طالباني : نريد دعما عربيا لتجاوز أيامنا الصعبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
التوافق : انسحابنا من الحكومة يكرس محاولات التقسيم
طالباني : نريد دعما عربيا لتجاوز أيامنا الصعبة
وبحث الرئيس طالباني خلال اجتماع مع رئيس الائتلاف العراقي الحاكم السيد عبد العزيز الحكيم والسفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد آخر المستجدات والتطورات السياسية والامنية الراهنة. وفي تصريح صحافي مشترك عقب انتهاء الاجتماع قال طالباني إنه بحث مع الحكيم موضوع اجتماع المجلس السياسي للأمن الوطني والقضايا المشتركة في مجلس النواب العراقي بين نواب التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي وجميع القضايا التي تهم الشعب العراقي. ومن جهته وصف الحكيم الاجتماع بالجيد واشار الى انه عقد من اجل تنسيق المواقف لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب العراقي.
ومن جهة اخرى شدد الرئيس طالباني على ضرورة وجود دعم عربي حقيقي للعراق لتجاوز الصعاب والأيام الصعبة التي يمر بها العراق وذلك خلال اجتماعه مع السفير مختار لماني ممثل الجامعة العربية في العراق.
وتم خلال الاجتماع بحث العملية السياسية وموضوع المصالحة الوطنية .. وقال طالباني " إن تركيزنا الحالي هو على توفير الامن والاستقرار مشددا على ضرورة الانتقال من حالة التخندق الطائفي الى الإجماع الوطني". وأكد طالباني ولماني ضرورة مساعدة ودعم الدول العربية لإنجاح المشروع السياسي في العراق وتوفير الامن والمساهمة في إعادة البناء "لان نجاح العراق نجاح لجميع دول الجوار والدول العربية" كما قال مصدر في مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني الليلة الماضية .واشار المصدر الى ان الرئيس طالباني التقى بعد ذلك السفير الايراني في بغداد كاضمي قمي حيث تمت مناقشة الأوضاع السياسية وتعزيز العلاقات العراقية الايرانية . ولم يعرف فيما اذا كان الاجتماع تناول موضوع الايرانيين الذين اعتقلتهم القوات الاميركية في بغداد واربيل مؤخرا وقالت انها ضبطت معهم خرائط تهدد امن العراق لكن طهران اكدت ان ذلك غير صحيح .
جبهة التوافق : انسحابنا من الحكومة يكرس محاولات تقسيم العراق
رفضت جبهة التوافق السنية دعوات انسحابها من الحكومة معتبرة ان الانسحاب سيكرس المحاصصة الطائفية ومحاولات تقسيم العراق.
وقال الحزب الاسلامي العراقي بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو احد ثلاثة مكونات تشكل جبهة التوافق اضافة الى مؤتمر اهل العراق وجبهة الحوار الوطني إن بقاء الجبهة او انسحابها من الحكومة له معان عدة من اهمها :
أولا : إننا نعتقد بأنّ المسيء هو الذي يجب أن ينسحب وليس غيره وأن الذي يتبنى الأجندات الإقليمية والأجنبية هو الذي يجب أن ينسحب وليس الذي يتبنى الأجندة الوطنية .
ثانياً : إن الانسحاب من دون وجود مشروع وطني حقيقي فاعل بديل لا معنى له وليس الانسحاب وحده هو الذي سيغير الأوضاع ويصححها وإنما ينبغي أن تتظافر مجموعة من الفعاليات السياسية الضاغطة كي تؤتي أكلها في إحداث التغيير نحو الأفضل .
ثالثاً : ليس من الصواب أن نسمح لغيرنا بأن يفسّر انسحابنا بأنه تكريس لحالة الطائفية مرة أخرى ، إننا نعتقد بوجود كثير من العناصر الوطنية المخلصة في جميع مكونات الشعب العراقي وعلينا أن نمدّ جسور التفاهم معها .
وفي الوقت الذي نريد فيه التخلص من حالة المحاصصة فليس صواباً أن نتخذ أي إجراء من شأنه أن يفسّر خطأ بأنه تكريس لها وإيجاد مبررات جديدة لتقسيم العراق لا سمح الله .
رابعاً : إن القراءة الواعية للساحة السياسية هي التي ترجّح البقاء أو الانسحاب وليس ردود الأفعال المتأتية من الظلم الواقع على الشعب العراقي .
إننا نؤكد أن مصابرة الشعب العراقي المجاهد والتفافه حول المخلصين العاملين لإنقاذه هي المعين الذي نستقي منه بعد تأييد الله عز وجلّ .
أما نحن في جبهة التوافق العراقية فكنا وما زلنا نبذل كل ما لدينا من اجل نصرة شعبنا والدفاع عن حقوقه ( فأما الزبدُ فيذهبُ جفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض ِ كذلك يضربُ اللهُ الأمثال ) .
ومعروف ان جبهة التوافق تشارك في العملية السياسية من خلال 44 نائبا يمثلها في مجلس النواب وستة وزراء في الحكومة اضافة الى منصبي نائب رئيس الجمهورية الذي يحتله الهاشمي ومنصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الامنية الذي يتولاه سلام الزوبعي .
وحول موضوع انسحاب القوات الاميركية من العراق قال الحزب في رسالته الاسبوعية التي يوجهها الى اعضائه وانصاره وحصلت "ايلاف" على نسخة منها اليوم ان موضوع الانسحاب هذا يمثل احد الموضوعات المهمة والمطروحة باستمرار على الساحة العراقية .
واضاف انه حين عاود نشاطه العلني بعد سقوط النظام السابق كان هاجسُ تحرير العراق والتأكيدُ المستمر على ضرورة إنهاء التواجد الأجنبي على ارض العراق حاضراً في مشروعه السياسي ومنهاجه . واوضح أنه بعد ذلك كان البرنامج الانتخابي لجبهة التوافق العراقية والذي وضع في أولوياته تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي المهم "إذ ليس ثمة من يرضى باحتلال بلاده أو يرضى ببقاء قوات الاحتلال دون سبب أو مسوغ وإن سعادتنا لن تتحقق أو تتم إلا بخروج آخر جندي محتل من أراضينا" .
واضاف " أن هذا الموقف من قبلنا لا يعني بأي حال من الأحوال ترك العراق غارقاً في بحار الفوضى التي سببتها قوات الاحتلال ومِن بعدِها الميليشيات والعصابات الإرهابية" . وطالب بأن يكون طرح موضوع جدولة الانسحاب وفق رؤية وطنية شاملة تستوعب كل ظروف المرحلة والمصالح والمفاسد التي تترتب عليها وأن يطالب قوات الاحتلال أن تُصلح ما تم إفساده في الملف الأمني والخدمي والاقتصادي وغيرها وعلى مدى قرابة أربع سنوات منذ الاحتلال . وشدد على ضرورة ان يكون انسحاب القوات المحتلة متزامناً مع جدولة إعادة بناء قوات مسلحة عراقية وطنية مخلصة متوازنة كفوءة غير فاسدة ولا مفسدة .
واشار الى أن تحقيق هذه الخطوة الضرورية والشروع باتخاذ التدابير التي تصحح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الإدارة الأميركية منذ احتلال العراق وإلى اليوم يمكن أن يمثل البداية الحقيقية للشروع بالانسحاب التام وتحقيق الاستقلال الحقيقي الناجز.
وعن موضوع قضية مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط المتنازع على سيادتها بين الاكراد من جهة والتركمان والعرب من جهة اخرى دعا الحزب الاسلامي الى التمهّل في قضية التطبيع والاستفتاء وأن يكون الحوار السياسي وتجسير الثقة بين الفرقاء السياسيين وبين وجهاء المدينة هو الأساس للعمل .
وقال ان له موقفا واضحا من قضية التغيير الديموغرافي في كركوك وغيرها وللمظالم التي لحقت بالشعب الكردي وخصوصاً التهجير والإبادة الجماعية وكذلك الحال بالنسبة إلى ما حصل في حلبجة وغيرها من الجرائم . واضاف " نحن ندعم كل القضايا العادلة للشعب الكردي ولن نتخلى عن أي اتفاق سياسي يكون بيننا وبين إخواننا الكرد إلا أننا بقراءتنا السياسية نقدّم نصيحة مخلصة لكل الأطراف السياسية والحكومية والعشائرية في كركوك وهي أننا حريصون كل الحرص أن لا تتكرر مأساة بغداد وديالى مرة أخرى في كركوك وإننا نعتقد أنّ السقف الذي يصل إليه الفرقاء السياسيون بالحوار والتفاهم هو أعلى من أي سقف آخر يمكن أن تنفرد فيه قوة سياسية واحدة أو تفرضه دولة أو دول إقليمية أو أجنبية" .
واكد التزامه تجاه جميع القضايا العادلة سواء قضايا الشعب الكردي أو غيرها وقال " إننا في النهاية ملتزمون بالخطوات الدستورية التي سيُتفق على صيغتها النهائية بعد التعديل النهائي للدستور ولن نكون محرّضين لأي طرف على حساب طرف آخر بل سنسعى جاهدين إلى التسوية والاستقرار السياسي والأمني وللتنمية في مدينة كركوك".
وفي ما يخص قضايا حقوق الانسان في العراق قال الحزب ان معاناة العراقيين المستمرة منذ دخول القوات الأميركية ارض العراق وما رافقها من فضائح رهيبة بدءاً بملف سجن أبو غريب سيئ الصيت والجرائم التي ارتكبتها تلك القوات في مدينة حديثة والإسحاقي والمحمودية وحوادث القتل والاغتصاب التي أُعلِنَ بعضُها واخفيَ الكثيرُ منها وكذلك ما رافق الخطط الأمنية السابقة من عمليات دهم واعتقال عشوائي لأشخاص لا يزال معظمهم قابعاً في سجون الحكومة . واشار الى ان هذا التغييب تزامن مع آخر مثله في الخطة الأمنية الجديدة التي أعلنتها الحكومة العراقية ولم توضح فيها شيئاً حول حقوق الإنسان العراقي ومن الذي سيكفلها ويحفظها في خضمعمليات الدهمالتي أصبحت سمةً تُميّز جميع الخطط الأمنية التي اضطلعت بها الحكومة ولم يتم التطرق إلى السجون والمعتقلات وأوضاعِها المأسوية وامتلائِها بالمعتقلين الأبرياء واستمرار التعذيب فضلاً عن سوء التغذية والخدمات الصحية المفقودة في ظل وضع مزر يطال آلاف العراقيين الأبرياء .
وقال إن بقاء المعتقلين في السجون لفترة طويلة يؤدي إلى مآسي اجتماعية وإنسانية وخيمة فمعظم هؤلاء هم المعيلون الوحيدون لأسرهم التي اجتمعت عليها الآم اعتقال أحبّتهم والعوز المادي في الوقت نفسه . وطالب بالإسراع بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء وتعويض ذويهم لان هذا يمكن أن يكون مؤشراً جيداً لبداية صحيحة لخطة أمنية يتمنى العراقيون أن لا تكون عنواناً على انتهاك حقوق الإنسان وكرامته دون سبب أو ذنب .