الرئيس اليمني صالح يفوز بولاية رئاسية جديدة

سياسي محنك يحكم اليمن منذ 28 عاما

الرئيس اليمني صالح يفوز بولاية رئاسية جديدة

عبدالله صالح يفوز بنسبة 78 % صنعاء: اعلن مساء أمس رسميا في اليمن عن فوز الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات بعد حصوله على اكثر من 77 بالمئة من الاصوات في انتخابات 20 ايلول/سبتمبر في حين احتجت المعارضة على النتائج واعتبرتها "باطلة".

واعلنت اللجنة اليمنية العليا للانتخابات ان نسبة الاصوات التي حصل عليها الرئيس على عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاربعاء الماضي بلغت 17ر77 في المئة فيما حصل منافسه فيصل بن شملان على 83ر21 في المئة والمنافسين الثلاثة الاخرين على النسبة المتبقية.

وقالت اللجنة في بيان بثته اجهزة الاعلام الرسمية ان عدد الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب بلغ تسعة ملايين و 248 الفا و456 ناخبا اقترع منهم ستة ملايين و25 الفا و818 شخصا بنسبة مشاركة بلغت 15ر65 في المئة. واضافت اللجنة ان عدد الاصوات الصحيحة في هذه الانتخابات بلغ خمسة ملايين و377 الفا و238 صوتا في حين بلغ عدد الاصوات الباطلة 648 الفا و580 صوتا.

وكان الرئيس اليمني قال في كلمة وجهها الى الشعب اليمني لمناسبة شهر رمضان قبل صدور النتائج الرسمية للانتخابات "ليس هناك منتصر او مهزوم في هذا الاستحقاق بل ان المنتصر والفائز الاكبر هو شعبنا اليمني العظيم".ودعا كافة القوى السياسية "الى التحلي بروح الديموقراطية وتحمل مسؤولياتها الوطنية والعمل على ما يعزز الوحدة الوطنية وان نضع نصب اعيننا جميعا مصلحة الوطن اولا واخيرا".

وسمع في العاصمة اليمنية عقب اعلان فوز الرئيس صالح اطلاق رصاص في الهواء كما اطلقت الالعاب النارية من قبل انصار الرئيس صالح ابتهاجا بفوزه.غير ان المعارضة سرعان ما اعلنت رفضها لهذه النتائج واعتبرتها "باطلة".

في هذا الصدد، قال علي الصراري المتحدث باسم "اللقاء المشترك" "نحن نرفض هذه النتيجة وهي غير شرعية وصدرت بأمر رئاسي".واضاف "هذه النتيجة باطلة لا تستند الى اي وثائق او محاضر فرز رسمية".وتابع "لدينا وثائق تظهر تزوير 2 مليون صوت احتسبت لعلي عبدالله صالح وكانت لبن شملان".

واللقاء المشترك هو تحالف من خمسة احزاب معارضة تضم بالخصوص الحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للاصلاح (اسلامي) والتجمع الشعبي الناصري.وكان متحدث باسم "اللقاء المشترك" هدد الجمعة بدعوة انصار المعارضة للنزول الى الشارع للمطالبة بشكل سلمي باحتساب الاصوات من قبل جهة دولية.

وقال محمد قحطان في مؤتمر صحافي "اذا لم نجد امامنا (حلا آخر) وفي غياب قضاء نزيه سننزل الى الشارع ونطلب عدادين من الامم المتحدة لمعرفة حجمنا الحقيقي".وقال المتحدث ان بن شملان وزير النفط السابق والنائب السابق "حصل في الواقع على 40 بالمئة من الاصوات" مشيرا الى ان اللقاء المشترك لا يشكك في فوز الرئيس صالح "المتوقع من البداية" ولكن في مدى هذا الانتصار.

من جهتها، اكدت رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي في الانتخابات اليمنية البارونة نيكولسن اوف ونتربورن الخميس ان عملية الاقتراع بشقيها الرئاسي والبلدي جرت بشكل ايجابي رغم حصول بعض "المخالفات".

وكان تم نشر حوالي 90 الف شرطي لضمان حسن سير هذه الانتخابات الرئاسية التي تزامنت مع انتخابات بلدية.وشهدت الحملة الانتخابية والانتخابات اعمال عنف في اماكن متفرقة من اليمن قتل فيها ستة اشخاص واصيب ستة اخرون بجروح.وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اعلن بنفسه الثلاثاء انه تم توقيف "الحارس الشخصي" لمنافسه الرئيسي في الانتخابات فيصل بن شملان موضحا انه "ارهابي كبير" كان يخطط لتنفيذ اعتداءات ضد مصالح اميركية وفندق في البلاد.

ولاول مرة في تاريخ البلاد تنافس صالح في هذه الانتخابات مع اربعة مرشحين ابرزهم فيصل بن شملان وكان منافسه الوحيد في الانتخابات الرئاسية الماضية نجيب قحطان الشعبي وهو عضو في الحزب الحاكم ايضا ونجل رئيس اليمن الجنوبي سابقا، غير انه لم يحصل الا على 7،3 بالمئة من الاصوات.

وتعد الانتخابات الرئاسية التي تجرى كل سبع سنوات هي الثانية من نوعها اذ كانت الاولى في عام 1999 في حين تعد الانتخابات المحلية (مجالس الحكم المحلي المديريات والمحافظات) التي تجرى كل ست سنوات هي أيضا الثانية من نوعها. وتنافس على كرسي الرئاسة خمسة مرشحين هم اضافة الى الرئيس صالح عن حزب (المؤتمر الشعبي العام) الحاكم الوزير والنائب السابق فيصل بن شملان عن تكتل أحزاب المعارضة اليمنية الرئيسية المسمى (اللقاء المشترك لاحزاب المعارضة اليمنية). وخاض ياسين عبده نعمان التجربة عن تكتل (المجلس الوطني للمعارضة) الموالي للحزب الحاكم اضافة الى كل من الدكتور أحمد فتحي العزب وأحمد المجيدي بصفة مرشحين مستقلين على الرغم من انتماء كل منهما الى حزبين معارضين. يذكر ان الجمهورية اليمنية تنقسم الى 301 دائرة موزعة على 21 محافظة هي أمانة العاصمة وعدن وتعز ولحج واب وابين والبيضاء وشبوة وحضرموت والمهرة والحديدة وذمار وصنعاء والمحويت وحجة وصعدة والجوف ومأرب وعمران والضالع وريمة.

نبذة عن مسيرة الرئيس اليمني

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سياسي محنك اثبت مهارته على مدى 28 عاما امضاها في السلطة.ووصل الرئيس صالح الى السلطة في اليمن الشمالي آنذاك عام 1978، وهو لا يزال منذ ذلك الوقت في سدة الرئاسة.وتبقى الوحدة اليمنية اهم انجاز حققه وقد اصبح رئيسا لليمن الموحد بعد دمج شطريه عام 1990.

وتمكن بعد اربع سنوات من ذلك من الحفاظ على وحدة اليمن بقوة السلاح وذلك بعد ان سحق بمساعدة قوة من الاسلاميين محاولة جنوبية للانفصال. واتاح له هذا الانتصار التفرد بالسلطة في اليمن بعد ان كان يتقاسمها مع القادة الجنوبيين السابقين.

وفي كانون الاول/ديسمبر 1997 قرر البرلمان اليمني ترقيته الى رتبة مشير تقديرا لدوره "التاريخي والوطني في اقامة اليمن الجديد".واستطاع صالح السياسي البراغماتي ان يتجاوز مصاعب اخرى خاصة الازمة التي سببها الغزو العراقي للكويت في 1990. فقد قررت السعودية الجار الشمالي القوي لليمن، معاقبة السلطات اليمنية على انحيازها للعراق في تلك الازمة وطردت اكثر من 700 الف عامل يمني حارمة بذلك اليمن الذي يعد من افقر دول العالم، من احد اهم موارده.

ويحكم علي عبد الله صالح (64 عاما) اليمن معتمدا على الجيش والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، وهو تجمع غير متجانس من الموظفين الحكوميين وممثلي الفئات الريفية والحضرية. غير انه يعتمد بشكل خاص على التفاهم مع القبائل التي تمثل ابرز مكونات المجتمع اليمني. ويدل حفاظ الرئيس اليمني على دعم متعدد المصادر خلال فترة حكم طويلة، بلا ريب على مهارته السياسية ودهائه الذي يعد مفتاح طول فترة حكمه.

واطلق الرئيس صالح عقب توحيد البلاد، مسارا ديموقراطيا حذرا فسمح بالتعددية وبحرية صحافة نسبية كما نظم انتخابات تشريعية عامي 1993 و1997 اضافة الى انتخابات رئاسية في 1999.وكان منافسه الوحيد في الانتخابات الرئاسية نجيب قحطان الشعبي وهو عضو في الحزب الحاكم ايضا ونجل رئيس اليمن الجنوبي سابقا، غير انه لم يحصل الا على 7،3 بالمئة من الاصوات.

وتخلى صالح المولود في 1942 سريعا عن الزي العسكري لارتداء البدلات الانيقة وفي المناسبات اللباس اليمني التقليدي مع جنبية (خنجر معقوف الحد) في الحزام.وكان صالح التحق بالجيش بعد فترة دراسة قصيرة وشارك في 1962 في الاطاحة بنظام الامامة واقامة النظام الجمهوري.واتاحت له قدراته القيادية الترقي سريعا في المراتب العسكرية.

وعلى اثر اغتيال الرئيس اليمني الاسبق احمد الغشمي في حزيران/يونيو 1978 انتخب مجلس تاسيسي علي عبد الله صالح رئيسا لليمن الشمالي.وينتمي صالح للطائفة الزيدية. ويمثل الزيديون حوالي ثلاثين بالمئة من اليمنيين وهم يشكلون اغلبية في شمال البلاد.

وهو متحدر من عشيرة سنحان احد فروع قبيلة حاشد القوية جدا في اليمن. وهذا ما يفسر تحالفه القوي مع زعيم قبيلة حاشد الشيخ عبد الله الاحمر زعيم حزب التجمع اليمني للاصلاح الاسلامي (المعارض). ونتيجة هذا التحالف، يترأس الشيخ الاحمر البرلمان رغم ان ممثلي حزبه اقلية فيه.والرئيس صالح متزوج واب لسبعة ابناء.

ويتولى احد انجاله، العقيد احمد علي عبد الله صالح (37 عاما) قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ويعتبر خلفا محتملا لوالده، غير ان هذه المسألة لا تزال من المحرمات في اليمن.