أوًّل لقاء بين جليلي وسولانا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
احمدي نجاد في ارمينيا لتعزيز العلاقات الثنائية
طهران، يريفان: يجري سعيد جليلي، كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني الذي عُيِّن في منصبه السبت الماضي خلفا لعلي لاريجاني، محادثات اليوم الثلاثاء العاصمة الإيطالية روما مع خافيير سولانا، مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي والمبعوث الخاص للإتحاد للتفاوض بشأن الأزمة النووية الإيرانية.
وستكون جولة اليوم من المحادثات هي الأولى التي يحضرها جليلي منذ استلامه لمهامه الجديدة، ولذا سيراقب الدبلوماسيون عن كثب أي إشارات تصدر عن المسؤول الإيراني بشأن اعتماد طهران نهجا أكثر تشددا حيال ملفها النووي.
فمن جانبها، تصر الحكومة الايرانية على ان استقالة لاريجاني المفاجئة لن تغير من السياسة التي كانت تتبعها في المجال النووي، ولكن ذلك لا ينفي الحقيقة القائلة إن خليفته هو من الحلفاء المقربين للرئيس محمود أحمدي نجاد.
كان علي لاريجاني من المؤمنين بالحوار، فهو الرجل الذي كان له دور كبير في المفاوضات التي أفضت الى الإفراج عن البحارة البريطانيين الذين احتجزتهم إيران في مياه الخليج وقت سابق من العام الحالي.
هذا النهج لا يشاركه فيه أحمدي نجاد، الذي خاطب الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الشهر الماضي بالقول إن ملف إيران النووي "قد أغلق".
ويقول المراسلون إن استقالة لاريجاني جاءت على خلفية خلافاته الحادة مع نجاد بشأن الطريقة التي يتعين المضي بها في المفاوضات.
فقد كشف محمد رضا باهونار، نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن لاريجاني استقال لأنه لم يعد بمقدوره العمل مع نجاد، مؤكدا الشكوك بأن الاثنين لم يختلفا في مقاربة المواضيع السياسية فحسب، بل وربما أنًّ الرجلين يختلفان على الصعيد الشخصي. أيضا.
وأضاف باهونار: "لم يكن من الممكن للاريجاني أن يستمر مع أحمدي نجاد."
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين إيرانيين قولهم إنًّ لاريجاني سيحضر محادثات روما اليوم إلى جانب خلفه جليلي.
وقال أحد كبار مستشاري مرشد الجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي إن لاريجاني يجب ألاًّ يُسمح له بالاستقالة البتًّة.
وقال جون لين، مراسل بي بي سي في طهران، إن استقالة لاريجاني أوضحت مدى عمق الخلافات والانقسامات ضمن الحكومة الإيرانية حول التكتيكات والأساليب المتبعة في التفاوض مع الغرب بشأن ملف طهران النووي.
ويقول المراقبون إنه لا يعني ذلك بالطبع أن إيران تنوي التخلي في وقت قريب عن التفاوض سبيلا لحل خلافها النووي مع الغرب. فهذه المفاوضات لا زالت في طور "المحادثات حول كيفية إجراء المفاوضات" حيث ان الغرب متمسك برفضه الدخول في مفاوضات حقيقية ما لم تتخل إيران عن برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم الذي يخشى الغربيون أن تستخدمه طهران لإنتاج قنبلة نووية.
ويضيفون أنه من مصلحة إيران أن تتواصل هذه المحادثات لأطول فترة ممكنة حتى في حال رفضها تقديم أي تنازلات، وذلك من أجل درء أي عقوبات جديدة أو أي عمل عسكري محتمل.
وفعلا، فقد فسر بعض الدبلوماسيين في طهران خطوة استبدال لاريجاني بجليلي على أنها طريقة لإطالة أمد المحادثات.
الرئيس الايراني يختصر زيارته الى إرمينيا
من جهة ثانية أعلن مصدر دبلوماسي ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اختصر الثلاثاء زيارته الى ارمينيا عائدا الى طهران بسبب "الوضع السياسي" في ايران والمباحثات حول الملف النووي الايراني المرتقبة خلال النهار في روما. وكانت الرئاسة الارمنية اعلنت في وقت سابق ان الرئيس الايراني اختصر الثلاثاء زيارته الى يريفان عائدا الى ايران فيما كان يفترض ان يزور نصب الابادة الارمنية، من دون اعطاء اسباب اختصار الزيارة.
وكانت أعلنت الرئاسة الأرمنية أن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إختصر الثلاثاء زيارته الى يريفان عائدا إلى ايران فيما كان يفترض أن يزور نصب الابادة الارمنية. وقال مسؤول في الرئاسة "لقد حصلت تغييرات في برنامج الرئيس الايراني وسيعود الى طهران قبل الوقت المحدد" بدون اعطاء اسباب مغادرة احمدي نجاد بشكل مبكر.
والغى احمدي نجاد كل لقاءاته الثلاثاء وعاد الى ايران كما اضاف المكتب الاعلامي. وكان يتوقع ان يزور احمدي نجاد مبدئيا الثلاثاء النصب التذكاري لضحايا الابادة والمسجد الازرق في يريفان. وكان التقى الاثنين نظيره الارمني روبرت كوتشاريان في مستهل زيارة تستمر يومين الى ارمينيا. واشاد الرئيس الايراني الذي يواجه عزلة على الساحة الدولية، في يريفان بتعاون بلاده مع ارمينيا.
وفي تصريح صحافي ادلى به في ختام لقاء مع نظيره الارمني روبرت كوتشاريان، اكد الرئيس الايراني ان "علاقاتنا مع ارمينيا بالغة الاهمية وتشكل وسيلة لتعزيز الاستقرار والامن" في المنطقة. واعلن الرئيسان عن شق طريق سريع جديد بين البلدين ومشروع خط للسكك الحديد عابر للحدود لتطوير تبادل البضائع بينهما.
وناقشا ايضا مشاريع مشتركة لبناء مصفاة للنفط ومحطة لانتاج الطاقة الكهربائية ومنشآت للمحركات الهوائية على طول الحدود الايرانية الارمنية.واكد الرئيس الايراني "سنسرع في انجاز برامج مشتركة على صعيد البنى التحتية الكبرى". واضاف "انها لمصلحة بلدينا والمنطقة كلها".
وتسعى ارمينيا الى زيادة علاقاتها مع ايران للالتفاف على الحظر الذي اعلنته كل من اذربيجان وتركيا بسبب خلاف حول منطقة ناغورني كراباخ الانفصالية وقضية ابادة الارمن التي ترفض انقرة الاعتراف بها. وفي اذار/مارس، دشن كوتشاريان واحمدي نجاد خطا لانابيب الغاز يبلغ طوله 150 كلم لتزويد ارمينيا بالغاز الايراني، على ان تزود ارمينيا ايران في المقابل الكهرباء التي ينتجها المفاعل النووي الذي يرقى الى الحقبة السوفياتية.
وتعرب الولايات المتحدة عن قلقها من العلاقات المتزايدة بين ارمينيا وايران. ولا تنظر ايران بارتياح الى العلاقات العسكرية والاقتصادية المميزة بين واشنطن واذربيجان، القريبة من ايران ايضًا. وسيزور احمدي نجاد الثلاثاء في يريفان النصب التذكاري لضحايا الابادة الارمنية. وقد قتل العثمانيون 5،1 مليون ارمني بين 1915 و1917، كما تقول يريفان.