رايس تعرض مقايضة دعم العراق بتحريك فلسطيني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
التقت مبارك وموسى بالأقصر وسط خلافات مكتومة
رايس تعرض مقايضة دعم العراق بتحريك فلسطيني
نبيل شرف الدين من القاهرة : بينما التقى الرئيس المصري حسني مبارك كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية، بمدينة الأقصر جنوب مصر، فقد تحدث مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة عن "خطة مقايضة" ربما تطرحها رايس على المسؤولين في مصر والسعودية، سيجري بمقتضاها الدفع في اتجاه التهدئة في العراق من خلال دعم عربي مباشر للحكومة العراقية، مقابل تحريك ملف السلام في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي .
ووفقاً لذات المصدر فسوف تطلب رايس من مصر والسعودية تقديم الدعم للحكومة العراقية الحالية، مقابل إجراء مصالحة وطنية في العراق، ووقف الحملات التي تشن على السنة العرب، وإلا فإن الولايات المتحدة ستفكر جديا في إبعادها، والبحث عن حكومة توافق وطنية قادرة على بسط الاستقرار في العراق"، وفق المصدر ذاته . ولم يستبعد ذات المصدر أن تسعى رايس إلى انتزاع تأييد عربي لتحالفها التي تعتزم تدشينه ضد إيران، عبر إقناع دول المنطقة وفي مقدمتها مصر للعمل على تأسيس تحالف سني، يضم دولاً عربية (محورية) لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي بالمنطقة .
وعلى صعيد القضية الفلسطينية فقد توقع مصدر دبلوماسي أن تعرض مصر استضافة القمة الثلاثية التي أعلن أن رايس ستعقدها مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، غير أن مراقبين شككوا في ذلك الأمر، بالنظر إلى الخلافات الهائلة المكتومة التي تخيم على العلاقات المصرية ـ الأميركية في الوقت الراهن، وإن لم تقف هذه الخلافات حائلاً دون مواصلة التفاهم بين البلدين، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية المحورية كالقضية الفلسطينية .
التهدئة في العراق
ووصلت وزير الخارجية الأميركية إلى مدينة الأقصر بعد ظهر اليوم الاثنين في زيارة لمصر تستغرق ساعات، اجتمعت خلالها مع الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف، فضلاً عن نظيرها المصري أحمد أبو الغيط، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، على أن تغادر رايس مساء اليوم لمواصلة جولتها الإقليمية .
وحين بدأت في مطلع هذا الأسبوع وزيرة الخارجية الأميركية جولتها الشرق أوسطية، قالت مصادر دبلوماسية غربية إنها تستهدف التسويق لاستراتيجية بوش الجديدة حول العراق وانتزاع التأييد لها من الدول المحورية مثل مصر والسعودية، مقابل التعهد بضمان لعب دور أكبر للسنة العرب في العملية السياسية بالعراق ووقف عمليات العنف بين الشيعة والسنة .
وعما إذا كان الرئيس الأميركي قد حذر في إستراتيجيته الجديدة تجاه العراق عددا من الدول العربية، قال سليمان عواد، المتحدث الرئاسي المصري إن الرئيس الأميركي لم يستخدم هذا التعبير، لكنه دعا هذه الدول إلى أن تتفهم الوضع في العراق ونحن نتفهمه تماماً، كما دعا هذه الدول للتعاون مع الحكومة العراقية وقد دعمنا - مصريين وعربا -العملية السياسية في العراق ودعونا إلى أن تتفهم جميع الأطراف داخل العراق وأيضاً في عواصم قوات التحالف، حقيقة أن الوفاق الوطني هو الشرط الضروري لإنجاح هذه العملية السياسية في العراق"، على حد تعبير المتحدث الرئاسي المصري .
ومضى عواد قائلاً إن الوفاق الوطني لا يتحقق الا بوحدة أبناء العراق ونبذهم لكل خلافاتهم الطائفية والمذهبية، ودعا عواد كافة الطوائف إلى تفهم ذلك، مشيراً إلى أنه لن يتحقق الوفاق الوطني بتهميش طائفة والدفاع عن مصالح طوائف أخرى، بل بأن يضع أبناء العراق المصالح العليا للعراق وشعبه فوق كل اعتبار"، حسب تعبيره .
خارطة فلسطينية
ومن المقرر أيضاً أن تبحث رايس مع مبارك الملف الفلسطيني حيث ستعرض إمكانية استئناف مسيرة التسوية في المنطقة انطلاقًا من "خارطة طريق" تدور حول إعلان دولة فلسطينية مؤقتة وأن يتواكب هذا مع الإعلان دعم مفاوضات جادة بين إسرائيل والفلسطينيين لإنهاء التوتر في المنطقة وتمهيد الساحة أمام أجواء مستقرة نسبياً .
وفي هذا السياق قال سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن السنوات الأخيرة بالنسبة لخارطة الطريق تؤكد أن الخطوات أحادية الجانب والخطوات المرحلية لم تنجح، وأن الوقت قد حان للحديث عن اتفاق شامل للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، على نحو يفتح الباب لتحريك عملية السلام على كافة المسارات .
وأوضح عواد أن الرئيس مبارك لديه تصورا وأفكارا ومقترحات محددة في رسالته للرئيس الأميركي جورج بوش ويزمع التطرق إلى تفاصيلها على وجه الدقة والتحديد لدى استقباله لوزيرة الخارجية الأميركية اليوم الاثنين، وأن اتصالات مبارك مع الشركاء الإقليميين استهدفت على وجه التحديد بلورة هذه الأفكار واستكشاف ردود الفعل والآراء حول هذا التصور المصري لكسر جمود عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل .
وأجرت رايس محادثات يوم أمس الأحد مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتعهدت بمشاركة أميركية أكبر لدفع عملية السلام التي انهارت عام 2001 ، غير أن رايس لم تتحدث حتى الآن حول تفاصيل خططها في هذا المضمار، بينما قال مسؤولون اسرائيليون إن واشنطن تستكشف عدة خيارات، من بينها إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة، وهي فكرة جرى اقتراحها في خطة "خارطة الطريق" لكن عباس أعلن رفضه لها في أكثر من مناسبة .