاساءة الى المشاعر المقدسة والاديان الاخرى وليست مع صراع الحضارات". واكد انه "ليس هناك مصلحة لا للعالم الغربي المسيحي ولا للمسلمين ان يكون بينهم صراع مبني على العقائد والاديان والايديولوجيا".
وكان الاردن اعتبر الجمعة تصريحات البابا "مسيئة للغاية ومرفوضة" وطالب الفاتيكان "بتحديد موقفه من هذه التصريحات وبشكل فوري". ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية الاردني عبد الفتاح صلاح قوله "نعتقد ان هذه التصريحات تعتبر مسيئة للغاية ومرفوضة". وطالبت الصحف الاردنية اليوم البابا بالاعتذار عن تصريحاته "غير المسبوقة" حول الاسلام معتبرة ان ذلك هو "الاجراء الوحيد الذي يمكن ان يلغي الاسباب الجوهرية لهذا الغضب الاسلامي المشتعل".
وكان البابا قد انتقد ضمنا في محاضرة القاها الثلاثاء خلال زيارته المانيا علاقة الاسلام بالعنف و"الجهاد" خصوصا. واعلن سكرتير دولة الفاتيكان الجديد تارتشيتسيو برتوني اليوم السبت ان البابا "آسف للغاية لكون بعض مقاطع خطابه بدت مهينة لمشاعر المؤمنين المسلمين".
مجموعة مسلحة في العراق تهدد باستهداف روما والفاتيكان ردا على البابا
هدد تنظيم " جيش المجاهدين" المسلح في العراق في بيان نشر على الانترنت اليوم باستهداف روما والفاتيكان ردا على اقوال البابا بنديكتوس السادس عشر حول الاسلام والجهاد. وجاء في البيان الصادر عن الهيئة الشرعية لجيش المجاهدين "قسما برب الكون ان صليبهم في قلب روما لا نشك سيسحق، روما سيفتحها جنود محمد (...) ويشهدوا فتكا بفاتيكانهم، يبكيه باباهم ويبكي البطرق".
وكان البابا بنديكتوس السادس عشر القى كلمة الثلاثاء خلال زيارته الى المانيا تناول فيها الاسلام والجهاد ملمحا الى وجود علاقة بين الاسلام والعنف ما اثار مشاعر الاستياء في العالم الاسلامي. وتابع بيان التنظيم "لم نفاجأ بتصريحات البابا (...) فالنصرانية المتصهينة والصليبية الحاقدة لهي الخنجر المسموم (...) الموجه ضد المسلمين (...). فما عرفنا منهم الا المعاداة لنا والموالاة لاعدائنا بوقوفهم خلف اليهود في فلسطين".
ونشر التنظيم ايضا على الشبكة ستة افلام تصور عمليات عسكرية ضد اهداف عسكرية اميركية في العراق "مهداة الى كلب الصليبيين (البابا) كرد على اقواله". وجاء في بيان التنظيم ايضا "استعدوا للاسوأ" (...) فلن تهنأ لنا عين ولن يهدأ لنا بال حتى ندك عروشكم ونكسر صلبانكم في عقر داركم". ونشر هذا البيان الذي لم يتم التاكد من صحته قبل ان يعبر البابا عن "اسفه الشديد لكون بعض مقاطع خطابه بدت مهينة لمشاعر المؤمنين المسلمين".
وظهر جيش المجاهدين للمرة الاولى في شباط/فبراير 2005 في قضية خطف صحافيين اندونيسيين اطلق سراحهما في العراق بعد اسبوع. وفي كانون الثاني/يناير 2006 دعا جيش المجاهدين مناصريه الى ضرب كل هدف ظاهر في الدنمارك والنروج "للانتقام من الاهانة" التي الحقها نشر الرسوم الكاركاتورية في صحف البلدين واثارت في حينه غضب العالم الاسلامي.
مسلمو بريطانيا يعتبرون توضيح الفاتيكان خطوة اولى على الطريق الصحيح
اعتبر مجلس مسلمي بريطانيا، اكبر منظمة اسلامية في البلاد ان توضيح الفاتيكان اليوم لمعاني محاضرة البابا التي تطرق فيها الى الجهاد والاسلام واثارت غضب العالم الاسلامي "خطوة اولى" على الطريق الصحيح. وقالت المنظمة ان البابا قام "بخطوة اولى على الطريق الصحيح" من خلال "الاعتراف بالاذى الذي تسبب به"، بيد انها اشارت الى انها غير متاكدة من ان ما قام به البابا كاف "ليعتبر بمثابة اعتذار".
ونقل موقع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" على الانترنت عن المجلس قوله "كان ليكون من الافضل لو قال البابا ان وجهة نظر الامبراطور (البيزنطي) لا تتوافق مطلقا مع وجهة نظره. لا يزال هناك خوف من الا يكون تراجع نهائيا عن وجهة نظره". بيد ان رد فعل منظمة اسلامية اخرى هي الجمعية الاسلامية في بريطانيا كان اكثر ايجابية من بيان المجلس اذ رات ان البابا كان "نبيلا بعمق" من خلال الاعتراف "بخطأه"، وفق الناطق باسمها اجمل مسرور.