الطبقة المثقفة في فتح وحماس تناشد القيادة السياسية الحل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة: من الأخر يا تحلوها يا تحلوا عنا ... هذا ما خلص إليه الشارع الفلسطيني وطبقة المثقفين ، لدخول الساحة الفلسطينية النفق المظلم جراء الحرب المستعرة بالشارع بين فتح وحماس ، وسقوط العشرات من الأبرياء ، وتفجير المساكن فوق رؤوس قاطنيها.
وفي هذا الإطار قال حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة ، " الأكيد أن أحدا لا يسيطر على المجموعات المسلحة ، التي تشلح الناس وتقتل وتعربد وترهب وترعب دون ردع "، مشيرا إلى أن الاقتتال بين هذه الجماعات لم يعد لأسباب سياسية بل لفرض نفوذها وكما وصفها نوعا من "العنترة الفاضية".
وقد عكست ريشة الفنانة أمية جحا ، ما يريده الشارع الفلسطيني من حركتي فتح وحماس والمتمثلة براسي السلطة ، " أما حل الأزمة الراهنة والذهاب لحكومة وطنية تشارك فيها كل الألوان السياسية، او حل أنفسهم بعيدا عن الشعب". ودعت الحاجة أم إبراهيم في منتصف العقد الخامس من عمرها في حي تل الهوى الذي يشهد حربا غير مسبوقة بين عناصر فتح وحماس، " إلى حل السلطة الوطنية واستبدالها بإدارة تدير شؤونهم المدنية"، مؤكدة بأنه لا يمكن أن تتفق فتح وحماس على برنامج موحد، لذا من الأفضل -بحسب الحاجة أم إبراهيم - اختصار الطريق وتوفير الدماء الفلسطينية لتترك حماس وفتح الشعب يقرروا ما يريدون، على حد تعبيرها.
ولفت البرغوثي ، إلى ما يحدث في غزة هو جريمة كبرى وخيانة بحق الوطن والمواطن، وتجعل الجميع يكفر بكل حملة السلاح ومدعي الوطنية والتدين، متسائلا، " هل يظن قادة التنفيذية وعناصرها أنهم قادرون على إبادة فتح ؟، وهل يظن قادة فتح وعناصرها أنهم قادرون على إبادة حماس؟".
وأكد بان أحداث سنة من المراهقة العسكرية والسياسية ، أثبتت ان القضية ليست بين أيد أمينة، وان هناك من يضحون بها وبشعبها لمآربهم الضيقة، وان شق الصف الوطني وتكثيف الاستقطاب بالخطب والتصريحات وحشو العقول بالأفكار المبيحة لسفك الدماء تحت شعارات دينية ووطنية هو رجس من عمل الشيطان. وختم السياسي المخضرم مقاله قائلا، "ما دام السياسيون لا يحكمون ولا يسيطرون فهم سيفقدون مصداقيتهم لدى الآخرين ولدى شعبهم. فاستقيموا يرحمكم الله، او استقيلوا".
من جهته تساءل المحلل السياسي محمود الهباش ، أية خطوط حمراء بالفعل بقيت بعد أن استباح ما وصفهم بـ"جنود إبليس" كل المحرمات ؟ الدماء، والأموال، والأعراض، والبيوت، وأرواح الأطفال الأبرياء، حتى بيوت الله، التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه، لم تسلم من أذاهم، فزجوا بها في معمعة حرب شيطانية مجنونة.
ودعا الهباش ، إلى إخراج المساجد من دائرة الخلافات السياسية والفكرية والمذهبية ، لأنها لله وحده لا شريك له، وهي ليست ملكا لأحد من البشر ، مهما بلغت قوته أو علت رتبته ، وليس لأحد عليها سلطان إلا بما شرع الله في كتابه. وقال الكاتب الصحافي عبد الله عواد ، إن هدف الاحتلال الإسرائيلي من وراء عمليات الاغتيال هو قتل وتصفية المقاومين وقيادات المقاومة، وما دامت المقاومة توقفت، والأهم ما دام المقاومون قرروا (إراحة) الاحتلال من هذه المهمة القذرة، لصالح القيام بها، كما يقول المشهد في عمليات قتل وخطف واغتيال متبادلة وبوتيرة متصاعدة ومبرمجة، فإن من حقه أن يأخذ إجازة طويلة ويستلقي على ظهره، وهو بالتأكيد يتمنى نقل المشهد للضفة ليستريح قليلا من الاغتيال والاعتقال ويأخذ إجازة مفتوحة.
وقد شلت الحرب المفتوحة والدائرة بين فتح وحماس الحياة في شوارع قطاع غزة ، حيث تعطلت الجامعات والمراكز التعليمية عن الدراسة، في حين فضل الموظفين البقاء في منازلهم عن تلقى الرصاصات الطائشة.
خلف: أجندة دولية إقليمية مطلوب تنفيذها بفلسطين
اعتبر المحلل السياسي سميح خلف في مقابلة خاصة لـ"إيلاف" ، عملية انتهاج حرب العصابات في شوارع غزة ونصب الكمائن ، بداية لمواجهة عسكرية اخطر وأوسع بين فتح وحماس تمهيدا لعملية حسم مطلوبة كمقدمة لأوراق سياسية ، مؤكدا على جود أجندة دولية إقليمية مطلوب تنفيذها في الساحة الفلسطينية ، وقد توفر لها الأدوات في قطاع غزة تحديدا.
وقال خلف ، أن ما يحدث هو تشويه فاضح للتجربة والسلوك الفلسطيني التي أعتز بها كل محبي السلام والحرية في العالم ، مبينا بان ما يجري ليس أبعاده القتل فقط ، بل هو عملية تحلل للقيم الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني . ولفت إلى عمليات الحقن والشحن التي تمارسها وسائل الإعلام وخص منها الإذاعات الحزبية ، موضحا بأنها آلية من آليات التسخين والتصعيد العمياء التي تخدم في النهاية المشروع الإسرائيلي ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقال خلف ، أن " عملية انتهاج حرب العصابات في شوارع غزة ونصب الكمائن ما هي إلا بداية إلى أحداث أكبر وتوسع أكبر في آليات المواجهة العسكرية بين كل من فتح وحماس". وأضاف ، " هناك تحطم لجدار الثقة ويستدل على ذلك بكميات الأسلحة وناقلات الجنود والمدرعات والأسلحة المتوسطة والخفيفة التي تعبر قطاع غزة ، تمهيدا لعملية حسم مطلوبة كمقدمة لأوراق سياسية توزعها أميركا هنا وهناك ولهذا الطرف ولذاك تحت وهم التمثيل والتفاوض".
وأعرب المحلل السياسي ، عن استغرابه لحرب الشوارع التي حدثت وما عبرت عنها بعض وسائل الإعلام الفاضحة ، والغير مستورة في نواياها ووصفتها ( عمليات نوعية) قامت بها هذه الجهة أو تلك ، موضحا بان هذا يبين حجم الجريمة الكبرى التي ترتكب بحق الشعب وحق قضية الحقوق الفلسطينية .
وأكد خلف لمراسلتنا ، بان هناك أجندة دولية إقليمية مطلوب تنفيذها في الساحة الفلسطينية ، وقد توفر لها الأدوات في قطاع غزة تحديدا ، منوها إلى عمليات التفاوض والمحادثات بأنها عبارة عن كسب للوقت أو عملية تحنيط لبعض المواقف تمهيدا لعملية نضوج أو مبادرة من هذا الطرف أو ذاك.
وشدد على أن البرنامج السياسي الفلسطيني هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تخرج الجميع من هذا المطب ، داعيا في الوقت ذاته ، الجامعة العربية لأخذ زمام المبادرة ووضع مبادرة سلام جديدة ، وتكون منصفة وتعتبر نقطة اللقاء السياسي في الساحة الفلسطينية ، لقطع المبررات على جهات تتم منها عملية التصعيد تحت مفهوم المبادرة العربية وغير العربية ، أي الشق الأكبر في حل الأزمة الفلسطينية في أيدي عربية ، وما تمتلكه من وسائل مناورة وعلاقات وتيضة مع أميركا ، ومنها من يمتلك علاقات وتيضة مع إسرائيل.