اتهامات للمالكي بتعطيل التحقيقات بشأن الفساد في حكومته
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قال تقرير لهيئة مراقبة حكومية عراقية سابقة تمّ تقديمه إلى الكونغرس الخميس، إنّ رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي قدّم الحماية لأقاربه ولحلفاء سياسيين له ضمن تحقيقات كانت تطولهم بشأن الفساد، مما أدّى إلى خسارة البلاد مليارات الدولارات.
وقال الرئيس السابق للجنة العراقية للنزاهة العامة القاضي راضي حمزة الراضي إنّ الفساد أثّر تقريبا في كل شيء حيث وصل إلى "كل الوكالات والوزارات وكذلك بعض أكثر المسؤولين العراقيين نفوذا." وأضاف أنّ الفساد "أوقف التقدم الممكن في مجالات السياسة والاقتصاد والخدمات الأساسية والبنية الأساسية وإحلال الأمن وسلطة القانون."
وأوضح أنّ الفساد ضرب أكثر الميادين الاقتصادية في العراق وهو قطاع النفط مقدرا مجمل الخسائر التي تسبب فيها بنحو 18 مليار دولار.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إنّ العراق يعاني من "مستوى عال من الفساد" غير أنه أضاف أنّ الحكومة تحاول جهدها لوقف هذا المشكل. وقال "لدينا خطوات وإجراءات اتخذها رئيس الوزراء لخفض والقضاء على هذا المستوى من الفساد على مستوى عال." وبسؤاله عن المالكي، قال الراضي "لا أستطيع أن أقول إنّ شخصا ما قام بهذه الأمور من دون أن يكون لدي دليل. ولكنّ المالكي قام بحماية أقاربه المورطين في الفساد."
وذكر الراضي بالاسم وزير النقل سلام المالكي الذي عطّل رئيس الوزراء تحقيقا بشأنه قائلا إنّه "يمثل أحد حلفائنا كما أنه قريب لي." كما ذكر بالاسم وزير الكهرباء السابق أيهم السامرائي الذي يعدّ بدوره قريبا للمالكي والذي تمّ الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لتحويل أموال عمومية قبل أن يفرّ من السجن في المنطقة الخضراء.
وقال السيناتور ستيفن لينش إنه يعيش مع عائلته الآن في شيكاغو. وقال المراقب العام للولايات المتحدة ديفيد والكر إنه وعلى ما يبدو فإنّه ليست لبلاده خطة للقضاء على الفساد طالبا من الكونغرس أن يشترط في قوانينه المقبلة بشأن العراق مكافحة الفساد من أجل التوصل إلى "بعض النتائج أفضل من أن نقتصر على جهود أكثر فقط."
وقال الراضي إنّ تأثير الفساد وصل إلى ما أبعد من المال حيث أنّ هيئته التي كان يرأسها كانت ضحية للاستهداف. وقال لقد لقي 31 من موظفيها مصرعهم مع 12 من عائلاتهم الكثير منهم بعد أن تمّ اختطافه وتعذيبه.
ومن ضمن الضحايا، كانت امرأة حامل زوجة لأحد الموظفين ورجل طاعن في السنّ يبلغ 80 من العمر هو والد أحد الموظفين الآخرين تمّ العثور عليه معلّقا بعد أن تمّ ثقب جسده بواسطة آلة ثقب كهربائية.
وقال إنّه وعائلته تعرضا إلى التهديد وكاد رصاص القناصة يصيبه فيما كان خارجا من مكتبه في بغداد.
وقال السيناتور داريل عيسى إنّ تسعة من عائلة الراضي طلبوا اللجوء في الولايات المتحدة، غير أنّ الراضي قال إنّ"أمر شخصي لا أريد التحدث عنه." وطرح رئيس لجنة المراقبة والإصلاح في الكونغرس السيناتور هنري واكسمان سؤالا ما إذا "كانت الحكومة العراقية فاسدة لدرجة أنّها لن تنجح." وأضاف "إذا كان ذلك كذلك، فيتعين علينا أن نتساءل ما إذا كان يجدر بنا مزيد دعم هذا النظام."
غير أنّ السيناتور جون ميكا قال إنّ التهم بالفساد ليست جديدة في العراق كما أنها ليست مختصة بالعراق.
وأشار إلى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي "عطّل توجيه التهم وإدانة 40 مسؤولا حكوميا في ضوء فضيحة واترغيت. ولذلك ليست هناك حكومة من دون فساد." غير أنّ الراضي ردّ بالقول إنه لا تجوز المقارنة لأنّ كل شيء في العراق "قريب من الصفر من حيث البنية الأساسية والخدمات."