بوش يستعد للكشف عن الخطة الجديدة في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الديموقراطيون لمواجهة بوش لانهاء الحرب المعقدة في العراق
بوش لارسال مزيد من القوات وايجاد وظائف للعراقيين
موسكو: لا أساس لاتهامات أميركا للشركات الروسية
المالكي يعتبر الإعدام شأنا داخليا ومحاكمة الأنفال تستأنف بدون صدام
التايمز: كيف امضت رغد صدام اطول ليلة في حياتها
مظاهرات في الرباط و تونس احتجاجا على اعدام صدام
أصوات جزائرية تندد بإعدام صدام
روما تضيء المدرج الروماني احتجاجا على عقوبة الاعدام
واشنطن، بغداد: يستعد الرئيس الأميركي جورج بوش للكشف هذا الاسبوع عن خطته الجديدة للحيلولة دون انزلاق العراق الى مزيد من اعمال العنف التي يمكن ان تسفر عن مقتل الالاف وتلطخ تاريخ ولايته في البيت الابيض. وتشير معظم التوقعات الى ان بوش سيعلن عن "زيادة" عديد القوات الاميركية الحالية وقوامها 132 الف جندي في العراق على امل اخماد العنف وضمان امن بغداد وبدء عهد جديد من الاستقرار السياسي الذي يمكن ان يسمح بعودة الجنود الاميركيين الى ديارهم.وقد تشتمل سياسته الجديدة التي طال انتظارها كذلك على الطلب من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بذل المزيد من الجهود لوقف الميليشيات الطائفية المتعطشة للدماء، وان تشتمل على خطة لانعاش الاقتصاد العراقي المتدهور. الا ان الخطة يمكن ان تصبح رهينة للانزلاق العراقي المتسارع نحو الفوضى كما انها تواجه انتقادات شديدة داخل الولايات المتحدة.
وسيكون قرار بوش زيادة عديد القوات الاميركية في العراق تحديا ليس فقط للرأي العام في العراق، ولكن كذلك للديمقراطيين والجمهوريين الذين يرغبون في عودة القوات الاميركية الى ديارها. وتاتي هذه الاستراتيجية التي يتوقع ان يتم الاعلان عنها في كلمة متلفزة يوم الاربعاء، بعد اسابيع من مراجعات الادارة الاميركية لسياساتها بعد ان مني الجمهوريون بهزيمة ساحقة في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني(نوفمبر) امام الديموقراطيين.
ومهد بوش للاعلان عن خطته باجراء تغييرات في القيادة العسكرية في العراق وفي عدد من المناصب الدبلوماسية الرئيسية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" امس السبت ان قائد القوات الاميركية الجديد في العراق ديفيد بتراوس سيؤيد زيادة سريعة للقوات بمقدار خمس كتائب وتحويل دور القوات الى حماية العراقيين من الهجمات الطائفية. ويبلغ تعداد الكتيبة الاميركية الواحدة نحو 3500 جندي.
وتوعد الديموقراطيون الذي تولوا السيطرة على الكونغرس مطلع العام الحالي بمقاومة بوش، فيما يطالبه الصقور في ادارته بزيادة عديد القوات لضمان امن العراق. وبعث زعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي برسالة الى بوش قالا فيها ان "زيادة عديد القوات هي استراتيجية جربها في السابق وفشلت".
ومن غير المرجح ان يتبنى بوش في سياسته الجديدة توصيات لجنة الدراسة العراقية في كانون الاول/ديسمبر باجراء محادثات مع سوريا وايران وبدء سحب القوات في مطلع عام 2008. ويقول ناقدو سحب القوات الاميركية من العراق انه رغم مجموعة الاخطاء الكبيرة التي ارتكبت منذ بدء الغزو في عام 2003، فان كلفة مغادرة العراق كدولة فاشلة تكون فريسة سهلة للهيمنة الايرانية المتزايدة، ستكون باهظة جدا.
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين "اعتقد ان هذه ربما لا تكون فرصتنا الاخيرة، ولكنها ربما الاقرب الى ان تكون فرصتنا الاخيرة". واضاف "من المهم ان تكون هذه الزيادة في عديد القوات كبيرة ومستمرة (...) والا فاننا سنفقد ارواح اميركيين هباء". ويفكر بوش برفع عديد القوات بارسال نحو 20 الف جندي اضافي، مما سيسشكل ضغطا كبيرا على الجيش الاميركي. وتردد ان كبار الجنرالات الاميركيين يعارضون خطة بوش.
ويواجه بوش تحديا كبيرا في اقناع الشعب الاميركي المتشكك بخطته الجديدة، بعد فشل استراتيجيته السابقة ومقتل 3000 جندي اميركي في العراق منذ الغزو. وقال فريدريك كاغان من معهد "اميركيان انتربرايز" "ان عام 2007 سيكون عاما دمويا مهما فعلنا في العراق". واضاف "علينا ان نحتمل رؤية مشاهد بشعة وماسي فقد عدد من جنودنا. وعلينا ان ندفع هذا الثمن ونربح والا فاننا سندفع ثمنا مماثلا او نخسر. على الرئيس ان يكون مستعدا لذلك".
وقد يسعى بوش الى تهدئة مخاوف الشعب الاميركي باطلاق الخطة تحت عنوان "المحاولة الاخيرة الكبرى التي ستوصلنا الى القمة وتترك لنا شيئا يمكن ان نقبله". الا ان اية محاولة لتصوير المالكي على انه مستعد وقادر على القضاء على الميليشيات الشيعية اجهضتها مشاهد تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ويخشى ان يكون ارسال مزيد من القوات الاميركية الى العراق عاملا يزيد من الحرب الاهلية بين الشيعة والسنة.
ويجد الديموقراطيون صعوبة حتى في تقبل كلمة "زيادة" عديد القوات حيث يقولون ان ما يفعله بوش لا يتعدى تاجيل انسحاب حتمي. وقال جوزف بيدين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" ان مسؤولي بوش يدركون ان الحرب في العراق خاسرة، الا انهم يريدون ان يضمنوا ان يكون الرئيس الاميركي المقبل هو الذي "سيامر بهبوط المروحيات داخل المنطقة الخضراء ونقل الناس من على اسطح المباني" كما حدث في الهزيمة في فيتنام.
من هم الجنود الاميركيون القتلى في العراق؟
وقد بلغ عدد قتلى الجيش الاميركي في العراق العتبة الرمزية المحددة بثلاثة آلاف جندي تطغى عليهم صورة الشاب الابيض الذي يموت في انفجار عبوة ناسفة في الانبار او بغداد. واعلن الجيش اليوم مقتل عسكري برصاص اسلحة خفيفة قرب بغداد، يضاف الى 2999 قتيلا احصتهم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) السبت، بعد حوالى اربعة اعوام من الغزو الاميركي البريطاني للعراق.
وبين الثلاثة الاف عسكري، قتل 2415 خلال معارك (اي حوالى ثمانين بالمئة) و585 توفوا لاسباب لا علاقة لها باعمال "معادية"، حسب البنتاغون. وادت العبوات الناسفة يدوية الصنع التي تشكل السبب الاول لمقتل الجنود ويتم انتاجها غالبا انطلاقا من قذيفة مدفعية، الى سقوط 44% منهم. اما العيارات النارية، فتأتي في المرتبة الثانية باقل من عشرين بالمئة من الوفيات.
واغلبية الجنود ال585 الذين لم يقتلوا "بنيران معادية"، سقطوا في حوادث (65%) وخصوصا الحوادث التي تتعرض لها المروحيات.الا ان 93 انتحارا سجل (16% من الوفيات). وجرح اكثر من 22100 جندي منذ الغزو. ومعظم العسكريين الذين قتلوا كانوا ينتمون الى سلاح البر (58)، و29% من مشاة البحرية (المارينز) المنتشرين في محافظة الانبار (غرب) معقل التمرد السني حيث تقع مدينتا الفلوجة والرمادي.
ويؤكد موقع "آي كاجواليتيز.اورغ" ان 1102 جندي قتلوا في هذه المحافظة، يشكلون اكثر من 36% من مجمل الخسائر. وتحتل بغداد المرتبة الثانية ب804 قتلى (26%) ثم تتراجع الارقام بشكل واضح لتعكس وجودا اقل للقوات الاميركية واوضاعا اقل خطورة، اذ تبلغ 294 قتيلا في صلاح الدين و194 في نينوى. وهناك محافظتان فقط لم يسجل فيهما موت اي جندي اميركي هما دهوك والسليمانية.
وكان تشرين الثاني(نوفمبر) 2004 الشهر الذي سجلت فيه اكبر حصيلة من القتلى (137) وذلك خلال الهجوم على مدينة الفلوجة. والجيش الاميركي فتي، فثلاثين بالمئة من افراده لم يبلغوا الثانية والعشرين. ويشكل جنود يبلغون من العمر اقل من 25 عاما 53% من الخسائر مقابل 22% تجاوزوا الثلاثين من العمر.
وخلافا لما كان يعتقد، عدد ضحايا افراد الاقليات العرقية اقل من البيض الذين يشكلون 74% من القتلى يليهم المتحدرون من اميركا اللاتينية (11%) ثم السود (6،9%). ولا تتجاوز نسبة النساء من القتلى 2%. وقد قتلت 62 منهن في العراق مع انهن لا تشاركن في الوحدات القتالية. وقد سقطن في هجمات على قوافل او مراكز للمراقبة حيث لا يمكن للرجال تفتيش النساء العراقيات.