بلير يدعم استراتيجية بوش وردود الفعل تتوالى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: اعتبر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اليوم الخميس في حديث الى قناة تلفزيونية بريطانية محلية ان الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في العراق "منطقية". وقال رئيس الوزراء "بالنظر الى الظروف الراهنة في بغداد، اعتقد انه منطقي بالنسبة اليهم ان يزيدوا عدد جنودهم شرط دعم تحسين قدرات العراقيين، ليس فقط في ما يتصل بقواتهم المسلحة بل ايضا على صعيد اعادة البناء والمصالحة والتنمية". وهذا الموقف هو الاول لبلير اثر اعلان الرئيس جورج بوش مساء الاربعاء خطة تلحظ خصوصا ارسال 21500 جندي اميركي اضافي الى العراق. وتدارك "لكن لدينا وضعا مختلفا في البصرة لا نواجه النوع نفسه من المعارك بين الاتنيات ولا نواجه القاعدة التي تنفذ عمليات بالطريقة نفسها".
وتابع بلير "قلنا دائما انه حين يصبح العراقيون قادرين على ادارة شؤونهم الامنية في البصرة فمن الطبيعي عندها ان ننتقل الى دور الداعم، لكن هذا يعني دائما انتشارا كبيرا في البصرة". ورأى ان الحديث عن تباعد موقفي بريطانيا والولايات المتحدة ينبع من "فهم سيء" للوضع. وكرر بلير "الحقيقة ان الظروف في بغداد مختلفة عن تلك التي في البصرة، السبب الذي يدفع الاميركيين الى تعزيز قواتهم في بغداد هو ان الظروف الامنية مختلفة تماما".وينتشر 7100 جندي بريطاني حاليا في العراق، وخصوصا في البصرة.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه بلير ووزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت اناستراتيجية بوش منطقية ابدت العواصم التي عارضت احتلال العراق عام 2003 الخميس شكوكا حول تطبيقها. وفي حين اعلن بوش ارسال حوالى 21500 جندي اضافي الى العراق، استبعدت بيكيت اجراء مماثلا من لندن. وقالت الوزيرة البريطانية "لا ننوي في الوقت الراهن ارسال مزيد من القوات"، مشيرة الى ان الموقف البريطاني يبقى محاولة استمرار التقدم ميدانيا "لاعطاء مزيد من المسؤوليات الى العراقيين" لاحقا.
ردود فعل دولية
و اشاد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد "بالخطاب الواقعي" للرئيس الاميركي.قال ان "الحكومة تدعم المقاربة الجديدة التي قدمها الرئيس بوش انه خطاب واضح وهادىء وقبل كل شيء واقعي من دون ان يستهين بالتحدي"، مشيرا الى ان بوش "اعترف بان اخطاء ارتكبت وحدد بوضوح التحديات".
واكد هاورد انه لا يعتزم تعزيز القوات الاسترالية في العراق. كذلك اشاد وزير الخارجية الياباني تارو آسو "بالجهود الاستثنائية للادارة الاميركية من اجل احلال الاستقرار في العراق".
في المقابل، جاء رد الفعل الصيني حذرا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو "اخذنا علما بخطاب الرئيس بوش. ان العراق غير مستقر منذ فترة وتواجه المصاعب عملية اعادة اعماره". واضاف "نأمل بصدق ان يعود الاستقرار الى العراق في اسرع ما يمكن وان يتمكن الشعب العراقي من العيش بسلام". وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان "الوضع في العراق يتفاقم بشكل خطير جدا يوما بعد يوم". وتابع "نحن نعتبر وبمعزل عن الاقتراحات التي قدمها الرئيس بوش للتو، ان الحل الوحيد حتى يستعيد العراق استقراره وسيادته وسلامة اراضيه ووحدته الوطنية، يكمن قبل اي شيء في مشاركة كل الشرائح المدنية والسياسية والدينية في حياة المجتمع العراقي". واضاف "بناء على ذلك، فان اعتماد مقاربة شاملة واستراتيجية سياسية هو الذي سيسمح بعودة الاستقرار الى العراق وتاليا الى المنطقة".
وقال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس من جهته ان اسبانيا "تحترم قرار الحكومة الاميركية (...) وقرارات الدول المعنية بوجود عسكري في العراق". واضاف "الا اننا لا نزال نشدد على واقع ان الازمات التي تؤثر على استقرار المنطقة لن تجد حلولا الا سياسية وفقط عبر الحوار".
وقال رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن ان "السياسة الدنماركية في العراق لم تتغير" رغم الاستراتيجية الاميركية الجديدة، وان "ليس لدى الحكومة الدنماركية اي نية لنقل قوات دنماركية من جنوب العراق الى بغداد". وتابع ان "الحكومة لا تزال تأمل بان يتمكن العراقيون من ان يتسلموا تدريجيا مسؤولية الامن في جنوب العراق حيث تنتشر القوة الدنماركية" البالغ عديدها 470جنديا.
في انقرة، رحبت وزارة الخارجية التركية بخطة الرئيس الاميركي، مشيدة خصوصا باعلان واشنطن التزامها التصدي للمتمردين الاكراد في العراق.واعلنت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي في تعليق غير مباشر على الاستراتيجية الجديدة للعراق التي اعلنها بوش، انها "تشاطر الرئيس الاميركي القلق الذي عبر عنه الاربعاء حول استمرار العنف واراقة الدماء يوميا في العراق". ووعد الاتحاد الاوروبي ب"المضي في دعم جهود المصالحة الوطنية والحوار"، ودان "بشدة العنف المتزايد الناتج عن اسباب قومية وطائفية"، من دون ان يعلق مباشرة على مضمون استراتيجية بوش.
وحيت المفوضية الاوروبية من بروكسل "المقاربة الاكثر شمولية" التي اختارها الرئيس الاميركي. واعربت المتحدثة باسم المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر عن الامل في ان "تؤدي التدابير المتخذة الى استقرار اكبر"، معتبرة ان الوضع "مقلق جدا". الا ان المفوضية رفضت التعليق على قرار ارسال جنود اضافيين. وقال المتحدث باسمها يوهانس لايتبرغر "الامن في العراق مصدر قلق لكل المجتمع الدولي، بما فيه الاتحاد الاوروبي".واضاف "الاستقرار في العراق سيتطلب اعمالا ليس فقط على الصعيد الامني انما ايضا في المجالات السياسية والاقتصادية اذا استمرت عملية المصالحة الوطنية".
من جهة أخرى اعرب وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت عن الاسف لكون الاستراتيجية الجديدة للعراق لا تتناول المشاكل السياسية الحقيقية في البلاد الممزقة بالعنف والفوضى. وقال وزير الخارجية النروجي جوناس غار ستوير ان "لا حلا عسكريا في العراق، وان الحل يفترض ان يكون سياسيا ومدنيا واقتصاديا". الا انه اعتبر ان الوضع في العراق هش جدا حاليا ما يحول دون انسحاب القوات الاميركية. وفي موسكو، اعلن رئيس البرلمان الروسي (الدوما) بوريس غريزلوف القريب من الرئيس فلاديمير بوتين ان بلاده لا تؤيد ارسال نحو عشرين الف جندي اضافي الى العراق. وقال غريزلوف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للانباء ان "روسيا لم تدعم ابدا ارسال قوات الى العراق، وزيادة الوحدات العسكرية امر لا يستحق الاشادة به".
اما ايران فقد وصفت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني قرار الرئيس الاميركي ارسال مزيد من القوات الى العراق بانه "هدية غير ملائمة الى الاميركيين، في بداية السنة الجديدة" واضاف ان "ارسال قوات اضافية سيزيد من انعدام الاستقرار والتوتر في العراق ولن يساعد على تسهيل حل مشاكل العراق". من جهته اعتبر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان "زيادة عديد القوات الاميركية في العراق بنحو عشرين الفا ليس ايجابيا لاننا نريد انهاء الحرب وليس تصعيدها وهو بمثابة صب الزيت على النار". واكد بوش خلال عرض خطته على مواجهة اي دعم تقدمه ايران او سوريا للمتمردين في العراق.