ردود الفعل على استراتيجية بوش حول العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الشرع: خطة بوش صب زيت على النار
الاستراتيجية الجديدة للعراق: مسار تصادمي بين بوش والديمقراطيين
بوش واستراتيجيته الجديدة:خسائر اضافية ولا تراجع
التدابير الاساسية لخطة بوش في العراق
بوش يحذر من انهيار الحكومة العراقية
جدول زمني للحكومة العراقية لتحمل مسؤولياتها
بلير يؤكد عدم تغيير السياسة البريطانية في العراق
ديلي تليغراف:بريطانيا ستخفض قواتها بالعراق 3000 جندي
اعتدال سلامة من برلين، عواصم: بدأت ردود الفعل تتوالى حول خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش امس و الذي قدم فيه استراتيجيته الجديدة في العراق ففي أستراليا اشاد رئيس الوزراء جون هاورد الحليف الوثيق للسياسة الاميركية في العراق اليوم الخميس "بالخطاب الواقعي" للرئيس الاميركي جورج بوش.وقال هاورد للصحافيين ان "الحكومة تدعم المقاربة الجديدة التي قدمها الرئيس بوش (...) انه خطاب واضح وهادئ وقبل كل شيء واقعي من دون أن يستهين بالتحدي"، مشيرا الى ان بوش "اعترف بأن اخطاء ارتكبت وحدد بوضوح الرهانات". واضاف رئيس الوزراء المحافظ ان "هزيمة أميركية او غربية في العراق ستعطي دفعا هائلا الى الإرهاب".
من جهة اخرى، اكد هاورد انه لا يعتزم تعزيز القوات الأسترالية في العراق معتبرا ان "حجمها مناسب". وينتشر حوالى 1400 جندي استرالي في العراق حيث يشاركون في العمليات العسكرية.
من جهة اخرى،علل رئيس الوزراء قراره بإشراك استراليا في الحرب في العراق في 2003. وقال "ارتكبت اخطاء كثيرة في حياتي لكن دعم جهود التحالف ليس واحدة منها بالتأكيد".
الصحف البريطانية: الحماقة مستمرة
اقتبست صحيفة الديلي تلغراف من مقال روبرت فيسك، تعليقا لاذعا وضعته بالند العريض أسفل صورة لمجموعة من الجنود الأميركيين في ما يبدو. ويقول فيسك:" إذن سيبعث جورج بوش القائد الأعلى [للقوات الأميركية] 21 ألفا من الجنود الإضافيين، إلى مقبرة العراق. الحماقة مستمرة." ويتنبأ كاتب المقال، بمزيد من التضحية والموت، مذكرا بتصريحات نُسبت إلى أسامة بن لادن دعا فيها الرئيس الأميركي إلى الإبقاء على الجنود الأميركيين في العراق:"لأننا لم نقتل منهم ما يكفي بعد."؛ وبما آلت إليه الحروب "الإمبريالية" في السابق. ويُختتم المقال، باقتباس من تصريحات نسبت إلى السياسي الأميركي المحافظ بات بيوكانان يقول فيه:"إن الدرس الذي نتعلمه من التاريخ هو أننا لا نتعلم من التاريخ."
ويحذو روبيرت كورنويل، في الصحيفة نفسها، حذو عضو مجلس الشيوخ، الديمقراطي تيد كينيدي -الذي قال إن ما يجري حاليا في العراق، هو فيتنام جورج بوش- فيقول:" لقد بات مؤكدا، أن هذه الحرب صارت حرب الرئيس بوش شخصيا." ويعتبر الكاتب أن الرئيس الأميركي، "يقامر مقامرة كبرى ودون أدنى حياء، لأنه يتجاهل -بإصراره على إيفاد مزيد من الجنود الأميركيين إلى العراق- نتائج الانتخابات النصفية، ويستخف بتوصيات لجنة بيكر/هاملتون، وبالديمقراطيين، الذين فازوا في تلك الانتخابات، وببعض الأصوات المعارضة الصادرة من صفوف حزبه، وبعدد من القادة العسكريين الأميركيين، الذين يرون أن الزيادة في عدد الجنود في العراق لا فائدة منه."
" إصرار على الخطأ"
وأشارت الغارديان في إحدى افتتاحياتها كذلك إلى قرار الرئيس الأميركي تجاهل الأصوات المعارضة للحرب في العراق، و اعتبرت أن قرار إرسال مزيد من القوات إلى العراق:" هو آخر رمية نرد، في مشروع غير متقن الإعداد، جر على بلده وعلى هذا البلد وعلى الشرق الأوسط الكوارث." وتقول الصحيفة إن كل خطة من أجل العراق ينبغي أن تنبني على أساس من قدرة الحكومة على نزع سلاح، الميليشيات الشيعية؛ فـ"مهمة إنقاذ العراق لم تعد تنحصر فقط في مكافحة التمرد، بل في إخماد شرر الحرب الأهلية." وتعتبر الصحيفة أن حصيلة حكومة المالكي في هذا الصدد هزيلة جدا. كما ترى أن الرئيس الأميركي معزول داخليا.
وتعرج الصحيفة -في سياق تعليقها على قرار الرئيس الأميركي الزيادة في عدد الجنود في العراق- على الحرج الذي طبع موقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي صرح داخل مجلس العموم بأن وضع الجنود البريطانيين في البصرة مختلف تماما عن وضع الأميركيين في باقي مناطق العراق وخصوصا في بغداد. وتقول الغارديان:" إن الزعم بأن البصرة تنعم بالأمن، هو محض أوهام تماما مثل آمال الرئيس بوش بعودة النظام إلى بغداد."
"تغيير وليس زيادة"
وعلى العكس من الصحيفتين السابقتين، ترى التايمز أن إيفاد مزيد من القوات الأميركية إلى العراق، هو اعتراف ضمني بأنه قرار متأخر بعض الشيء. وتعتبر الصحيفة في إحدى افتتاحياتها أن عدد الجنود المزمع إرسالهم إلى العراق قليل نسبيا، لكنه عملي، إذا انكب الاهتمام على تأمين العاصمة العراقية. كما ترى التايمز أن الزيادة في عدد القوات الأميركية في العراق، جزء من توجه جديد وشامل. وتنتقد الصحيفة موقف معارضي الرئيس الأميركي، وتوصيات لجنة بيكر/هاملتون، وتعتبر أن ما يدعو إليه هؤلاء هو التخلي عن العراق،" وهو ما لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح به لنفسها."
وعلى الرغم من صعوبة اتخاذ هذا القرار، وضعف شعبيته داخل الولايات المتحدة، والتضحيات التي سيتسبب فيها،فإنه" الوسيلة المُثلى لبلوغ الهدف النبيل." المتمثل في عراق آمن. وكمثال على التحديات التي تواجه القوات الأميركية في العراق، كتب باتريك ككبورن، في الإندبندنت تحت عنوان "الرجل الذي يمسك بمصير العراق بين كفيه" ، يقول:" قبل أربع سنوات، لم يكن أحد يسمع بمقتدى الصدر، حتى صدام حسين الذي كان كثير الشك و الذي قتل أباه واثنين من إخوانه، لم يدر بخله أن يلعب مقتدى أي دور." ويرى كاتب المقال أن مقتدى الصدر، البالغ من العمر 32 عاما، فاجأ التكهنات، وصار بالنسبة إلى ملايين من الشيعة العراقيين الزعيم الروحي والقومي.
ويقول الكاتب:" لقد اعتقد الأميركيون أن مشاكل العراق ستُحل بمجرد أن يُطاح به... والآن بات احتمال المواجهة بين القوات الأميركية وحركة مقتدى الصدر القوية وشيكا، ما قد يؤدي إلى أزمة أخرى." بعد أن يعدد تداعيات مواجهة من هذا القبيل، يختتم الكاتب مقالته بالقول إن مواجهة أميركية مفتوحة مع جيش المهدي، ستؤدي إلى تفاقم الحرب في العراق
امل في الاستراتيجية
و قال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الخميس ان الاستراتيجية الجديدة لبوش تحمل "املا" بالنسبة إلى مستقبل بلاده. واضاف بسام رضا مستشار المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس ان "الخطة الجديدة تحمل املا". لكنه تابع "لا ننتظر بوش ليقول لنا إعملوا شيئا. نحن نبذل أقصى ما باستطاعتنا لقد ورثنا بلدا دمره النظام السابق وليس يسيرا توفير الامن في بلد كهذا".
واشار الى "العنف الطائفي الذي يشكل عقبة كبرى بوجه تحقيق اي تقدم. ان الامر لن يكون بهذه السهولة". واوضح رضا ان المالكي "مصمم على مهاجمة جميع الميليشيات لقد وعد الشعب العراقي بذلك بغض النظر اذا كانت شيعية ام سنية فهذا الامر غير مقبول بالنسبة إليه".
وختم قائلا "لدينا اجندتنا الخاصة سنقوم بما يجب القيام به من اجل توفير الامن في العراق وفي خطة بوش الكثير من النواحي السياسية والاقتصادية كما انها تركز على الناحية الامنية كما تتطرق الى ايران وسوريا. يجب تسوية هذه الامور".
مبادرة بوش ستكلف الاميركيين والعراقيين غاليا
بدورها نددت هيئة علماء المسلمين، أبرز الجهات الدينية للعرب السنة في العراق، بخطة بوش إرسال قوات اضافية الى "محرقة الحرب" مشيرة الى انها "ستكلف الشعبين العراقي والاميركي غاليا". وطالبت الهيئة في بيان تلقت وكالة فرانس برس منه نسخة ب"سحب الموجود من القوات لإنهاء استمرار الحرب الخاسرة واستمرار المزيد من سفك الدماء البريئة من ابناء الشعبين العراقي والأميركي وهدر الجهود والأموال الطائلة بلا مبرر".
وأدانت إرسال مزيد من القوات الى "محرقة الحرب في العراق رغم (...) المعارضين من الديمقراطيين (...) بدعوى ان ممثلي الشعب العراقي طلبوا ذلك، اي المجموعة الحاكمة كالحكيم والطالباني والمالكي والهاشمي وغيرهم ممن طلبوا ذلك حماية لأنفسهم ومكتسباتهم وهم لا يمثلون الا انفسهم". وختمت الهيئة بيانها "مستغربة هذه الخطوة مستبعدة ان يتمكن 20 الفا من تحقيق أهدافه من المعركة التي عجز 140 الفا من قواته السابقة عن تحقيقها".
الديمقراطيون يعارضون بتباين
سارع الديمقراطيون الاميركيون الى رفض الخطة الجديدة في العراق فور اعلان الرئيس جورج بوش عنها غير انهم منقسمون حول سبل التصدي لتطبيقها. وبعد دقائق على خطاب بوش الذي عرض فيه استراتيجية الفرصة الاخيرة لإنقاذ الوضع في العراق، رفض المسؤول الديمقراطي الثاني في مجلس الشيوخ ديك دوربن الخطة الجديدة معتبرا ان الوقت حان لسحب القوات الاميركية من العراق وترك هذا البلد يجد وحده المخرج من الأزمة الحالية.
وقال السناتور الديمقراطي "حان الوقت ليتولى العراقيون بانفسهم الدفاع عن أمتهم. على الحكومة العراقية الان ان تثبت ان في وسعها اتخاذ القرارات السياسية الصعبة التي ستضع حدا لهذه الحرب الاهلية الدامية". واضاف "هذا المساء اقر الرئيس بوش بما كان معظم الاميركيين يعرفونه: لسنا بصدد الانتصار في العراق على الرغم من شجاعة جنودنا وتضحيتهم الهائلة. الواقع ان الوضع يتأزم". وقال دوربن "ان التصعيد في هذه الحرب لا يتطابق مع ما طلبه الشعب الاميركي في الانتخابات الاخيرة" حيث هزم الحزب الجمهوري امام الديمقراطيين الذين سيطروا على مجلسي الكونغرس.
من جهتها نددت السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون ب"عدم الكفاءة والغطرسة" في معرض تعليقها على استراتيجية بوش الجديدة، مؤكدة انها لن تؤيد إرسال تعزيزات الى العراق. وقالت كلينتون "كما سبق واكده جنرالاتنا مرارا، ان العراق بحاجة الى حل سياسي وليس عسكريا فقط ولم نسمع مثل هذا الاقتراح هذا المساء".
غير ان خلافات بدأت تلوح وسط هذا الاجماع الديمقراطي على التنديد باجراءات بوش، ولا سيما في ما يتعلق بالاستراتيجية الواجب اعتمادها لمنع تطبيقها. ولا يملك الكونغرس امكانات كثيرة للحؤول دون إرسال تعزيزات عسكرية الى العراق ولو ان العديد من الديمقراطيين يطمحون الى تعطيل إقرار تخصيص اموال اضافية او فرض الحصول على تفويض جديد في البرلمان للقيام بعمليات عسكرية في العراق، وهذا ما ذكر به الرئيس الجديد للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.
وقدم السناتور ادوارد كينيدي المعارض منذ وقت طويل للوجود الاميركي في العراق، الثلاثاء مشروع قانون يفرض على بوش الحصول على موافقة مسبقة من الكونغرس قبل إرسال قوات اضافية. غير ان هذا الاقتراح الذي يشكل مدخلا لمواجهة لا يحظى بتأييد قادة الغالبية الجديدة الذين يفضلون تصويتا رمزيا برفض خطة الرئيس الجديدة وعزلها.
وتعهدت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الغالبية الجديدة في مجلس الشيوخ هاري ريد بتوفير الموارد الضرورية الى الجنود الاميركيين المنتشرين حاليا في العراق وعددهم 132 الفا لمواصلة مهمتهم. لكنهما طالبا بنقل مسؤولية الامن في العراق الى العراقيين بعد حوالى اربع سنوات على الاجتياح الاميركي لهذا البلد وطالبا ب"بدء اعادة انتشار تدريجية للقوات (الاميركية) في غضون اربعة الى ستة اشهر".
واعرب السناتور الديمقراطي جاك ريد عن ثقته بأن مجرد تصويت رمزي بعدم الموافقة يمكن ان يزعزع تصميم البيت الابيض. وقال "اعتقد ان هذه الرسالة السياسية مقترنة بمعارضة الرأي العام، لا بد ان تجعل الرئيس يفكر في استراتيجية افضل". ويجري الديمقراطيون اليوم جلسات استماع حول الحرب في العراق سيتمكنون خلالها من إحراج وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غايتس وقالت بيلوسي "سنتبين خلال جلسات الاستماع حقيقة ما يجري في العراق ثم سنصوت".
اشادة يابانية
واشادت اليابان ابرز حلفاء واشنطن في آسيا، بالخطة الاميركية الجديدة في العراق التي اعلنها الرئيس جورج بوش ووعدت بمواصلة مشاركتها في عملية اعادة اعمار العراق. وقال وزير الخارجية الياباني تارو آسو في بيان "ان الحكومة اليابانية تشيد بالجهود الاستثنائية للادارة الاميركية من اجل احلال الاستقرار في العراق". واضاف "نحن نأمل بشدة ان يتم اعتماد هذه الجهود الاميركية للتوصل الى استقرار واعادة اعمار العراق بشكل فعال". وتابع "ان بلادنا ستواصل تعاونها الوثيق ومشارواتها مع الولايات المتحدة" بهذا الشأن.
الصين
وجاء رد الفعل الصيني حذرا اليوم بعد اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش خطته الجديدة بشأن العراق وطالبت بكين مجددا بتمكين العراقيين من حكم انفسهم والعيش بسلام. وقال ليو جيانشاو المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي "اخذنا علما بخطاب الرئيس بوش. ان العراق غير مستقر منذ فترة وتواجه المصاعب عملية اعادة اعماره".
واضاف "نأمل بصدق ان يعود الاستقرار الى العراق باسرع ما يمكن وان يتمكن الشعب العراقي من العيش بسلام وفي كنف الهدوء". واعتبر المتحدث ان "الحل الوحيد" للوضع في العراق يكمن في "التنمية الديمقراطية والسلمية والاقتصادية" للبلاد وفي "حكم العراق من قبل ابنائه".
لندن
واشادت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت اليوم بالخطة الاميركية الجديدة في العراق معربة عن املها في نجاحها في مواجهة "وضع بالغ الصعوبة". كذلك حيت الوزيرة رد فعل السلطات العراقية التي اكدت ان هذه الخطة "تحمل الامل". وقالت بيكيت "ان اعلان الرئيس (الاميركي جورج) بوش وموافقة ودعم الحكومة العراقية تدل انهم جميعا مصممون على محاولة السيطرة على الوضع الذي لا شك في انه صعب وخصوصا في بغداد". واضافت في تصريحات للصحافيين قبل اجتماع لابرز الوزراء البريطانيين "نحن مسرورون لذلك ونأمل نجاح هذا الجهد المشترك لتسوية الوضع الامني البالغ الصعوبة".
لكن وفي حين اعلن الرئيس بوش ارسال حوالى 21500 جندي اضافي الى العراق، استبعدت بيكيت اجراء مماثلا من لندن، ابرز حلفاء الولايات المتحدة في العراق. وقالت الوزيرة البريطانية "لا ننوي في الوقت الراهن ارسال مزيد من القوات"، مشيرة الى ان الموقف البريطاني يبقى محاولة استمرار التقدم ميدانيا "لاعطاء مزيد من المسؤوليات الى العراقيين" لاحقا.
ولاحظت بيكيت كما فعل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاربعاء ان الوضع في بغداد (حيث ينشط الاميركيون) مختلف جدا عما هو عليه في البصرة، ثاني المدن العراقية في جنوب البلاد حيث ينشط البريطانيون.
ألمانيا
وواجهت استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش الجديد التي اعلنت عنها مساء امس حيال العراق وعزمه ارسال المزيد من الجنود الى هناك تحفظ بعض السياسيين الالمان ونقد البعض الاخر، الا ان هناك اجماع في الرأي بانها لن تحسن الوضع الامني العراقي وتوقف حمام الدم في القريب المنظور.
ومن السياسيين الالمان الذين يشككون بفائدة استراتيجية بوش الجديدة المار بروك رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الاوروبي ، ويشك بقدرته على حسم النزاعات المسلحة بين الشيعة والسنة عبر ارسال العشرين الف جندي اضافي. وقال اليوم اشكك تماما من امكانية هؤلاء الجنود في وقف المواجهات العسكرية بين الشيعة والسنة خاصة في العاصمة بغداد.
كما انتقد الميزانية التي رصدت لهذه المهمة وتصل الى 6،8 مليار دولار، فهي لن تساهم كما حديث الرئيس بوش في تنمية الاقتصاد العراقي لانه خصص لهذا الجانب مبلغ بسيط لا يتعدى السبع في بدل كل شيء فيه مدمر. ويرفض السياسي الالماني طرح واشنطن وجوب دعمها للحكومة العراقية كي تتحمل المزيد من المسؤليات لانه يشك كثيرا بقدرتها على ذلك خاصة وان رئيس الحكومة المالكي غير حيادي الموقف ويساند جانب الشيعة بشكل واضح. حتى انه اعاق محاربة قوات الصدر البالغ عددها 10 الف مقاتل.
ويرى ان الحرب في العراق قد تحولت منذ زمن الى حرب اهلية بمشاركة القوات الاميركية مما سيصعب ايقافها او العثور على اي حل سلمي لها ، وخطأ الادارة الاميركية انها لم تعر اهمية لتقرير لجنة بيكر هملتون واقتراحاتها مثل توفير امكانية اجراء مفاوضات مع سوريا وايران من اجل ضمان نوعا من الاستقرار من جانب الدولتين، فكما هو معروف تتمتع ايران بنفوذ كبير لدى الشيعة العراقيين.
من جانب اخر طالب البرلماني بروك زيارة مساهمة المانيا في تدريب وتأهيل قوات الامن والشرطة العراقية، ورفع دعمها في عملية اعادة الاعمار وتنشيط الاقتصاد العراقي.
باريس
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم الخميس ان "مقاربة شاملة" و"استراتجية سياسية" كفيلتان وحدهما باحلال الاستقرار في العراق في رد فعل على اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال اكثر من 20 الف جندي اضافي الى هذا البلد. وقال دوست بلازي متحدثا الى الصحافيين ان "الوضع في العراق يتفاقم بشكل خطير جدا يوما بعد يوم".
وتابع "نحن نعتبر وبمعزل عن الاقتراحات التي قدمها الرئيس بوش للتو، ان الحل الوحيد حتى يستعيد العراق استقراره وسيادته وسلامة اراضيه ووحدته الوطنية، يكمن قبل اي شيء في مشاركة جميع الشرائح المدنية والسياسية والدينية في حياة المجتمع العراقي". وتابع "بناء على ذلك، فان اعتماد مقاربة شاملة واستراتيجية سياسية هو الذي سيسمح بعودة الاستقرار الى العراق وتاليا الى المنطقة".
وكانت فرنسا في طليعة المعارضين للتدخل الاميركي في العراق عام 2003 وقد انتقد الرئيس جاك شيراك هذا التدخل مجددا الجمعة، معتبرا انه اوجد ظروفا لتنامي الارهاب.