مقتل امرأتين بنيران شركة حماية أمنية في بغداد

بغداد: افادت مصادر امنية عراقية وشهود عيان الثلاثاء ان امرأتين قتلتا بنيران عناصر شركة حماية امنية في وسط بغداد، وذلك بعد ثلاثة اسابيع علىمقتل 17 مدنيا عراقيا في حادث تورطت فيه عناصر شركة حماية اميركية.وقالت مصادر في وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين ان "امرأتين قتلتا بنيران عناصر شركة حماية اجنبية في تقاطع المسبح في منطقة الكرادة (وسط بغداد)".

واوضح ان "موكبا مكونا من اربع سيارات رباعية الدفع من طراز جي ام سي اميركية الصنع اطلق النار على سيارة صغيرة بيضاء اللون تقودها سيدة وبجوارها امرأة اخرى ما ادى الى مقتلهما على الفور". واشار الى ان "الحادث وقع حوالى الساعة 30،14 بالتوقيت المحلي (30،11 تغ) وان الضحيتين نقلتا الى المستشفى فيما تم سحب السيارة الى مركز شرطة المسبح".

من جانبه، قال عمار فالح (34 عاما) وهو صاحب متجر لبيع المواد الكهربائية في شارع في حي الكرادة وقد شاهد الحادث ان "موكبا من سيارات الحماية الامنية الاجنبية اطلق النار على سيارة اولدزموبيل مدنية فيها عائلة مكونة من امرأتين وطفلين اسفرت عن مقتل الامرأتين بعد اصابتهما بالرأس".

وقال ان "الموكب كان يسير بسرعة فائقة وطلب من الامرأة التوقف الى جانب الطريق لكنها تأخرت بالانتباه لطلبهم فاطلقوا النار على السيارة بكثافة".واضاف ان "الشرطة نقلت الضحيتين وقد تشوه وجهاهما بالكامل بسبب اطلاق النار المباشر على الرأس".

ويأتي هذا الحادث بعد حادثة تورط عناصر شركة بلاك ووتر الامنية الاميركية في قتل 17 مدنيا عراقيا في ساحة النسور في 16 ايلول/سبتمبر الامر الذي اثار غضب الحكومة العراقية وجدلا في اوساط الادارة الاميركية. واكدت ميرمبي نانتنغو المتحدثة باسم السفارة ان "السفارة الاميركية ليس لها علاقة بالموكب" الذي اطلق النار على الامرأتين وانه ليس من عناصر بلاك ووتر التي تعمل لصالح السفارة الاميركية.

ومن جانبه قال شاهد اخر يدعى ستار جبار لفرانس برس ان سيارة مدنية اقتربت كثيرا من موكب تابع لشركة امنية اجنبية. واضاف "حاولت الامرأة التي تقود السيارة تجنب الموكب، لكنها كانت قريبة جدا منه حيث قام عناصر الحماية باطلاق النار بصورة كثيفة عليها". واكد جبار "ان هناك امرأة ثالثة الى جانب الطفلين كانت في المقعد الخلفي اصيبت ايضا بالرصاص في كتفها".

وقال ابو مريم وهو احد اقارب الضحيتين ان اسميهما ماروني اوانيس (49 عاما) من حي الغدير في بغداد وجنيفا جلال (30 عاما). واكد ان "ماروني تعمل بالسيارة سائقة اجرة بعد وفاة زوجها وكانت معيلة لعائلتها".

وتخضع الشركات الامنية لرقابة كبيرة بعد حادثة اطلاق النار الذي اسفر عن مقتل 17 في ساحة النسور، حيث اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية تعيين عملاء استخبارات لمرافقة المواكب الامنية التابعة لشركة بلاك ووتر الخاصة بحماية الدبلوماسيين الاميركيين.

وكان علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة اعلن الاحد في بيان ان "لجنة التحقيق في المشكلة بامر من رئيس مجلس الوزراء في 22 ايلول/سبتمبر انهت" تحقيقاتها في الحادث. واضاف "لم يثبت ميدانيا تعرض رتل سيارات شركة بلاك ووتر للحراسات الامنية لاي اطلاق نار مباشر او غير مباشر ولم تصب حتى بحجارة".

واوضح البيان ان "العاملين في الشركة المذكورة تجاوزوا قواعد استخدام القوة وقانون السلوك للشركات الامنية الخاصة العاملة في العراق (...) وبناء على ذلك فان ما ارتكبوه يعد جريمة قتل عمد ويتوجب ان يحاسبوا عنها وفق القانون".