تمرد الأمن يقلق حماس والداخلية تهدد باستخدام القوة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة:أقلقت الاحتجاجات التي ينظمها أفراد أجهزة الأمن الفلسطينية ، حركة المقاومة الإسلامية حماس وحكومتها ، ولاسيما أنها تتزامن مع الأصوات التي تطالبها بالاستقالة لإفساح المجال أمام شخصيات فلسطينية مستقلة لإدارة دفة الأمور في السلطة ، في حين قررت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني ، منع تمرد بعض عناصر الأجهزة الأمنية بالقوة مهما كلف الأمر .
وكانت قوى الأمن بدأت إضرابها أو بالأحرى تمردها على السلطة بعدما ضاقت بها السبل ، وحرمان موظفي القطاع العام من الرواتب للشهر السابع على التوالي ، حيث تحولت حياتهم لمتسولين طرقوا خلالها أبواب مؤسسات الإغاثة للاستفسار عن طرود ومساعدات غذائية ، بحسب حديث العشرات من عناصر الأمن لـ"إيلاف".
ورغم السلفة التي سارعت السلطة بصرفها للموظفين بعد ساعات من تهديدات العسكر وإغلاقهم للطرقات الخميس الماضي ، إلا أنها تجددت اليوم ، حيث استيقظ المواطنون على رائحة إطارات السيارات "الكاوشوك" التي أشعلت بالطرقات وسببت تلوثا بيئيا للمدن ، إضافة للتلوث المصابة به جراء تكدس القمامة التي تزكم الأنوف على الطرقات.
ويطالب ما يزيد عن 160 ألف موظف في السلطة الوطنية ، حكومة حماس والرئيس عباس ، بالعمل على حل مشكلة رواتبهم المتوقفة منذ آذار "مارس" الماضي ، أي بعد صعود حماس لسدة الحكم.
من جهتها قررت وزارة الداخلية التي يديرها سعيد صيام احد زعامات حركة حماس ، منع ما وصفته تمرد بعض عناصر الأجهزة الأمنية بالقوة مهما كلف الأمر ، محملة في السياق ذاته ، تبعات هذا القرار لكل من يقف وراء هذه الأعمال. وأكدت الداخلية في بيان صحافي ، أن هذا القرار يأتي بعد أن أرسلت إلى الرئيس محمود عباس ، للتدخل شخصيا ولقادة الأجهزة الأمنية للقيام بدورهم في منع ومحاسبة المعتدين وعديمي المسؤولية ، بحسب تعبيرها.
وكان عدد من المسلحين الملثمين من أفراد الأجهزة الأمنية ، قد اعتدوا على سيارة وزير الثقافة الفلسطيني د. عطا الله أبو السبح ، أثناء سيرها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة ، وحطموا زجاجها الأمامي والخلفي بعد رشقها بالحجارة ، حيث استنكرت الحكومة الفلسطينية الاعتداء الذي تعرض له وزيرها.
من جهتها أدانت حركة حماس ، الممارسات التي وصفتها بالممنهجة والمنظمة التي أقدمت عليها مجموعات معزولة من عناصر الأجهزة الأمنية ، حيث قالت في بيان وصل "إيلاف" ، " إن أحداث الشغب التي قام بها بعض منتسبي الأجهزة الأمنية ضد المرافق العامة والمواطنين وممتلكاتهم هي أحداث مبرمجة وجرائم واضحة تستهدف الوطن أولا وأخيرا ويحركها أعداء الوطن الذين يستهدفون شق الصف الفلسطيني الوطني وتخريب الوضع الداخلي وتدمير مؤسساتنا وممتلكاتنا الخاصة والعامة وإشعال فتيل الفتنة داخل المجتمع الفلسطيني".
ودعت حماس وزير الداخلية ، إلى معاقبة ما أسمتهم بــ الخارجين عن القانون ومحاسبتهم بكل قوة وحزم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة التي تكفل حماية الوطن والمجتمع والمؤسسة الأمنية من شرورهم وفسادهم وتخريبهم.
بدوره عبر فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح ، عن استغرابه الشديد من كيل الاتهامات وتحميل المسؤوليات ، الذي تمارسه حركة حماس ضد السيد الرئيس محمود عباس وفتح في ما يتعلق بحوارات تشكيل حكومة إنقاذ وطني. وقال الزعارير في بيان صحافي، " لم يعد خافيا على أحد أن حماس تتراجع في كل مرة عن اتفاقاتها وتعهداتها التي تلتزم بها صباحا وتنكثها مساء" ، على حد قوله.
وأكد المتحدث باسم فتح ، أن الخطابات التضليلية لم تعد منتجة ، مشيرا إلى خطاب النائب مشير المصري ، قائلا "إن النفخ المستمر في بوق الاعتراف بإسرائيل، هي أكذوبة كبرى" ، متسائلا في أي نظام سياسي في العالم يطلب من حزب أن يعترف بدولة أو كيان احتلالي ، وفي أي نظام لا تحترم الحكومات التزامات الحكومات التي سبقتها، رافضا محاولات حماس بالتفريق بين قيادة فتح التي تعمل على قلب رجل واحد وبرأس واحد.