قاضي الأنفال يطرد صدام حسين من قاعة المحكمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد جدال حول الحقوق والواجبات القانونية
قاضي الأنفال يطرد صدام حسين من قاعة المحكمة
أسامة مهدي من لندن:طرد قاضي المحكمة العراقية المكلفة محاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين هذا الاخير من قاعدة المحكمة اليوم الثلاثاء، وذلك للمرة الثالثة منذ توليه رئاسة المحكمة. وكانرئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا محمد الخليفة دخل في مشادة وجدل مع الرئيس المخلوع صدام حسين لدى استئناف محاكمتهمع ستة من مساعديه السابقين بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد في حملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 وذلك عندما منعه من قراءة ورقة مكتوبة يبدو انه يتحدث فيها عن قضايا سياسية حيث تم قطع الصوت عنه .. ومن المنتظر ان تستمع المحكمة الى مشتكين جدد بعد ان مثل امامها 33 مشتكيا منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من الشهر الماضي .
وخاطب القاضي محمد الخليفة صدام في بداية الجلسة التي قاطعها محامو الدفاع الاصليين وبعد ان استلم منه ورقة مكتوبة قائلا له انه متهم في قضية الانفال ويتمتع بكامل حقوقه القانونية والانسانية في الدفاع عن نفسه او مناقشة المشتكين او طلب شهود جدد وابدى استعداده لتلبية جميع طلباته القانونية . لكن القاضي حذر صدام من محاولة الخروج على مجريات القضية الجنائية الى القضايا السياسية مؤكدا انه لن يسمح بذلك . وابلغ القاضي صدام ان محاولاته للاستهزاء من المحكمة او الاستخفاف بها لن ينفعه وانما سيضر به وبقضيته من دون ان يشعر .
وقد طلب صدام قراءة ورقة مكتوبة لكن القاضي قال انها اذا كانت هي الورقة نفسها التي استلمها منه لدى بدء جلسة اليوم فانه لن يسمح له بذلك .. وعندما الح صدام على تلاوتها سمح له القاضي بذلك لكن الصوت قطع عن نقلها وسط نقاش غير مسموع ولكن يرى بالصورة بين الطرفين استمر لمدة 10 دقائق انتهى باستمرا حضور صدام للجلسة ثم بدات المحكمة بالاستماع الى اول المشتكين عاصي مصطفى احمد .
ويوم امس اشار مشتك في جلسة امس الحادية عشرة الى ان آمر معتقل نقرة السلمان الصحراوي الجنوبي واسمه "حجاج" كان يعتدي على الفتيات جنسيا بينما اكد اخر ان حملة الانفال قتلت زوجته واولاده السبعة في حين اشارت شاهدة الى اعتقال زوجها وابناء عمها واختها وابناءها السبعة عام 1987 وهم مفقودون منذ ذلك الوقت ومسجلين في عداد الضحايا .
وكان صدام طلب امس عدم وضعه في قفص الاتهام واخراجه منه وقال وهو يحمل ورقة صفراء انه يطلب ألا يوضع في هذا القفص بعد الان. وقد حصلت مشادة بين صدام وبين القاضي الذي طلب من المتهمين عدم استخدام الالقاب السابقة للمتهمين ورتبهم ووظائفهم السابقة وعندما دعاه القاضي الى السكوت والتزام الهدوء واحترام اداب الجلسة رد صدام ان المحكمة غير مؤدبة .. واضاف انه لايشرفه حضورها وخاطب القاضي قائلا "لايشرفني ان اتكلم معك" فطلب القاضي اخراجه من القاعة معلقا "انا استغرب كيف يدعي صدام انه دكتوراه في القانون وهو لايعرف اصول المحاكمات" . وهنا أمر القاضي باخراجه من قاعة المحكمة فورا فاقتاده حراس الى خارجها. وكان القاضي الجديد قد طرد الرئيس المخلوع ايضا الاربعاء الماضي حين اعترض على تغيير رئيس المحكمة السابق عبد الله العامري .
وقد رفض المتهم سلطان هاشم وزير الدفاع السابق قبل ذلك الاعتراف بمحاميه الذي عينته المحكمة بدل محاميه الاصلي الذي يقاطع جلساتها وقال ان ما يتحدث عنه هذا المحامي لايمثل رايه وطلب السماح له بتكليف محام يختاره هو فابلغه القاضي محمد الخليفة انه سيبحث الامر معه بعد رفع الجلسة .
كما احتج المتهم علي حسن المجيد على تعيين محام له وقال انه اذا لم يسمح له باختيار محام اخر بنفسه فانه سيلتزم الصمت وطالب القاضي اباعفائه من حضور الجلسات قائلا " لان الحكم علينا مسبق بارادة سياسية" .
ورفض المتهم طاهر توفيق العاني محاميه الذي عينته المحكمة وقال انه يتحدث عن قضايا تخصه لكنه يبدو انه لايعرف عنها شيئا مشيرا الى ان كلام المحامي يؤثر سلبا على قضيته .. فطلب منه القاضي ان يكلف محاميا جديدا .
مقاطعة هيئة الدفاع للمحاكمة
وقد قاطعت هيئة الدفاع عن المتهمين جلسة يوم امس وقال خليل الدليمي رئيسها ان هيئة الدفاع قررت تعليق حضورها جلسات المحكمة وذلك بسبب وجود القاضي الجديد .
واضاف "اننا نعد هذه المحكمة تفتقر الى الحيادية والنزاهة من بداية تأسيسها ولكنها ازدادت سوءا بسبب مجيء القاضي الجديد". واشار الى "ان التدخلات المباشرة من قبل الحكومة منذ انشاء هذه المحكمة يفقدها موضوعيتها واستقلاليتها في النظر في مثل هذه القضية لاسيما وانها ستقرر مصير الشعب ومصير شعوب المنطقة". وقال " اعتقد ان صدام حسين لن يحضر جلسة اليوم ولكن اذا ما اجبر على حضورها فأنه سيحضر وفي اجباره مخالفة قانونية اخرى مع التي ارتكبت سابقا" .
المتهمون والتهم في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرين بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988 .
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الانفال هذه في وقت يواصل قضاة اخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الاخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقيا من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982. ومن المقررأن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من الشهر المقبل .
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان " .