أخبار

الصدر .. ضغوط سياسية وعسكرية تعيده للحكومة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نقل عائلته لمكان آمن وحدد حركته خشية ضربة أميركية
الصدر .. ضغوط سياسية وعسكرية تعيده للحكومة

الصحافيون العراقيون ضحية العنف الطائفي

المالكي ينفي تصريحاته حول بوش

محامي طارق عزيز: نأمل الافراج عن موكلي

أسامة مهدي من لندن: نجحت ضغوط سياسية وعسكرية تمارس ضد التيار الصدري الذي يقوده رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر في دفعه الى اتخاذ قرار بالعودة الى الحكومة ومجلس النواب اللذين يقاطعهما منذ شهرين احتجاجا على عدم جدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق وعلى اجتماع رئيس الوزراء نوري المالكي بالرئيس الاميركي جورج بوش في عمان بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

وبعد اجتماعات استمرت ثلاثة ايام بين فصائل الائتلاف العراقي الشيعي والتيار الصدري احد مكوناته تمت خلالها مناقشة مطالب التيار الصدري وشروطه لهذه العودة في جهود لعب رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري دورا بارزا فيها لاقناع الصدريين بالعودة الى مجلس النواب والحكومة التي يرجح ان تتحقق الاثنين المقبل . وفعلا فقد اعلن الجعفري ان الصدريين سيعودون خلال ايام قليلة لاسئناف نشاطهم في الحكومة ولهم ستة وزراء وفي مجلس النواب ولهم 30 مقعدا فيه.

وعلمت "ايلاف" ان الاتفاق على عودة التيار الصدري لنشاطه السياسي الرسمي قد تم بعد اتفاق على وقف الاعتقالات التي تواجه قادته وتسريع الحكومة العراقية لعمليات تسلم الملفات الامنية في المحافظات من القوات الاجنبية.

وفي اجتماع سابق بين الصدر والمرجع الديني الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني فقد نصحه هذا الاخير بانها ء مثاطعة تياره حفاظا على وحدة الائتلاف . ويشعر رئيس الوزراء نوري المالكي بجدية تصميم القوات الاميركية على وضع حد لممارسات جيش المهدي التابع للصدر حيث توجه له اتهامات بممارسة عمليات عنف وتهجير طائفية.

والمالكي وهو احد قياديي حزب الدعوة الاسلامية احد مكونات الائتلاف مدين لاصوات الصدريين في وصوله الى رئاسة الحكومة بعد التصويت الذي جرى داخل الائتلاف وفاز فيه مرشح الدعوة الجعفري في مواجهة مرشح المجلس الاعلى عادل عبد المهدي والذي تنحى عن الترشيح بعد ذلك بضغوط اميركية لصالح المالكي.

وتبدو القوات الاميركية مصممة على مواجهة التيار الصدري وجيشه والقضاء عليه فيما اذا تصدى له في مساعيه لاعتقال مجموعات من تشكيلاته متهمة بتشكيل فرق موت . ولذلك فان هذه القوات دخلت في عمليات عسكرية مكثفة ضد جيش المهدي منذ ثلاثة اسابيع على الخصوص اكدت مصادر عراقية انه تم خلالها اعتقال حوالي 500 من عناصره الذين يبلغ مجموعهم حوالي 10 الاف مسلح ينتشرون في بغداد والمحافظات الجنوبية.

إعتقال مستشار للصدر
وفي تطور خطير في المواجهة اعتقلت القوات العراقية والأميركية اليوم مستشارا بارزا للصدر رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، في مداهمة نفذتها اليوم في بغداد.

وقال مسؤول في مكتب الصدر إن القوات اعتقلت عبد الهادي الدرجي وهو المدير الإعلامي في مسجد بحي "البلديات" بضواحي بغداد الشرقية هو عبد الهادي الدراجي . وقال مسؤول في مكتب الصدر أن حارس المسجد قُتل خلال عملية الدهم التي شهدت تبادلا لإطلاق النار لاعتقال الدراجي موضحا ان أربعة أشخاص كانوا برفقة الدراجي تم اعتقالهم.

وبدوره أكد الجيش الأميركي في بيان الى "ايلاف" عملية الاعتقال وقال إن وحدة خاصة من القوات العراقية قامت باعتقال المسؤول في عملية دهم شنتها شرق بغداد إلا أنه لم يحدد هوية المعتقل. واتهم الجيش هذا المعتقل بالارتباط بقادة فرق الموت المسؤولة عن "عمليات القتل الطائفية الدامية التي خلفت آلاف الجثث المجهولة في أنحاء متفرقة من العاصمة العراقية".

وقال ان هذا الشخص قد اعتقل "استنادا إلى استخبارات موثقة بانه قائد لجنة معاقبة في الجماعة المسلحة الخارجة عن القانون المسؤولة عن الخطف المنظم والتعذيب والقتل التي تستهدف المدنيين العراقيين." وأضاف أن المعتقل مسؤول عن اغتيال عدد من قوات الأمن العراقية ومسؤولين حكوميين.

كما قال الجيش الأميركى في بيان اخر اليوم ايضا إن المعتقلين من أعضاء مجلس محافظة واسط الجنوبية يشتبه أنهما قدما تسهيلات لتهريب عبوات ناسفة وأسلحة.

واوضح انه اعتقل العضوين امس الاول بالاشتراك مع قوات عراقية خلال عمليات في مدينة الكوت عاصمة المحافظة . وأضاف ان معلومات استخباراتية موثوق بها قادت الى القاء القبض عليهما بعد الشك في تقديمهما تسهيلات لتهريب العبوات الناسفة والاسلحة الى العراق والتي تستخدم في الهجمات ضد قوات الامن العراقية وقوات التحالف. واشار الى ان المشتبه بهما سيبقيان قيد الاعتقال الى حين معرفة نتائج التحقيق .وكانت قوة مشتركة قامت باقتحام مقر مجلس محافظة واسط واعتقال العضوين قاسم الاعرجي وفاضل جاسم أبو الطيب.

المالكي
ومن جهته اكد المالكي امس ان خطة بغداد لن تسمح لاي سياسي ان يتدخل بها لانها ستكون عسكرية مهنية صرف تتعامل مع ظاهرة الخروج على القانون سواء كانت متمردين سنة او شيعة عرب او اكراد مليشيات منظمات ارهابية . واضاف "ان الكل تحت عنوان خارج على القانون مهنية صرفة تتعامل مع ظاهرة الخروج على القانون سواء كان المتمردون سنة او شيعة عرب او اكراد ميليشيات منظمات ارهابية الكل تحت عنوان الخارج على القانون وفي الايام القادمة سيشهد العالم كيف سنتعامل مع الخارجين على القانون او مع العسكريين الذين يميزون بين الخارجين على القانون".

وقد شعر الصدر بجدية التصميم الاميركي على مواجهة نشاط مسلحيه التي يطلق عليها الاميركان "مليشات المهدي" فاصدر تعليمات الى انصاره بعدم الدخول في مواجهات عسكرية مع القوات الاميركية التي تستهدف معقلهم في مدينة الصدر ببغداد على الخصوص اضافة الى المحافظات الجنوبية وخاصة السماوة والديوانية والبصرة.

كما انه ابلغ صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية في تصريح نشرته اليوم قائلا "نقلت عائلتي الى مكان امن وحددت حركتي، بحيث ان قلة من الناس يعرفون أين انا". ومعروف ان الصدر يتخذ من مدينة النجف الشيعية المقدسة سكنا له ومنها يتابع نشاطاته السياسية والدينية.

تحرك أميركي في الجنوب
وفي تاكيد لوجود تحرك اميركي واسع في الجنوب مع القوات البريطانية استعداد لتوجيه ضربات ضد جيش المهدي ولتوسيع عمليات اعتقال لاعضائه قام وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بزيارة مفاجئة اليوم لمدينة البصرة الجنوبية هي الثانية له خلال شهر منذ تسلمه وزارة الدفاع الأميركية مؤخرا خلفا لدونالد رامسفيلد.

وخلال زيارته للبصرة التي استغرقت اربع ساعات غادرها عائدا الى بلاده اجتمع الوزير مع قادة القوات البريطانية المسؤولة عن أمن المنطقة الجنوبية ومع قادة التحالف في العراق لبحث الأوضاع الامنية هناك.

وقد ترافقت الاجراءات ضد جيش المهدي مع تصريحات مسؤولين في البنتاغون اكدوا فيها أن عمليات الدهم التي تنفذها القوات الأميركية في العراق منذ شهرين قد ساهمت في جمع معلومات بالغة الأهمية ومعدات تشير بالخصوص إلى تورط حرس الثورة الإيرانية (قوة القدس) بالتعاون مع (مقاتلين من الشيعة) تستهدف تنفيذ اعتداءات ليس فقط ضد المدنيين العراقيين ولكن ضد القوات الأميركية أيضا على حد قول مصادر اميركية.

وقال الوزير إن العراق يشهد "لحظة حاسمة" فيما اشار القائد العسكري الاميركي في العراق جورج كيسي انه اي قرارات بشأن خفض أعداد القوات الاميركية لن تتخذ قبل "أواخر الصيف". واضاف غيتس "أيا كان الرأي في كيفية الوصول الى هذه النقطة هنا في العراق عند هذه اللحظة الحاسمة هناك اتفاق واسع النطاق على أن الفشل سيكون بمثابة كارثة للمصالح القومية للولايات المتحدة ولدول أخرى كذلك." وأوضح انه "بالنظر للمخاطر فان الفشل ليس خيارا مطروحا."

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع غيتس في البصرة قال الجنرال كيسي ان المهمة الرئيسية لقوات اضافية قوامها 20 الف جندي سيرسلها الرئيس الاميركي جورج بوش في الاشهر المقبلة هي مساعدة القوات العراقية على تأمين بغداد.

واشار الى ان بغداد لن تتمتع بالامان بين ليلة وضحاها. وعبر عن أمله في تحقيق تقدم تدريجي خلال ما بين 60 و90 يوما لكنه قال ان الناس في بغداد قد لا يشعرون بالامان قبل أواخر الصيف وعندئذ قد ينظر القادة في ما اذا كان يمكن للولايات المتحدة البدء في تخفيض عدد القوات. وأضاف "اعتقد ان التوقعات هي أواخر الصيف... سنبدأ في التفكير في الامر قبل ذلك لكن النتائج التي ستدفعنا لاتخاذ مثل هذه القرارات لن تظهر قبل اواخر الصيف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف