تعليقات بابا الفاتيكان تزعج المقيمين في الإمارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبر عدد كبير من المسيحيين المقيمين في الإمارات عن انزعاجهم من التعليقات التي أبداها بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر في ألمانيا وربط فيها الإسلام بالعنف. وذلك حسبما جاء في صحيفة خليج تايمز الإماراتية. ومن الناحية الأخرى قال المسلمون أن هذه التعليقات تدل على نقصٍ في فهم الإسلام من جانب البابا, فهم يعتقدون أن الإسلام يجب ألا يوصف بأنه "حركة خطرة", ورفضوا التعليق على هذا الأمر بأكثر من ذلك لقلة المعلومات التي وصلت بشأن نص الخطاب الكامل الذي ألقاه البابا في ريجنسبرغ في ختام جولته في ألمانيا.
أما الغربيون من المسيحيين المقيمين في الإمارات فيعتقدون أن تعليقاته ضد الإسلام أُسيء فهمها, فقد تكون التعليقات جاءت ضد العنف عموماً وليست ضد الدين.
وعبر أحد أعضاء الأبرشية في كنيسة سانت ماري في دبي عن مفاجأته إثر سماعه تعليقات البابا المزعومة. وقال: "كوني مسيحياً وأحد أتباع القديس بطرس فأنا على ثقة بأن البابا أساء إلى مشاعر المسلمين, ولن يضره الاعتذار."
وكالعديد في دبي الذين لم يعلموا بأمر تعليقات البابا التي أشعلت جذوة الغضب في العالم الإسلامي قال ر. م. أحد أعضاء الأبرشية: "لم أعلم عن الغضب الناشئ من هذه التعليقات, ولكني واثق بأن ما قيل لم يكن يحمل نوايا سيئة تجاه المسلمين. لقد أدان البابا بينديكت بشكلٍ علني النزاع الإسرائيلي اللبناني, ولذا لا أعتقد أنه صرح بتلك التعليقات ليجرح مشاعر المسلمين." وأضاف أن لو كان البابا بالفعل صرح بما صرح به ليجرح مشاعر المسلمين, حينها يجب إدانة ما فعله.
وقال عدد كبير من المسلمين من أبناء الإمارات والمغتربين أن تلك التعليقات قد ترجع إلى جهله بالإسلام. وقالوا: "ربما يكون اختلط الأمر على البابا ما بين الإسلام و(الإسلامية) التي لا تعد ديناً بل أيديولوجية سياسية."
وقال سيف الشعالي أن تعليقات كهذه لن تؤثر في إيمانه القوي بالإسلام. وقال: "التصريحات التي تربط العنف بالإسلام وانتشاره بالقوة لا يقولها إلا رجل عامي معرفته بالإسلام محدودة جداً. ولكن أن تأتي من أحد القادة الدينيين في منزلة البابا بينديكت, يدعو ذلك المسلمين إلى الاعتقاد أنها شكل من هجوم آخر يشنه الغرب على العالم المسلم."
وأضاف الشعالي: "نظراً لأننا لا نعلم في أي سياقٍ وردت فإنه يجدر بالمسلمين ألا يتعجلوا في التعبير عن غضبهم تجاه الغرب. يجدر بنا ألا نربط هذا بالجدل الذي أثارته الرسومات الدنمركية لأنني أعتقد أن الجدل الذي أثارته الرسوم الدنمركية كان نتيجة جهل رجل واحد ليست لديه أدنى معرفة بالإسلام وبنبيه محمد عليه السلام."
وأشار الشعالي الذي يؤمن بالتسامح الديني إلى أنه لا ينبغي على المسلمين معاملة الآخرين حسب أخلاقهم أو مقاييسهم, "بل معاملتهم حسب أخلاقنا نحن."
وفي السياق نفسه قالت إيمان إسماعيل عبد الله رئيسة المنتدى الوطني للمرأة والعضو في مراكز إسلامية في سويسرا وألمانيا: "يجب على أي أحد يريد التكلم عن الإسلام أن يعرف ما هو الدين وتعاليمه. الإسلام لم ينتشر بالسيف, وكان وصوله إلى شرق آسيا من طريق التجارة."
وقالت: "هناك حاجة لتعليم الغرب عن الإسلام." وأضافت أن الجمعية الإسلامية العربية الأوروبية تخطط لاستضافة مؤتمر للقادة الروحيين من جميع الأديان والبلدان العام القادم في دبي. "تهدف هذه المبادرة إلى نشر الوعي والإدراك بدين الإسلام ومبادئه."
وقال إظهار حيدر رجل الأعمال من أبو ظبي: "لم يتلفظ أي بابا بمثل ذلك على الإسلام من قبل. ينبغي على البابا بينديكت أن يدرس عن الإسلام أكثر, إذ يبدو أنه لا يعلم شيئاً عنه. ولا يحق لأحدٍ التعليق على أي دين إلا إذا كان كامل الفهم له. ونحن نطالب البابا أن يدرس الدين بتعمق أكثر وأن يدرس فلسفته قبل إصدار تعليقاته. فقد صنّف كتاب غربي عن أفضل 100 رجل في العالم النبي محمد عليه السلام في المرتبة الأولى."
وقال مستشار التطوير أشرف صديقي: "إن موقف البابا محترم حتى خارج المجتمع المسيحي لأن رجلاً في مكانته يُعتبر رجلاً متعلماً, ولكن على البابا أن يدرس الأديان الأخرى قبل أن يعلق عليها. وإلا ما سيكون الفرق بين عاميّ متطرف جاهل وشخص متعلم؟ إن تعليقاته تظهر مستوى الأشخاص الذين يتورطون في حرب الحضارات."
ترجمة: سامية المصري
الرياض
16 سبتمبر 2006