إرتياح لفشل سيناريو رايس ورفض عباس الدولة المؤقتة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة: عم الارتياح أوساط الفلسطينيين على المستويين الرسمي والشعبي ، لمواقف الأطراف المتنازعة والتي عبر عنها رئيس السلطة الوطنية محمود عباس خلال لقاءه اليوم وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس ، ورفضه لحلول الدولة المؤقتة ، كما عبر عنها بالأمس رئيس الوزراء الفلسطيني ودعوته لوقف المصادمات وعقد مصالحة وطنية.
وقد رحبت القوى الوطنية والإسلامية ، بجهود وإجراءات التهدئة حول الوضع الداخلي الفلسطيني ، مؤكدة على تمسكها الثابت والمبدئي بالثوابت الوطنية ، والالتزام الحازم بالمصلحة الوطنية العليا ، مثمنة في السياق ذاته ، الجهود والتحركات الشعبية لما أبدته من حرص أكيد والتزام حازم بالوحدة الوطنية.
وكان الرئيس عباس ، قد أبلغ الصحافيين اليوم أنه بحث مع رايس الجهود الفلسطينية المبذولة من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، معربا عن أمله في تحقيق نتائج ايجابية على صعيد تشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة ، وان تصل إلى نهايات مثمرة . وأكد عباس للوزيرة رايس رفضه لأية حلول مؤقتة أو انتقالية بما فيها دولة ذات حدود مؤقتة، موضحا أن المطلوب هو التحرك النشط والمتواصل ومن قبل مختلف الأطراف الدولية والإقليمية من أجل إنهاء الصراع وما ترتب عليه من نتائج.
وقد بعث رفض الرئيس عباس لحلول الدولة المؤقتة الذي تبنته وزارة الخارجية الأميركية وأفردت له مدة عامين ليدخل حيز التنفيذ ، الارتياح في نفوس الفلسطينيين ، لاسيما فصائله السياسية التي عبرت عن إدانتها للانحياز الأميركي الفاضح لصالح إسرائيل.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بأن جولة رايس تستهدف توظيف الاحتلال وحلفاءها في المنطقة لخدمة ما سمي بإستراتيجية بوش الجديدة في العراق ، الرامية لاستخدام مزيد من القوة العسكرية الغاشمة لكسر مقاومة وصمود الشعب العراقي وشعوب المنطقة.
ودعت الشعبية ، إلى رفض التدخلات الأميركية الإسرائيلية في الشأن الوطني ، والتمسك بخيار الشعب الفلسطيني الوطني والديمقراطي ، وصولا لترتيب البيت الداخلي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية .
من جانبه نوه وليد العوض عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب عضو لجنة المتابعة العليا في بيان له ، إلى أهمية أن يركز الحوار على الحفاظ على استقرار النظام السياسي ، والحفاظ على العملية الديمقراطية كناظم للحياة الداخلية ، والابتعاد عن كل أساليب العنف في معالجة الشأن الداخلي. وكان الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية غازي حمد قال في تصريح صحافي ، ان زيارة رايس للمنطقة تهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية وفرض حلول تتساوق مع الأهداف الإسرائيلية ، موضحا ان رايس تحمل أفكارا لن تساهم إلا في خلق حالة من الشرخ والانقسام في المنطقة .
ووصف تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان تلقته "إيلاف" ، التصريحات التي أدلت بها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية والتي أكدت فيها أنها سوف تبحث في تسريع تطبيق خارطة الطريق الدولية ، بـ"المناورة السياسية" التي تستهدف الالتفاف على المقترحات والمبادرات الدولية وتوصيات لجنة بيكر - هاملتون ، الداعية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية ، ومبدأ الأرض مقابل السلام في إطار مؤتمر دولي ، من أجل تسويق خارطة طريق إسرائيلية تدعو لإقامة دولة حدود مؤقتة في إطار خطة الانطواء الإسرائيلية.
من جهتها أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، على أهمية تكثيف العمل والحوار للتوصل إلى الاتفاق على البرنامج المشترك وحكومة الوحدة لمواجهة وكسر الحصار المفروض على الشعب ولجم الاعتداءات الإسرائيلية ، والتصدي للمشاريع التي تنتقص من حقوق الشعب وفي مقدمتها مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة ، والتي عادت لتطل برأسها مع زيارة وزيرة الخارجية الأميركية للمنطقة التي تسعى من خلاله لإعادة المنطقة إلى دوامة الحلول الجزئية والانتقالية لتسويق المخطط الإسرائيلي التوسعي ، والالتفاف على قرارات الشرعية الدولية وعلى الدعوة الأوروبية لعقد مؤتمر دولي للسلام.
وعلى الصعيد الشعبي ، تلقى الفلسطينيون عبر وسائلهم الإعلامية المختلفة تلك المواقف والخطابات الداعية لوقف المصادمات وعقد مصالحة وطنية ، بارتياح حيث ساهمت الإذاعات المحلية التي كانت منبرا للتحريض بالأمس ، بتعزيز الوحدة الوطنية واستبدال الإعلانات التجارية بإعلانات الوحدة التي أطلقتها مؤسسات المجتمع المدني.