تحرك سعودي لحل الأزمة وانفتاح أميركي على المعارضة اللبنانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: بعد اعتصام الاتحاد العمالي امس الذي كان المقصود منه إقفال المنطقة، يشهد اليوم اعتصامًا أمام وزارة الطاقة والمياه على ان يصار الى اعتصام حاشد الجمعة حيث سيتم إقفال المنطقة التي تضم مصرف لبنان ووزارة الداخلية في محلة الصنائع. وكان تحرك الاتحاد العمالي المدعوم من المعارضة قد تزامن مع موقف مصري عبّر عنه وزير الخارجية احمد ابو الغيط ببيان مكتوب حذر فيه من عواقب وخيمة أمام "انجرار القوى السياسية اللبنانية الى حسابات خاطئة". وشدد على "اهمية الامتناع عن أي تحركات يمكن للجماهير المستنفرة منذ فترة أن تفهمها باعتبارها استفزازاً طائفياً". وقال إن اللبنانيين "ينبغي ان يحاولوا الاستفادة من ميزة الدعم الدولي المعروض بالأسلوب الذي يساعد جميع اللبنانيين على مواجهة المصاعب التي نتجت من حرب الصيف الماضي".
فيلتمان يتوجه إلى المعارضة
وفي تحرك لافت وفي موازاة الحركة التي تقوم بها السعودية ومصر واستمرار الحديث عن دور تركي في ترتيب العلاقات على الصعيد الاقليمي، برزت حركة لافتة للانتباه قام بها السفير الاميركي جيفري فيلتمان، باتجاه قوى المعارضة، حيث التقى، خلال الساعات الاربع والعشرين المنصرمة كلاً من الرئيس عمر كرامي، النائب ميشال المر ونائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي، وتردّد أنه طلب سلسلة مواعيد من عدد آخر من اقطاب المعارضة بينهم الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية.
ونشرت صحيفة السفير في عددها الصادر اليوم ما اسمته "مناخات الإدارة الاميركية "بعد نتائج الانتخابات الاخيرة محددا مع قادة الاكثرية وعدد من المستقلين المواقف التالية:
1- الحرص الأميركي والدولي على إقرار المحكمة والسير بها حتى النهاية، مع الانفتاح على اي ملاحظات بشأنها، ولا مانع من إدخال تعديلات، ورغم كل الضجيج السياسي حولها هناك قضايا يمكن تذليلها. وعلم أن بعض اقطاب المعارضة وعدوا فيلتمان بتسليمه رسمياً ملاحظات المعارضة الخطية حول المحكمة (17 نقطة تفصيلية) خلال الساعات المقبلة.
وفي ما يتعلق بالمحكمة صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلـس النـواب نبيـه بري ما يلي ردا على تصريحات الاكثرية اللبنانية: "تكررت دعوات بعض الاكثريين لدولة رئيس المجلس النيابي طالبة دعوة المجلس للاجتماع وإقرار مشروع ما تبقى من الحكومة بالنسبة الى المحكمة الدولية، وجوابا، نوضح: أولا: المجلس في حالة عدم انعقاد لأن الدورة العادية انتهت كما يعلم الجميع، ولم يصدر مرسوم فتح دورة استثنائية. ثانيا: ان أي مشروع قانون بشأن المحكمة الدولية لم يصل الى المجلس النيابي، هذا مع التأكيد دائما على عدم ميثاقية ودستورية كل الاجراءات التي حصلت".
2- الحرص الاميركي على الوضع في لبنان وضرورة أن تأتي الحلول للازمة من داخل لبنان، وبالتالي لا بديل عن الجلوس مجدداً حول طاولة الحوار، ومن غير الجائز استمرار انقطاع التواصل بين القيادات اللبنانية، وعلى المسؤولين تجاوز الحساسيات الصغيرة وتغليب مصلحة بلدهم اولاً لأن استمرار التصعيد والتوتير قد يأخذ لبنان إلى منزلقات في غاية الخطورة..
3- لا تعديل او تغيير جذرياً قريباً في الموقف الأميركي من لبنان واي مرونة إقليمية لن تنعكس على موضوع لبنان او على حسابه واستراتيجية واشنطن واضحة الاهداف والمبادئ ترفض اي تدخل خارجي في شؤون لبنان الداخلية، وتحرص على دعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وتؤكد في الوقت نفسه خطأ المرحلة الماضية بعدم الانفتاح على المعارضة اللبنانية، ولذلك هناك سعي في المرحلة المقبلة إلى تفادي مثل هذه الأخطاء.
4- هناك قرار اميركي وفرنسي لا عودة عنه بدعم مؤتمر باريس 3 وعلى لبنان أن لا يفوت هذه الفرصة، لان وضع لبنان الاقتصادي والمالي يحتاج الى هذه الفرصة.
وفي باريس، التي ستستضيف اليوم الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي والعربي لدعم لبنان في 25 من الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي إن حركة الاحتجاج في شوارع العاصمة اللبنانية "لا تبدو أنها ستهدد البرنامج الاصلاحي الذي تبناه مجلس الوزراء اللبناني"، والذي "سيتم الاستناد إليه بشكل كبير في مؤتمر باريس3". وأشار ماتيي الى ان هذه المبادرة تهدف الى "مساعدة لبنان على تخطي المصاعب التي يواجهها"، مؤكداً ان "لا شعور لديه بوجود معارضة واسعة جداً لمبدأ المؤتمر بحد ذاته". وأضاف: "لم أسمع اي تصريح ولا حتى من المعارضة اللبنانية يعكس رفضاً لعقد مثل هذا المؤتمر، وأن جميع اللبنانيين فهموا غرض هذا الحدث. أما ان يثار نقاش بين اللبنانيين حول مضمون البرنامج، فهذه مسألة مختلفة".
الوساطة السعودية
ردت مصادر متابعة العدد "غير الكبير" للمشاركين في اعتصام الاتحاد العمالي امس الى تحركات سياسية قد تتم امس بين بيروت والرياض ولم تكن قيادتا "حزب لله" و"أمل" بمعزل عنه. وحسب مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، فإن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، واصل لقاءاته اللبنانية، وهو استقبل، امس الاول، في جدة، رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري وأبلغه موقف المملكة الداعي الى تفاهم اللبنانيين وعدم انتظارهم الحلول الخارجية، مؤكداً وقوف المملكة على مسافة واحدة من الجميع وتشجيعها اللبنانيين على صيانة وحدة بلدهم واستقراره، وحث اللبنانيين على تفادي كل ما يمكن ان يؤدي الى فتنة مذهبية او طائفية في لبنان.
وأشارت المصادر الى ان كلاماً مماثلاً أبلغته قيادة المملكة الى عدد من المسؤولين اللبنانيين وهي ستؤكده مجدداً امام رئيس الحكومة الذي سيبدأ في الاسبوع المقبل جولة عربية يستهلها من السعودية حيث سيستقبله الملك عبدالله، وتشمل ست دول اخرى هي مصر وقطر والكويت والبحرين والإمارات وسلطنة عمان.
وقال خوجة لـصحيفة الاخبار"إن الحل للأزمة القائمة يكمن في جلوس الطرفين الى طاولة الحوار والعمل على إعادة بناء الثقة المفقودة بينهما، واللبنانيون هم أدرى بمشاكلهم وبكل ما يخصهم وبهمومهم وبمستقبلهم واقتصادهم. وأمل المملكة العربية السعودية وملكها هو ان تجلس القيادات اللبنانية بعضها مع بعض وتناقش كل القضايا والمشاكل، والمملكة على ثقة بأنهم سيصلون الى اتفاق لأنهم جميعاً على درجة واحدة من حبهم لوطنهم، ولا يستطيع أحد من الخارج ان يوجد الحل المطلوب إذا لم يكتشفوه هم بأنفسهم".
المعارضة للتصعيد
قال الرئيس كرامي "إن المعارضة قررت إنهاء هذا الوضع الشاذ وتصعيد تحركها بشكل تدريجي، ونأمل منذ الآن وحتى 20 كانون الثاني أن تتعظ الأكثرية ومن وراءها بأن الامور ستتصاعد وستستفحل أكثر وأكثر وهذا ليس في مصلحة أحد". وعن تحديد موعد 20 كانون الثاني لتحقيق المطالب، قال كرامي: "الامور ستتصاعد أكثر وأكثر من قطع طرقات وإحراق دواليب إلى غيره". وعن إمكان وصول الأمور للعصيان المدني؟ قال كرامي إنه "من الممكن ذلك... ولِم لا".
من جهته أكد مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل ان مكان وزمان ومدة وتنقل الاعتصام ستتصاعد وتتعاظم يوماً بعد يوم، وأن قوى المعارضة تبتعد عن المسكنات اليومية وتلجأ الى عملية قد تكون مؤلمة قليلاً لكنها ستخلص البلد من السياسات التي افلست لبنان. وأضاف ان المجموعة الحاكمة التي ترفض المشاركة اوصلت البلد الى المزيد من الخراب، وقال إن الكلام عن باريس 3 لن يغطي العورات التي قامت بها الحكومة. ولفت الى ان باريس 3 هو نسخة منقحة عن باريس 1 وباريس 2، وهو بهلوانيات مالية ولا يحمل مشروع انتاج فعلي. وطالب الحكومة بإعطاء أموال المساعدات الى الشعب وان لا يتم صرفها في زواريب الفساد، داعياً هذه الحكومة الى الرحيل.
وأشار باسيل الى ان أكثرية الشعب اللبناني ليست مستوردة من ريف دمشق او ريف ايران قائلاً: ان الشبان الذين تظاهروا في 14 آذار و10 كانون الثاني سيكونون في الحركة التصاعدية التي بدأت ولن تنتهي الا برحيل المجموعة الفاسدة. واكد باسيل ان المعارضة حاربت وستحارب الفتنة وعلى السلطة الأمنية ان تتحمل مسؤوليتها في أي إشكال يحصل. واضاف: اليوم نلعب معركة استقلال وحرية جديدة ضد من يسلبنا حق ممارسة حقنا بصنع القرار الوطني. وأكد باسيل التزام التيار الوطني الحر بثوابت الكنيسة المارونية.