أخبار

تنوع مسيحي فلسطين يظهره الموقف من البابا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة العيسة من القدس: تظهر ردود فعل رجال الدين المسيحيين في فلسطين، على التصريحات التي أطلقها بابا الفاتيكان خلال محاضرته المثيرة عن العقل والإيمان، الاختلافات بين الطوائف المتعددة في فلسطين، التي أثرت تداعياتها عليهم بشكل لم يكن متوقعا، وتمثل ذلك باعتداءت ضد كنائس أمس واليوم.

ويعتقد أن الطوائف المسيحية العديدة الفلسطينية تكونت في خضم الصراعات السياسية بين دول إقليمية وإمبراطوريات عالمية على فلسطين خلال قرون طويلة.

واتخذ البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين في القدس والأراضي المقدسة والتي يمتد نفوذه إلى إسرائيل والأردن، موقفا مدافعا عن البابا، واصفا تصريحاته بأنها جاءت ضمن محاضرة علمية للخاصة، وان البابا تحدث كمحاضر جامعي وليس بصفته رأسا للكنيسة الكاثوليكية في العالم.

ويعتقد أن ما يطلق عليه اللوبي المؤيد لإسرائيل في الفاتيكان حال دون ترقية صباح إلى منصب كاردينال، لمواقف الأخير الوطنية الفلسطينية والقومية العربية.

وطالب صباح، الذي يمثل الان الطائفة المسيحية الأكبر في فلسطين، بان تشكل محاضرة البابا وما أحدثته من "خضة" هزة حضارية لمراجعة التاريخ المشترك الإسلامي المسيحي، من اجل فهم افضل بين الجانبين.

وعلى خلاف موقف صباح، الذي يعتبر ارفع مسؤول مسيحي فلسطيني، ندد الدكتور عطا الله حنا، المطران في الكنيسة الأرثوذكسية، بشدة بتصريحات البابا، غامزا من طرف الأخير عندما أشار إلى أن المسيح، عليه السلام، فلسطينيا وشرقيا اصلا.

وتقسم الكنائس المحلية إلى كنائس غربية وهي الكنائس الكاثوليكية، وكنائس شرقية أرثوذكسية، وفي كل قسم يوجد اختلاف وتنوع، ويصل الاختلاف على التسمية نفسها، فشخص مثل البطريرك صباح يعتبر ككل الكنائس في فلسطين شرقية وأنها لا تختلف عن الكنائس الغربية في الخارج فالجميع في النهاية مسيحيين.

ومن ضمن الكنائس الغربية، تتخذ عادة كنيسة الروم الكاثوليك موقفا مغايرا، وقال الأب الياس شقور راعي طائفة الروم الكاثوليك في إسرائيل، ان البابا اخطأ بتصريحاته، محملا كاتبي خطاب البابا المسؤولية عن ذلك، ملمحا أن هؤلاء على الأرجح أرادوا جر البابا إلى موقف من العالم الإسلامي.

واشار شقور الموجود الان في روما، في اتصال هاتفي مع الإذاعة الإسرائيلية بان محاضرة البابا يمكن أن تعيد ذكريات عن الحروب الصليبية التي وصفها بأنها كانت جريمة كبيرة ضد المسيحية نفسها. وتعتبر كنيسة الروم الكاثوليك نفسها، بأنها "كنيسة قومية عربية" ومن ابرز رموزها مطران القدس المبعد ايلاريون كبوتشي.

وتظهر مواقف رموز الطوائف المسيحية في فلسطين، من تصريحات البابا الاختلافات فيما بينها، في حين انه لا يمكن لمس الاختلافات بنفس الحدة بين رعاياها الذين يرتبطون بعلاقات حسنة من العيش المشترك بين مواطنيهم الفلسطينيين، تتناقض مع ما وقع من اعتداءات على كنائس مسيحية بعد تصريحات البابا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف