ضرب إيران وتقسيم العراق في إعلام اميركا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن :حظى الملفان الإيراني والعراقي بأهمية كبيرة في وسائل الإعلام الاميركية هذا الأسبوع، كما وسائل الإعلام بتطورات ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان.
البنتاجون واحتمالات ضرب إيران
استضاف برنامج واجه الأمة - الذى يقدمه بوب شيفرBob Schieffer على شبكة CBS - مرشح الرئاسة الديمقراطى بيل ريتشاردسون للحديث عما تناقلته وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة ، من تقارير حول قيام الرئيس الأمريكى جورج بوش بمطالبة وزارة الدفاع الاميركية بتحديث خططها العسكرية من اجل التجهيز لضربة عسكرية ضد إيران.
فى البداية اعتبر ريتشاردسون أن قرار توجيه ضربة عسكرية إلى إيران سوف يكون ذات نتائج كارثية للولايات المتحدة الاميركية ، مؤكدا انه ليس من الحكمة للإدارة الاميركية أن تبدأ حربا قبل أن تنهى الحرب الدرامية الدائرة الآن فى العراق.وأشار شيفر إلى أن الإدارة الاميركية توجه اتهامات إلى إيران بالسعى إلى الحصول على التكنولوجيا النووية من اجل امتلاك السلاح النووى ، فى حين تنكر إيران أى محاولة لها للحصول على السلاح النووى ، وأنها فقط تسعى للحصول على التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
وأضاف شيفر أن الخطة التى يعمل البنتاجون على تطويرها الآن - طبقا للتقارير الإعلامية - لا تستهدف فقط المنشات النووية الإيرانية المشتبه فيها ، وغيرها من المواقع العسكرية الإيرانية ، والبنية الأساسية هناك ، ولكنها تستهدف أيضا القواعد التى تدعى اميركا أنها مراكز لتدريب الإرهابيين ، وأماكن لتهريب السلاح إلى الأراضى العراقية.
من ناحية أخرى تزامنت هذه التقارير مع قيام مجلس الشيوخ الأميركى بتمرير مشروع قانون غير ملزم ، يحث فيه الرئيس بوش على ضرورة إعلان الحرس الثورى الإيرانى كمنظمة إرهابية ، فضلا عن مطالبته بفرض مزيدا من العقوبات الاقتصادية على إيران. وقدم ديفيد هيرزينهورن تقريرا للنيويورك تايمزNew York Times ، أشار فيه إلى أن مجلس الشيوخ الأميركى مرر مشروع قرار يطالب فيه الرئيس الأميركى بضرورة إعلان الحرث الثورى الإيرانى منظمة إرهابية.
وأكد هيرزينهورن Herszenhorn أن الإدارة الاميركية تفاضل منذ شهر مابين إعلان الحرث الثورى ككل كمنظمة إرهابية من ناحية ، أو أن يقتصر الأمر فقط على قادة قوة القدس دون بقية التنظيم. وأشار هيرزينهورن Herszenhorn إلى أنه أيا ما كان الأمر ، فان هذا الاتجاه يعبر عن تزايد حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة فى الآونة الأخيرة.
العراق بين الفشل والتقسيم ركزت بعض وسائل الإعلام الاميركية علي القرار "غير الملزم" الذي أصدره مجلس الشيوخ الاميركي بشأن مشروع خطة توصى بتقسيم العراق إلى ثلاث كيانات ، فيما يبدو على انه محاولة من مجس الشيوخ لإيجاد مخرج من المعضلة العراقية. وقد اهتمت الواشنطن بوست Washington Post بهذه الخطة فى تقرير أعده شايلاج موراى ، أشار فيه إلى أن مشروع القانون هذا قدمته لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ ، برئاسة السيناتور الديمقراطى جوزيف بايدن ، وأكد موراى أن هذا القانون لا يلزم الرئيس جورج بوش باتخاذ أى خطوة فى اتجاه تنفيذ هذه الخطة التى اقرها القانون.
وانتقل موراى إلى تفاصيل الخطة ، حيث لفت الانتباه إلى أن هذه الخطة تتضمن إنشاء نظام فيدرالى داخل العراق ، ينقسم إلى ثلاث كيانات ، أولهم للشيعة وثانيهم للسنة وثالثهم للأكراد ، والمبدأ الجوهرى الذى اعتمدت عليه هذه الخطة هو أن العراقيين لن يستطيعوا حكم أنفسهم من خلال حكومة مركزية فى الوقت الحالى.ولفت موراى Murray الانتباه إلى أن هذا التقسيم موجود داخل الدستور العراقى ، ولكن الجديد الذى آتى به بايدن Biden هو محاولة تعبئة الجهود الدبلوماسية المحلية والإقليمية من اجل تحقيق هذا الهدف.
أما شبكة CNN فقد اهتمت برصد ردود الأفعال المختلفة لهذه الخطة التى اقرها مجلس الشيوخ ، فمن جانبها تنصلت السفارة الاميركية فى العراق من هذه الخطة ، وأكدت أن أى محاولة لتقسيم العراق إلى ثلاث كيانات ، سوف يخلق حالة غير عادية من عدم الاستقرار والمعاناة للشعب العراقى ، لذلك فان الولايات المتحدة تؤكد باستمرار رفضها لمثل هذه المحاولات ، مضيفة أن خيار التقسيم ليس مطروحا فى الوقت الحالى.
أما فيما يتعلق برد الفعل العراقى فقد رصد التقرير تصريحات وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارىHoshiyar Zebari والتى أدلى بها لبرنامج Late Edition ، حيث أكد فيها أن هذه الخطة قد خلقت بلبلة داخل المجتمع السياسى العراقى ، واعتبرتها القوى السياسية الرئيسية فى العراق تهديدا لسيادة ووحدة الأراضى العراقية. وأضاف "بالرغم من أن هذا الخيار موجود فى الدستور العراقى ، إلا انه ليس هناك عراقى مع خيار تجزئة العراق ، أو تقسيمه إلى دويلات ثلاث غير قادرة على الاستمرار". كما طالب الوزير جامعة الدول العربية بضرورة إدانة هذه الخطة ، وتأكيد تأييدها لوحدة الأراضى العراقية.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن البرلمان العراقى هو الآخر قد أدان الخطة بشدة ورفضها رفضا قاطعا ، وأعلنت جميع التيارات السياسية داخله إدانتها التامة لهذه الخطة.
وعلى صعيد مختلف أشار التقرير إلى أن الدستور العراقى ، الذى اقره الناخبين العراقيين فى عام 2005 ، يتضمن مواد تنادى بخلق كيانات فيدرالية فى العراق ، على غرار حالة إقليم كردستان العراق فى الشمال ، ولكن البرلمان العراقى فشل فى تفعيل هذه المواد ووضعها موضع التنفيذ ، كما أن الخطة التى اقرها مجلس الشيوخ فشلت هى الأخرى فى تفعيل هذا الأمر.
اميركا ومعركة الرئاسة اللبنانية
اهتم راديو NPR بمتابعة ما أسفرت عنه المشاورات الخاصة باختيار رئيس الدولة اللبنانية القادم ، وأذاع برنامج Morning Edition ، تقريرا فى هذا الإطار ، تابع فيه فشل البرلمان اللبنانى فى الاتفاق حول تسمية مرشح معين لتولى منصب الرئاسة هناك ، وأكد التقرير - الذى أعده بيتر كنيون Peter Kenyon - أن هذا الفشل يزيد المخاوف بخصوص مستقبل لبنان ، خصوصا وان فترة ولاية الرئيس الحالى تنتهى خلال شهرين.
وحاول التقرير استشراف المستقبل اللبنانى ، فى ظل استمرار حالة عدم الاتفاق حول شخص الرئيس القادم للبلاد ، واعتبر التقرير أن السيناريو المرشح للحدوث - والذى اعتبره التقرير الأسوأ - هو عدم قدرة أطراف المعادلة السياسية اللبنانية على الاتفاق على مرشح معين ، وهذا يعنى - طبقا للتقرير - حالة من الانهيار السياسى للبنان ، الذى سوف تكون فيه حكومتين ، الأولى حكومة الأكثرية المدعومة من الولايات المتحدة ، والثانية المعارضة المدعومة من سوريا وإيران.
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه الحالة سوف تذكر اللبنانيين باللحظات الأليمة ، التى عاشوها إبان الحرب الأهلية الدامية ، والتى استمرت لفترة قاربت الخمسة عشر عاما. حيث شهدت البلاد - إلى جانب الصراع العسكرى - حالة شديد من الانقسام السياسى ، خصوصا مع اقتراب نهاية فترة ولاية الرئيس اللبنانى السابق أمين الجمييل ، فلم يستطع اللبنانيين فى تلك الفترة الاتفاق على من يخلف الجمييل الأمر الذى أدى إلى حالة من حالات الفراغ السياسى فى البلاد ، اتبعتها حالة من عدم الاستقرار السياسى.أما شبكة فوكس نيوز فقد أرجعت فشل البرلمان اللبنانى فى الاتفاق على شخص الرئيس القادم إلى سلوك حزب الله ، الذى قاطع أعضائه فى البرلمان اللبنانى جلسات التشاور لاختيار الرئيس.
واعتبر التقرير الذي بثته الشبكة أن قرار التأجيل هذا قد أرجأ - ولفترة وجيزة حتى انعقاد الجلسة القادمة للبرلمان فى 23 أكتوبر الحالى - حالة الصدام بين الفصائل اللبنانية المتناحرة.
رصد التقرير الاجتماع الذى تم بين رئيس البرلمان نبيه برى ، وزعيم الأكثرية فى البرلمان اللبنانى سعد الحريرى ، الذى يقود التيار المعارض لسوريا فى البرلمان ، وأشار التقرير إلى أن هذا الاجتماع قد تم تحت حراسة مشددة من قوات الأمن اللبنانية ، خوفا من وقوع المزيد من الاغتيالات للشخصيات المعارضة للنفوذ السورى فى لبنان. خصوصا بعد حالة الاستنفار الأمنى التى شهدتها لبنان عقب مقتل النائب انطونيو غانم احد الأعضاء المواليين للحكومة اللبنانية ، والمعارض للنفوذ السورى فى لبنان ، وتوجيه أصابع الاتهام - من قبل الحكومة اللبنانية - إلى دمشق ، التى رفضت بشدة هذا الاتهام.
ولفت التقرير الانتباه إلى الانطباعات التى خرج به المشاركون فى هذا الاجتماع ، حيث اعتبر سعد الحريرى هذا الاجتماع بأنه ايجابى ، واستطرد قائلا انه سوف يستمر فى التشاور مع الأطراف الأخرى ، حتى يتوصلوا اتفاق بشان الرئيس القادم للبنان.
ضرب إيران وتقسيم العراق في إعلام اميركا
ولكن فى نفس الوقت أكدت الأكثرية على لسان احمد فاتفات ، احد أعضاء ائتلاف الأكثرية فى الحكومة انهم إذا لم يتوصلوا مع المعارضة إلى اتفاق بشان الرئيس القادم بحلول 23 أكتوبر ، فان الأكثرية سوف تقوم بانتخاب الرئيس بالأغلبية البسيطة ، مؤكدا أنهم لن يقبلوا بان يظل منصب الرئيس خاليا. إلا أن حزب الله أكد انه لن يعترف بأى رئيس للبنان يتم انتخابه فى ظل غياب نوابهم فى البرلمان ، أما وليد جمبلاط فقد ذهب إلى ابعد من ذلك ، حيث أكد انه "لا يؤمن بالحوار مع مجموعة من القتلة" ، مشيرا إلى بعض أعضاء المعارضة المدعومين من إيران وسوريا. وعلى صعيد أخر اهتم التقرير بردود فعل الشارع اللبنانى خصوصا المؤيدين للحكومة ، الذين أكدوا أن سوريا تسعى إلى القضاء على الأغلبية التى تمتلكها الحكومة فى البرلمان ، وذلك بتصفية النواب الموالين لها.
وفى النهاية أكد التقرير انه إذا لم يتم انتخاب الرئيس خلال المهلة المحددة ، فان حكومة السنيورة - بصورة تلقائية - سوف تتولى السلطة التنفيذية فى البلاد ، إلا أن المعارضة هددت بأنها فى حالة حدوث مثل هذا الأمر، فان ذلك سوف يدفعهم إلى تأييد أى حكومة يسميها الرئيس الحالى إميل لاحود قبل تركه منصبه.