أخبار

أولمرت وبيريتس يرفضان الإستقالة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلف خلف من رام الله-وكالات:

دان حالوتس صاحب نظرية الحروب المفتوحة

المعلم: على اسرائيل الانسحاب من الجولان

ليفني: نملك من القوة ما يكفي لمواجهة رحيل حالوتس

اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس اليوم الخميس عزمهما على البقاء في منصبيهما على الرغم من اصابع الاتهام الموجهة اليهما في اخفاقات الحرب على لبنان والدعوات الى رحيلهما في أعقاب استقالة رئيس هيئة الاركان دان حالوتس.

واعتبرت الصحف الاسرائيلية الكبرى الثلاث اليوم الخميس ان اولمرت وبيريتس باتا اشبه ب"بطتين عرجتين"، مشيرة الى ان الجنرال حالوتس الذي استقال الثلاثاء، لا يمكن ان يدفع وحده ثمن الاخطاء.كذلك يرى الرأي العام انه من الواجب محاسبة المسؤولين السياسيين ايضا.

وكشف استطلاع للرأي نشرت الإذاعة العامة نتائجه اليوم الخميس ان غالبية كبيرة من الاسرائيليين (9،70%) تؤيد استقالة بيريتس فيما يؤيد 2،50% استقالة اولمرت، وان 58% من الاسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات مبكرة بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة في اذار/مارس 2006، مقابل 37% يعارضون هذا الطرح.

والجنرال حالوتس هو اكبر مسؤول يتنحى من منصبه اثر إخفاقات الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان بين 12 تموز/يوليو و14 اب/اغسطس من دون ان تنجح في القضاء على الجهاز العسكري لحزب الله الشيعي اللبناني.ووافق اولمرت تحت ضغط الرأي العام على تشكيل لجنة تحقيق رسمية في هذه الحرب ستصدر اول استنتاجاتها في مطلع شباط/فبراير.

واستبعدت موظفة مقربة من اولمرت اي نية لديه في الاستقالة وقالت طالبة عدم كشف هويتها "لا، ان رئيس الوزراء ليس لديه اي نية في التخلي عن مهامه".وبات اولمرت الذي يسجل حزبه كاديما تراجعا حادا في استطلاعات الرأي، في موقع هش للغاية ولا سيما بعد ان اصدر مدعي عام الدولة الثلاثاء امرا بفتح تحقيق جنائي بحقه في اطار فضيحة مالية مرتبطة بخصخصة بنك "لئومي" ثاني المصارف الاسرائيلية.كذلك استبعد وزير الدفاع الاستقالة وقال "اعتزم مواصلة عملي بصفتي وزيرا للدفاع".

ويواجه بيريتس معارضة متزايدة في صفوف حزب العمل الذي يتزعمه وقدم خصمه رئيس الوزراء السابق ايهود باراك ترشيحه لخلافته على رأس الحزب في الانتخابات الداخلية المقررة في 28 ايار/مايو وكذلك على رأس وزارة الدفاع.

وتساءلت صحيفة يديعوت احرونوت الشعبية "هل يمكن ان تكون هاتان البطتان العرجتان - واحد بسبب تحقيق تجريه الشرطة والاخر على وشك طرده من حزبه- مؤهلتين لاختيار الشخص الذي سيتولى ادارة الجيش في هذه المرحلة التي تعد من اكثر المراحل صعوبة في تاريخنا؟"

وكتبت صحيفة معاريف المستقلة ان اولمرت وبيريتس "يعرفان انهما بطتان عرجتان في طريقهما الى المسلخ".غير ان رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي تساحي هانغبي المقرب من اولمرت اعتبر ان على رئيس الحكومة ووزير الدفاع عدم الاستقالة قبل صدور نتائج لجنة التحقيق.وقال هانغبي لاذاعة الجيش الاسرائيلي "على الذين يتحدد مصيرهم حاليا ان ينتظروا بصبر".ودعا قادة تكتل ليكود، اكبر احزاب المعارضة اليمينية، وحزب بيريتس المعارض اليساري مرارا الى استقالة اولمرت وبيريتس.وفي هذه الاثناء تجري مشاورات مكثفة للاسراع بتعيين خلف للجنرال حالوتس.

من جهته كتب المحلل السياسي الوف بن اليوم مقالاً يرى فيه أنه رغم أن اولمرت لا ينوي الاستقالة من تلقاء نفسه إلا أن الحكاية وصلت إلى نهايتها والطوق يشتد حول عنقه. ويقول بن: أولمرت لا ينوي تقديم استقالته من رئاسة الوزراء. هو يرغب في خوض الكفاح من اجل بقائه السياسي وتنظيف اسمه من "التحقيقات والقضايا المطروحة".


وأضاف بن في مقال له نشرته صحيفة هآرتس اليوم: إصراره يمس شغاف القلوب، وبرود أعصابه في الازمات يبعث على الاحترام، وهو قادر على التفاخر بالاقتصاد المتنامي وتراجع الإرهاب الفلسطيني وصداقته مع قادة العالم العربي. ومع ذلك، يبدو كفاح اولمرت عديم الفرص بعد الضربة المزدوجة التي تلقاها أمس مع بدء التحقيق ضده في قضية بنك ليئومي واستقالة رئيس هيئة الأركان دان حلوتس.

وتابع القول في مقاله الذي حمل عنوان "انتهى الأمر": حتى إذا صمد رئيس الوزراء في منصبه عدة أشهر أخرى، وربما سنة، سيكون خلال ذلك مشغولا في إنقاذ كرسيه، وسيجد صعوبة في إدارة شؤون الدولة. إسرائيل تدخل منذ الآن في فترة فراغية مع قشرة دقيقة من القيادة، والقليل من المضامين الجوهرية. يحدونا الأمل فقط أن يستغل رئيس هيئة الأركان الجديد هذه الفترة لإعادة بناء الجيش وأن لا تندلع حرب جديدة في المناطق أو في الشمال، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي بعض الشيء.
وأضاف بن في مقاله يقول: انصراف رئيس هيئة الأركان ترك اولمرت وحيدا في القيادة التي أدارت الحرب الفاشلة في لبنان. عمير بيرتس في طريقه نحو مغادرة وزارة الدفاع، قادة الجيش استقالوا واولمرت هو آخر من تبقى على القمة. هو المرشح للاستقالة. لديه ادعاءات غير بسيطة أمام لجنة فينوغراد: أسلافه أهملوا الجبهة، الجيش ضلله، قراراته كانت بدعم كامل شعبيا ومهنيا. ولكنه في الوقت نفسه سيجد صعوبة في إقناع الجمهور والإعلام المتجوعين للرؤوس المقطوعة في القيادة، حتى لو اقتنعت اللجنة بذلك.

ادعاءات اولمرت حول إنجازات الحرب أصبحت منسية منذ زمن. حتى حلوتس اعترف بأنها مست بالقدرة الردعية الإسرائيلية.
"المصاعب تحيط باولمرت. الجمهور ملّ منه وآخر استطلاع أظهر أنه يتمتع بتأييد 14 في المئة فقط، وهذا من قبل أن تبدأ تحقيقات بنك ليئومي واستقالة رئيس هيئة الأركان ولجنة فينوغراد. ادعاء اولمرت بأن الواقع جيد وأن الاستطلاعات وحدها هي ليست جيدة يبدو مثل دعابة رديئة. حتى إذا كان محقا، فمن الواضح أنه قد فشل في توضيح مواقفه. مقرباه السياسيان، حاييم رامون وابراهام هيرشيزون، قُضما تحت أسنان القانون، مديرة ديوانه متورطة في قضية سلطة الضرائب. الحزب الحاكم كديما يبدو في الاستطلاعات كحزب وسط من الدرجة الثانية. هذا الحزب من دون أجندة منذ دفن خطة الانطواء، ومن دون قائد كاريزماتي يحظى بالشعبية، والنزاعات تتفشى بين قادته. حزب "الفرقعة الكبرى" يفقد أسباب وجوده، والجهاز السياسي يعود تدريجيا الى التركيبة ثنائية الحزب" كما يقول بن.

ويضيف: استراتيجية اولمرت هي تخفيض رأسه إلى أن تمر العاصفة، وبعدئذ التوجه للبحث عن خطوة تعيد له هيمنته وقوته. مثل "السور الواقي" وفك الارتباط عند شارون. ولكن ما الذي يستطيع أن يفعله؟ القنوات السياسية مغلقة. اولمرت يتباطأ في التفاوض مع السوريين، ومحادثاته الفارغة مع أبي مازن لن تقود إلى أي مكان. وحتى إذا رغب اولمرت في القيام بلفتات دراماتيكية واطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين وإخلاء عشرات البؤر الاستيطانية، فلن يستطيع. هامش المناورة عنده مقيد بين ليبرمان الذي يحافظ له على الائتلاف وبين قادة حماس الذين يمسكون بجلعاد شليط.

ويختتم بن مقاله قائلا: لو رغب في التوجه إلى المسار الأمني واستغلال القلق الشعبي من الحرب للقيام بحملة تسلح وتمترس فانه قد فوت الموعد. كان عليه من اجل ذلك أن يُقيل بيرتس وحلوتس بعد الحرب فورا وأن يجلب من أميركا سلاحا جديدا. عمليات أمنية استعراضية مثل القيام باغتيال ناجح لنصر الله أو قصف المنشآت النووية الإيرانية كانت لتُعيد له زعامته، ولكنها خطوات خطرة جدا. بوش أيضا لن يسمح لإسرائيل بمهاجمة إيران من قبل أن يقوم هو بخطواته الدبلوماسية من اجل إيقافها. ولكن اولمرت لن يغادر. هو سيواصل الكفاح من اجل حقيقته. ولكن ماذا بالنسبة إلى الدولة؟ هذه الدولة ستضطر في غضون ذلك إلى الانتظار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف